أعلن الحوثي وصالح الحرب على كل الناس وكل الجبهات وطلب صالح، بكل حزم، إحراق عدن. …


أعلن الحوثي وصالح الحرب على كل الناس وكل الجبهات وطلب صالح، بكل حزم، إحراق عدن. يعلم أن العاصفة، وهذه الحرب الأهلية، ستصنع خراباً جسيماً وستقضي على مملكته الخاصة أيضاً. وهو يريد أن يرى عدن محترقة، وذلك ما سيمنح روحه بعض العزاء. يتسلل الشبيحة والمرتزقة من كل المداخل ويلتحمون بآخرين في عدن ويخوضون حرباً ضد الأشياء والبشر.
وعدن تمانع. وعدن كانت شمس القرن العشرين العربية عندما كانت دبي رملاً على البحر.
وهذا النهار قام الضابط اليمني المحترم عبد الرب الشدادي مع من معه من الجيش، مسنودا بأهل مأرب، بتحرير صرواح من كتائب صالح وميليشيا حوثي. وأمام ذلك النصر الذي صنعه واحد من قلة صغيرة من الضباط احتفظت بشرفها استسلم لواءان عسكريان وانضما إلى نواة الجيش الوطني الصغيرة.

ونجى المشهد الوطني اليوم من تعقيد وشيك للأزمة بتعيين بحاح نائبا للرئيس، وكانت هناك ضغوط سعودية لتعيين علي محسن الأحمر نائباً لهادي. لا بد من الإشارة إلى رفض هادي لتلك الفكرة ومقاومته لرغبة التحالف العربي. وداخلياً كانت تلك العملية ستصب زيتاً نقياً على نار حمراء.

وأنا أثق ببحاح. وإذا كان محسن يعرف جيداً جبال اليمن وجيوشها فإن بحاح يعرف جيداً بقية العالم.

أما الحوثيون فذهبوا إلى صنعاء واعتقلوا المفكر السياسي طاهر شمسان، وهو من القلة الذين احتفطوا بهدوئهم في هذا الصخب واستمروا ينتجون الأفكار. ولم يكن شمسان ليغريه لقب البطل ولا المناضل لكن الصورة الأخيرة لاعتقاله من قبل الميليشيات منحته كل الخصال النبيلة. ذلك بالنظر إلى أن الميليشيا اختارته دوناً عن الآخرين.

ويقول شهود عيان إن الحوثيين يحشدون اللاجئين والمهمشين والفقراء. وأن جنازات هذا النهار الخارجة من المستشفى العسكري بصنعاء كانت مهيبة ومروعة.

الكرة في ملعب الحوثي، وبمقدوره إيقاف كل هذه الحرائق. هدا الطفل المعتوه البالغ من العمر 34 عاماً تسبب في حريق تاريخي للبلد بأكمله. والبلد الذي يتباهى بالحكمة راح يجاري المعتوه في حروبه وأوهامه.

والكرة الآن في ملعبه:
يعلن ايقاف الحرب الداخلية وتسريح ميليشياته والعودة إلى صعدة والاستسلام لفكرة دولة لكل الناس. بمقاييس كل الدول، وكما يحدث في كل الدول وذلك ليس لغزاً، وليس مطلوب منه اختراع العجلة ولا إعادة اكتشاف النار.

مطلوب من عبد الملك الحوثي الاستسلام للحضارة البشرية، وحسب.
نار في كل مكان وصالح والحوثي يخوضان الحرب ضد كل الناس وفي كل اتجاه ولا يحسبان القتلى ولا الخسارات.

اليمن تتفكك وتغرق وتتلاشى ووتضمحل

ولا يزال هناك أمل. ودائماً هناك أمل.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version