يقع منزل اللواء الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة، بالقرب من شار…


يقع منزل اللواء الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة، بالقرب من شارع الثلاثين في صنعاء.
قبل سقوط صنعاء بثلاثة أيام سقط المنزل في أيدي المجاهدين الحوثيين، ١٨ سبتمبر ٢٠١٤. دخل المجاهدون منزل الضابط الكبير ونهبوا محتوياته، وهتفوا “الله أكبر” وعادوا محمّلين حاجات المنزل والنصر المؤزر.
نجا منزل اللواء الوائلي في تلك الأيام من التفجير، فقد كانت أمامهم مهمة جسيمة: احتلال العاصمة.
سقطت العاصمة، وغاب الوائلي عن منزله منذ تلك الأيام.
أصدر الحوثيون حكماً على كبار قادة الجيش:
إما العمل معهم كمرتزقة وقادة عصابات، أو النفي/ القتل/ الإخفاء..

قبل أناس الصفقة، وفرّ آخرون محتفظين بشرفهم، وشرف العسكرية إلى الأبد.

كان قائد منطقة عسكرية قد فرّ إلى الخارج ثم عاد إلى اليمن متخفيّاً عبر مطار عدن، قبل هروب هادي. عاد الضابط متسللاً وسافر إلى الجبل ليفاجئ ابنته في حفل زواجها، ثم يعود مرّة أخرى من الطريق ذاته ويهرب إلى المنفى.
عشرات الضباط اختاروا الطريق الشاق، وكثيرون اختاروا العمل كعصابة وتسلموا مهاماً وحشية: احتلال المدن، أو نسفها على رؤوس سكّانها.

الليلة حاصرت خمس عربات مسلّحين منزل اللواء الوائلي في صنعاء، وأعطت أسرة اللواء، زوجته وأولاده، مهلّة حتى الغد. ثم اختفوا في ليل صنعاء. قالوا إنهم سيعودون في الغد وطلبوا من الأسرة أن تنسى مصير الدار وأن لا تسأل عمّا سيحدث له. تواصلتُ، تلفونياً، مع مصادري القريبة من الأسرة وأخبروني أنهم فهموا احتمالين: سيحتل الحوثيون الدار غداً ويحولونه إلى ثكنة. أو سيفجرونه.

مؤخراً صدر قرار بتعيين الوائلي قائداً للمنطقة العسكرية السادسة، وهي منطقة لم يعُد لها وجود. استحوذ الحوثي على تشكيلاتها في عمران وصعدة وصنعاء وحوّلها إلى عصابات، ودمر آلاتها الثقيلة في حروبه في تعز والضالع وشبوة.، و ما بقي صامداً كان من نصيب “النسور”.

قالت زوجة اللواء أمين الوائلي هذا المساء إنها لن تترك بيتها وليفعلوا ما بدا لهُم.
وقال الحوثيون: سنعود غداً، وكلامنا واضح.

لنعترف بهذه الحقيقة:
انتصر الحوثيون في عشرات الحروب، وقتلوا آلاف الأعداء. وكان المهزومون، والقتلى، على الدوام يمنيين.

ولم يحدث في التاريخ أن جماعة، أو إمبراطورية، أو جيشاً قتل من اليمنيين مثلما قتل الحوثيون. فهم أكثر من هزم اليمنيين وقتلهم وشرّدهم في التاريخ.
حتى السيول والكوارث، وحتى العرِم، لم تحدث خراباً كما فعل الحوثييون.
ولا تزال أعاصيرهم في أوجّها، ولا نزال موعودين بفيوض من الموت والخراب والانكسارات والشتات.

ستستمر انتصارات الحوثيين. فهي، أي الانتصارات، تلك الوقائع التي تكسرنا أو تحنينا، وتدخل الألم والهلع والبؤس إلى قلوبنا.

وكلما تألمنا وتهنا وتشردنا زادت انتصارات الحوثيين وارتفع منسوب حسابه العظيم. ونحن سنتألم لزمن بعيد، وسننهزم وننهار ونفقد الفرص الحقيقية في الحياة الحقيقية. سنسمي ذلك هزيمة، وسيحتفل الحوثي بتلك الهزيمة. فهي النصر.
انظروا ما الذي يجري حالياً: يتفكك اليمن كما لو أنه كومة أطباق “صينية” سقط من شاهق. ويحتفل الحوثيون بهذا النصر والصمود!

إن حاصل جمع بكاء اليمنيين وخوفهم وشتاتهم في هذا العصر يساوي انتصارات الحوثيين.

ويا لها من انتصارات!

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version