أرجو من جموع الشعب المسيحي الذي سيحضر قداس عيد الميلاد…


أرجو من جموع الشعب المسيحي الذي سيحضر قداس عيد الميلاد المجيد داخل الكاتدرائية، أن يرفعوا صور الطفل البريء شنودة في كل مكان داخل الكنيسة، فهذا هو أنسب وقت لإكتمال فرحة الأقباط بعيدهم، فنحن لا نذوق طعم الفرحة والإحتفال وأسرة مننا تتألم وتنزف دموعًا ليلًا ونهارًا، فجميعنا في الكنيسة جسد واحد، وإن تألم عضو فـسائر الأعضاء تتألم معه، وفي حضور سيادة رئيس جمهورية مصر، رئيس جميع المصريـين، الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي نُريد أن نطلب تدخله شخصيًا في حل هذه الأزمة والمعاناة، فما حدث مع الطفل شنودة هو مهزلة حقيقية ووصمة عار في جبين مصر، ولا يليق أبدًا بدولة المواطنة والجمهورية الجديدة التي يسعى ويقوم سيادته في بناءها وتطبيقها، ما حدث مع الطفل شنودة وأبواه اللذان تبنياه وربياه ووفرا له حياة كريمة وآمنة هو إنتهاك لحقوق الإنسان وضد الإنسانية ولا يوجد دين عاقل وسوي يتعارض ويتضارب ولا يتوافق مع البديهيات الإنسانية، فالدين جُعل لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الدين، وبكل أسف يا سيادة الرئيس مازال الفساد موجودًا في كل جهة ومؤسسة، والكثير من القضاة والوزراء لهم فكر مُتطرف وعنصري وأغلبهم يُسيطر ويغلب عليهم المنهج الضال والأحمق الإخواني والسلفي، فهم غير أمناء على مناصبهم ويطعنون الدولة في ظهرها ويُعرقلون ويهدون ما تحاول سيادتك في بناءه وإصلاحه، لابد أن يعلم الجميع ويُدرك الفارق بين الدين وإجتهادات وتأويل رجال الدين، فكلام الفقهاء وفتاويهم ليسوا من الدين، وما يقولوه غير صالح لكل زمان ومكان، فكلامهم ليس من الدين، فنحن نحتكم للقانون المصري المدني، والشريعة الإسلامية جزء من التشريع وليست مصدر التشريع الأوحد، فينص القانون المصري على إحتكام المسيحيـين لشرائعهم، ونحن عندنا التبني مُباح وهو أمر في قمة الإنسانية ولا يتعارض مع الديانة المسيحية، وحتى وإن كان يتعارض مع الشريعة الإسلامية فهي لا تلزمنا في شيء، فمصر دولة مدنية وليست دينية ولا مجال لفرض إعتقاد مواطن على مواطن آخر، وعبارة الإسلام دين الدولة لا تعني أن الدولة إسلامية كما يتصور ويتوهم البعض ؛ بل تعني أنه دين الأغلبية والأكثرية،
والدولة ليست كائن عاقل حتى يكون لها دين، فالدولة للجميع، ولا يوجد شيء يقبله عاقل يقول بأن فاقد الأهلية مُسلم بالفطرة، هذه ليست فطرة هذا جهل وإستخفاف بالعقول وضد الإنسانية، هذه القضية قضية إنسانية بحتة بعيدًا عن ديانة هذا الطفل الضحية، فلكم أن تتخيلوا يا حضرات بأن طفل أكرمه الله ووجد أسرة سوية وكريمة تبنته وتكفلت به وقدمت له الحب والرعاية والإهتمام ثم فجأةً يؤخذ منهم ويُلقى في دار أيتام ويُغير دينه واسمه فيتحول ويُصبح في غمضة عين شخص آخر غير شنودة ويجد نفسه دون أب وأم وفي مكان غريب ومُعاملة جديدة وغريبة عليه، تخيلوا كل هذا يحدث لطفل بعمر أربع سنوات؟!!
ولا أعرف لماذا كل هذه الحرب من معدومي الإنسانية والرحمة ومهوسي زيادة أعداد المُسلمين على طفل بريء؟
هل هو سيُزيد المُسلمين، أو ينقص المسيحيـين؟
الإجابة لا، إذًا هي قضية إنسانية بعيدة كل البُعد عن دين هذا الطفل البريء الذي لا يُدرك كل ما يحدث حوله، ولا أدري كيف يكون هذا الطفل كان موجود ومُلقى في كنيسة قطعة لحم حمراء وتعمد أي صار مسيحيًا على إيمان أبواه ومرسوم الصليب على يديه، ثم يقولون بكل بجاحة بأنه مُسلم؟!!
هذه القضية الإنسانية، أثبتت وأظهرت فقدان هذه الإنسانية لأناس كثيرين، وأظهرت عورات فكرية مترسخة ومتأصلة في هذا المُجتمع، هذه القضية التي صارت وتحولت لرأي عام ويُتابعها من في الداخل والخارج أيضًا، ولها تأثير كبير على صورة مصر وقيمتها ومكانتها أمام دول العالم، فالقضية هذه كالمرآة تعكس صورة مصر، وأعتقد أن هذا المشهد المؤسف لو تصدر للخارج لن يكون في مصلحة مصر أبدًا.

أخيرًا يا سيادة الرئيس،،
نُريد تدخلك لحل هذه الأزمة سريعًا التي تُعاني منها أسرة مصرية مسؤولة منك أمام الله كرئيس لمصر كلها، وتنظر لها بعين الشفقة والرأفة، وتنظر لها بالغريزة الأبوية التي تفيض وتنبض من قلب سيادتك الكبير، وتنظر لها بإنسانيتك العالية التي يشهد بها كل من تعامل معك، لا تنظر إلي والدي شنودة فقط ؛ بل بنظرة واسعة شاملة لحالة الطفل البريء ومستقبله وحياته القادمة كيف ستكون دون من وفرا له حياة كريمة؟
نرجو سيادتك أن تُطفئ لهيب أبواه وتُبرد نارهم وترد لهم الفرحة والإبتسامة التي فقدوها وغابت عنهم بعد ضياع ابنهم الذي ربياه، فسيادتك كأب تُدرك مشاعرهما جيدًا وتقدرها، ونُريد يا سيادة الرئيس بالتطبيق الفعلي للدولة المدنية ولتتحول من مجرد شعارات زائفة وعبارات فارغة وهمية إلي حقيقية يُبصرها الناس بالعيان، ونُريد تطبيق عدالة وروح القانون والعمل بالدستور الذي ينص على إحتكامنا لشرائعنا، فسيادتك أعلم مني بمصلحة هذا الوطن، فلا داعي لخلق فتن جديدة، وإعطاء الإخوان فرصة ثانية لهم للدخول في مؤسسات الدولة الحساسة والتلاعب بها، فنحن عاهدنك وصدقناك حينما رأينا عملك وإخلاصك وأمانتك وحبك لوطنك، فمصر أمانة بين يديك وأبناء مصر أمانة بين يديك، لهذا نأمل من سيادتك التدخل لحل هذه القضية الإنسانية الشائكة التي أصبحت لا تخص وتؤلم أسرة واحدة فقط ؛ بل تتألم لها جميع الأسر والإنسانية في كل أنحاء العالم.

وفقك الله وأعانك، وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
#أبانوب_فوزي
AbdelFattah Elsisi – عبد الفتاح السيسي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version