نصل الآن إلى واحدة من أغرب الأحداث فى السيرة النبوية، وهى…


نصل الآن إلى واحدة من أغرب الأحداث فى السيرة النبوية، وهى واقعة زواج النبى محمد من زوجة إبنه بالتبنى بعد أن أمره الله بتطليقها لأنها أعجبت محمد، رغم أنه حاول كتمان إعجابه فى قلبه، لكن الله أعلن مايخفيه محمد فى نفسه أدبا وحياءا من الناس، ولكن فلنبدأ القصة منذ البداية لفهمها على الوجه الصحيح:
كانت خديجة زوجة محمد قد تلقت هدية من حكيم بن حزام عبارة عن طفل فى الثامنة من عمره كعبد، مع أنه لم يكن من سلسال العبيد بل كان مخطوفا فى حرب من حروب القبائل البدوية المنتشرة آنذاك، رجعت خديجة بالولد لبيتها فطلب منها محمد أن تهبه له فوهبته لزوجها على الفور.
وبعد فترة عرف أهله مكانه فجاء أبوه وعمه لدفع الفدية مقابل إطلاق سراحه، إلا أنهما فوجئا بزيد يرغب فى أن يكون عبدا عند محمد، خيرا من أن يكون حرا فى بيت أبيه، وفى المقابل أخذ محمد زيد فى يده وقال للملأ من قريش أن زيد قد أصبح إبنه، وارثا وموروثا.
ودعى الغلام زيد بن محمد.
وكبر زيد بن محمد فى الفترة التى كان يحاول النبى فيها إذابة الفوارق بين الطبقات باعتبار أن أكرمكم عند الله أتقاكم، فقرر تزويجه لبنت عمته زينب بنت جحش، وبالطبع رفضت زينب وأخاها عبد الله أن تتزوج القرشية الشريفة من عبد لمحمد حتى وإن أعتقه، ولكن الله شخصيا أصر من فوق سبع سموات على إتمام الزيجة المباركة فأنذر قائلا :

“وماكان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا” (الأحزاب 36 ).!

وبالطبع لايستطيع أحد أن يعارض الله شخصيا ويكتسب عداوته هو ورسوله، ويضل ضلالا مبينا، فوافقت الفتاة محمد وارتضت بزيد بعلا لها.
وذات يوم بعد زواج زينب من زيد بفترة، جاء محمد إلى بيت زيد يطلبه، فقامت إليه زينت “فضلا” أى متخففة من ملابسها، ويبدو أنها وقعت موقعا حسنا فى قلب النبى:

“فولى وهو يهمهم بشئ لايكاد يفهم منه، إلا القول: سبحان الله العظيم، سبحان مقلب القلوب”( السيرة الحلبية، ج 2 ص 142 ).!

وعندما رجع زيد للبيت أخبرته زوجته بالواقعة بالتفصيل كما حدثت، وهنا أدرك زيد أن محمد قد وقع فى غرام زوجته، بدليل قوله سبحان مقلب القلوب، فهى كانت متاحة له من قبل زيد، ولم يفكر فيها، فلما صارت زوجة لإبنه غير الله قلبه من ناحيتها كما أعلن بنفسه، وفى شجاعة الفرسان ومحبة الأبناء ذهب زيد لمحمد مباشرة ليقول له:

“لم يلبث أن جاء للنبى فقال له: يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها لك”( السيرة الحلبية، ج2 ص 142 ).!

وهى مهانة غير عادية لا أدرى كيف يمكن لبشرى أن يتقبلها، ولا أدرى فى الواقع كيف يسأل رجل صديقه إن كانت إمرأته قد وقعت فى نفسه لكى يرسلها له، فى عرفنا نحن عديمى الإيمان تصرف مثل هذا يعد بمثابة قوادة أو ديوثة، ولكنه عند المؤمنين الورعين يعد قمة فى الإيمان، يعنى هل تريدنى أن أطلقها من أجلك، ولكن النبى يرد عليه بالقول الطيب: “أمسك عليك زوجك”، وتكاد المسألة تنتهى عند هذا الحد باعتبار أنها سوء تفاهم غير مقصود.
ولكن إله السماء الذى يعلم مافى القلوب لم يعجبه رد محمد على زيد، فأنزل عليه قرآنا مقدسا من فوق سبع سنوات ، يعاتبه فيه على كتمان الحب فى قلبه، فالحب شعور نبيل ولايصح مداراته:

“وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ماالله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لايكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا” (الأحزاب).

