وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء…


وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل مااختارو”(تك 6: 1- 3).
هذا النص من النصوص الغريبة فى التوراة ولذا يتجاهله معظم المفسرين أو يمرون عليه مرور اللئام، فلنحاول أن نشرحه نحن بطريقتنا، كان البشر قبل نوح يتكاثرون بطريقة طبيعية نتيجة تزاوج الرجال من النساء إلى أن ظهر على مسرح الأحداث ما تسميه الترجمة العربية للتوراة “أبناء الله” وهى ترجمة غير دقيقة للكلمة العبرية القديمة “بينى ها إيلوهيم” والتى تعنى حرفيا الكائنات المقدسة أو الملائكة وليس أبناء الله كما تخبرنا الترجمة العربية، فنجد فى سفر أيوب:
“وكان ذات يوم أن جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، وجاء الشيطان أيضا فى وسطهم”(أيوب 6).
أى أن أبناء الله هم الملائكة، ولكن ملائكة السماء كائنات نورانية من المفترض أنهم لا يتزوجون، فكيف يتزوج ملاك نورانى من بشرية طينية؟ وكيف يتخلى الملاك عن طبيعته النورانية الطاهرة ويمارس الجنس بجسد بشرى مع إناث الأرض؟ ظل هذا التساؤل مبهما إلى أن عثرنا على كتاب أبو كريفى “أى غير معترف به رسميا” إسمه سفر أخنوخ، وقد كتب فى حوالى القرن الأول قبل الميلاد على الأقل وهو يشرح لنا هذا النص الغامض بالتفصيل:
“عندما تكاثر بنى البشر ولد لهم بنات غضة وجميلات، ورآهن الملائكة أبناء السماء فاشتهوهن، فقال بعضهم لبعض: لنذهب ونختر نساء من البشر ولننجب أطفالا، فقال لهم شمهازا الذى كان رئيسهم: أخشى أن تتراجعوا فأصبح وحدى المقترف لخطيئة كبيرة، فأجابوه جميعا: لنقسم كلنا لاعنين ألا نتخلى عن هذا المخطط حتى نتمه ونكون قد أنجزنا الأمر، عندها أقسموا مع بعضهم جميعا وتعاهدوا حتى اللعن من أجل ذلك، وكانوا بمجملهم مائتين، وكانوا قد نزلوا فى زمن يارد على قمة جبل حرمون، وسمى الجبل حرمون لأنهم هنا كانوا قد أقسموا وتبادلوا العهد حتى اللعن، هؤلاء وجميع رفقائهم إتخذوا نساء لأنفسهم، واحدة لكل منهم، وبدءوا بتقريبهن والتنجس بالإحتكاك بهن، وعلموهن الأدوية والسحر والنبات وأرشدوهن إلى الأعشاب، وحملت النساء وولدن عمالقة طولهم ثلاثة آلاف ذراع، إبتلعوا نتاج تعب البشر كله، إلى حد أن البشر لم يعودو يستطيعون إطعامهم، وتحالف العمالقة ضدهم كى يقتلوهم وابتلعوا البشر، وراحوا يذنبون إتجاه الحيوانات كلها، الطيور، وذوات الأربع، والزواحف، والأسماك، كما وابتلعوا بعضهم بعضا وشربوا الدم، عندها إشتكت الأرض من المجرمين لما كان قد جرى عليها” (السفر الرؤيوى لأخنوخ 1: 2 ).


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version