“أنا عايزُه في استشارة مستعجلة..دلوقتي كان عندي أخ، عنده عيلين وتوفى الله يرحمه،…


“أنا عايزُه في استشارة مستعجلة..دلوقتي كان عندي أخ، عنده عيلين وتوفى الله يرحمه، والوصاية على العيال راحت لأبويا، لو بعد الشر يعني أبويا جراله حاجة .. الوصاية على العيال تروح لمين؟” صالح – من مسلسل #تحت_الوصاية
——————–

المسلسل الرمضاني المتميّز “تحت الوصاية” يلمس من جديد الواقع المرير في حكايات تملأ الشوارع والبيوت – ولكن تمرّ مرور الكرام في الأعمال الدرامية، كأنها حكاية خيالية تحدث للآخرين فقط. –
متناولاً هذه المرة الميراث.

فنرى العم “صالح”، رجل طول بعرض، سيتزوج بعد أشهر قليلة، يعني سيفتح بيت جديد، ولكنه للغرابة يعيش حياته ككائن طُفيلي يتغذى ويعيش على الآخرين حوله، تارةً من وارد الورشة التي يعمل فيها أبوه بيده رغم كبر سنه، وتارةً أخرى من أخيه اللي كان الدجاجة التي تبيض ذهبًا، برزق البحر من مركبه الوحيد.

وعندما مات أخوه، لم يستطع العيْش إلاّ بالتسوّل وسرقة رزق أولاد أخوه وأرملته، يضع المركب نَصب عينيه، يُقا.تل من أجله، يشهد الزور ويرشي الشهود، يُلاحق الأرملة المنكوبة في زوجها وحياتها، ولا مانع من طلب دعوة لشفاء أبيه في المسجد فقد تحدث المعجزة.

يسأل محاميه عن إمكانية التحكّم في ميراث الأطفال في حالة موت الجد، وملامحه اكفهرت حزنًا عندما علم أن الوصاية ستنتقل – للأسف! – للأم، وأن حلم الثروة والعيش كصعلوك سينتهي قريبًا جدًا.

ملف الميراث من الملفات الشائكة للغاية في مجتمعنا، فرغم أن المسلسل يعرض العم المحروم من الميراث بسبب وجود “طفل ولد” كما يخبرنا القانون المصري ودار الإفتاء.

(وهنا لن نتكلم هنا عن تشريعات، فالأزهر أوْلى بها، رغم أن العلماء توقفوا منذ زمن عن البحث وإيجاد مفاهيم وتعابير تُناسب الواقع والحياة بمعطياتها الحالية التي كانت تختلف تمامًا من 1400 سنة!.)

إلاّ أنه في حالات أخرى كثيرة، يترك المُتوفى البنات فقط، ويُلاقينَ مصير أشنع من ذلك بكثير، حيث يتكالب الجميع على ما خلّفه الأب المُتوفى .. غير سامحين بهروب ولو مليم واحد بعيدًا عنهم..

وعندما نُطالب القانون والمجتمع أن يحموا حقوق الإناث بعد موت عائلهم، يصرخون بعلوْ صوتهم “أنه كلااااااااااااااااااااام الله” ولا سبيل للاعتراض.

ويكتفي المجتمع بمصمصة الشفاه في حرج أنه “كيف لم يترك الأعمام” نصيبهم للبنات، وكيف اختار الجد وولاد العم أن يستولوا على “الشقة الحيلة” لدى الزوجة والابنة وإنه “دا كلام برده؟”.

لذا تظل المطالبات، مرارًا وتكرارًا، بقوانين مدنية غير مرتبطة بدين ولا بعُرف، تحمي الجميع، والكل يكونون فيها على قدم المساواة.

كتابة: أمنية إبراهيم

#الميراث
#مرصد_دراما_رمضان
#رمضان_2023
#قسم_السينما_والدراما
#سوبروومن


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version