أخلاقيات الصحابة ” رض”…


أخلاقيات الصحابة ” رض”
“2”

مشهد آخر أشد فظاعة: الحكم ابن هشام سيد قريش وأحد أذكى رجالاتها والذى عرفه التاريخ الإسلامى تحت إسم: أبو جهل، هذا الرجل أصيب فى المعركة، وظل ينزف حتى أشرف على الموت، وفى تلك اللحظة رآه عبد الله بن مسعود الذى رضى الله عنه، ولكنه قبل الرضا الإلهى كان حقيرا من حقراء قريش لايجد مايأكله فيتسول غداءه من كرم القرشيين، وحين رضى الله عنه عينه كخادم خصوصى للنبى الأمى، وبالطبع الفقير دوما يكن الحقد للأثرياء والشرفاء، هذا الحقير لما رأى الرجل الشريف ينزف على شفا الموت، بدلا من أن يداوى جراحه إذا كان يمتلك إنسانية، أو حتى يعجل بقتله باعتباره مسلم عديم المبادئ، إذا به يقوم بتصرف دنئ للغاية، بل ويتباهى بسرده علينا، فلنترك بن مسعود الذى رضى الله عنه يحكى لنا قصته:

“وجدته بآخر رمق، فعرفته، فوضعت رجلى على عنقه، فقال لى أبو جهل:
لقد ارتقيت يارويعى الغنم مرتقى صعبا”( عيون الأثر، ابن سيد الناس، ج1 ص 314 ).!

مشهد معبر بشدة عن المنظومة القيمية التى أتى بها الإسلام، أبو جهل جريح ويلفظ أنفاسه الأخيره، يظهر شخص كان حقيرا فى مكة ولكنه الآن قد رضى الله عنه وأصبح الخادم الخصوصى لرسول الإسلام، عندما وجد أبو جهل ينازع قام بوضع رجله على رقبته، يريد أن يشعره بالإذلال حتى يتفاخر أمام أصدقائه بأنه وهو الصعلوك الحقير قد أكرمه الإسلام بوضع قدمه الحافيه فوق رقبة سيد قريش الحكم بن هشام، نظر له الرجل المحتضر قائلا : لقد إرتقيت مرتقى صعبا يارويعى الغنم، يعنى إنك ياحقير قد وضعت نفسك فى مكان انت غير أهل له، فأنت لا تستحق أن تكون حتى راعى غنم، وعندما تضع رجلك القذرة فوق رأسى إذن فباطن الأرض خير لى من ظاهرها، ملعونة الدنيا والدين الذى يجعلك يا حقير تضع رجلك على رقبة أسيادك يا عبد قريش، ومات الشريف على يد من رضى الله عنه بأن قطع رأسه حبا فى الله ورسوله الطاهر.!

“ثم ألقيت رأسه بين يدى رسول الله، فحمد الله تعالى، ويقال أنه سجد خمس سجدات شكرا”.(الحلبى، مجلد 2 ص 420 ).!

بالطبع يستحق الله الحمد والشكر والسجود أيضا، فهاهى رأس أبو جهل بين يدى بن مسعود يعرضها على رسول الرحمة، الذى حمد الله وسجد له شكرا على نجاحه فى قطع رقبة رأس الكفر فى مكة، ونتساءل هل سجد محمد لله وهو ممسك برأس أبو جهل الذبيح، أم أنه سجد وابن مسعود ممسكا بالرأس أمام نبى الرحمة، وهل كانت رأس أبو جهل تقطر دما على الأرض أمام محمد وهو يسجد على الدم شكرا للإله؟ وهل إله محمد يسعده أن يرى الرؤس مقطوعة تنزف دماءها حبا وتقربا إليه؟ وهل يقبل الإله الإسلامى صلاة القتلة وأيديهم مازالت ملوثة بدماء الأشراف؟.!
ونادى محمد على عمار بن ياسر ليريه رأس الكفر أبو جهل فالله قد إنتقم لعمار من قاتل أمه سمية، فقد كانت ستنا سمية أم سيدنا عمار بن ياسر قبل إسلامها تعمل ك “بغى” أى تدير بيتا للدعارة فى أطراف مكة، فلما أسلمت تابت عن الحرام وأصبحت من طبقة “رض” ، ويبدو أن هذه التوبة لم تعجب الكافر أبو جهل، واعتبر أنها بأخلاقياتها مثال للمسلمين الجدد، فماكان منه إلا أن رماها بالحربة فى منطقة حساسة من جسمها، فماتت شهيدة إسلامية على الفور، وهاهو الله الإسلامى ينتقم من قاتلها أبو جهل، فإن كان هذا الكافر قد وضع الرمح فى فرج سمية، فهاهو ابن مسعود رض قد وضع رجله الحافية فوق رقبة أبو جهل، وينتصر رب الإسلام للعاهرة المقدسة.!




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version