وللدكتورة بنت الشاطئ رأى لطيف يكاد يكون كوميديا فى هذه الآية:

“والحاصل أن الذى كان يخفيه النبى ص هو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته، والذى كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس: تزوج إمرأة إبنه”.( سيدات بيت النبوة، د بنت الشاطئ، ص 288 ).!

وللحق فهو تأويل أضحكنى للغاية، فالله قد أخبر محمد سلفا بأن زينب ستكون زوجته، ولكن محمد خشى من كلام اليهود عليه وسخريتهم من إقترافه زيجة بطعم الزنا، فغضب الله من حبيبه لأنه يخاف اليهود ولا يخاف الله.!!!!!!!!
هنا لم يعد الأمر مجرد إعجاب نبى بحسناء، بل أصبح رغبة إلهية فى لم شمل العاشق والجميلة المتزوجة بأمر الله والمطلقة أيضا بأمر الله فالمتزوجة ثانية من محمد بأمر الله أيضا، وكأن الإله لايشغله شئ سوى نكاح حبيبه المصطفى.
ولكن الله شخصيا يوضح لنا الحكمة من وراء هذه الحادثة، أما الحكمة فهى أن لايخشى أحد فى المستقبل أن يتزوج من زوجة إبنه بالتبنى، أو كما يوضح المؤمن هيكل قائلا :

“ومن من العرب يستطيعه وينقض به تقاليد الأجيال السابقة جميعا، إن محمدا نفسه على قوة عزيمته وعميق إدراكه لحكمة الله فى أمره، قد وجد على نفسه الغضاضة فى تنفيذ هذا الحكم بأن يتزوج زينب بعد تطليق زيد إياها، ودار بخاطره ما يمكن ان يقول الناس فى خرقه هذه العادة القديمة المتأصلة فى نفوس العرب”.(حياة محمد، محمد حسين هيكل، ص 335 ).!

“وإنما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبى ص إياها لإزالة حرمة التبنى، وإبطال سنته”.( القاضى عياض، الشفا، ج2 ص 166 ).!

ويبدو أنه إشترط لإتمام الزواج أن يكون الإبن المتبنى قد قضى منها وطرا، أى نالها فى فراش الزوجية، ولاأدرى حقيقة ماسبب هذا الشرط العجيب إلا أنه حكمة سماوية خالدة تغرب عن عقل أمثالى من عديمى العقل .
وطلقها زيد طبعا بأمر الله، فلما إنقضت فترة عدتها قرر محمد أن يخطبها، فلم يجد من بين الآلاف من أصحابه من يخطبها له سوى زيد نفسه، إبنه بالتبنى وزوج زينب بأمر الله، وطليقها بأمر الله أيضا، ولم يعص زيد أمر الرسول فذهب لكى يطلب يد زوجته السابقة لوالده السابق، ولكن كيف يخطب رجلا طليقته لأبيه؟ أليس هذا الموقف فى حد ذاته هو القذارة مجسدة:
من الغريب أن محمدا لما أرسل إلى زينب يخطبها بعدما طلقها زيد لم يرسل إليها إلا زيدا، كأنه لم يجد من يرسله غيره، ولعله أراد بذلك أن يختبر طاعته وانقياده لحكمه وإلا فإنه يصعب على زيد ويثقل على روحه أن يخطب لسيده إمرأة كانت بالأمس زوجته”.( الشخصية المحمدية، معروف الرصافى، ص 407 ).!

ولكن زينب أدركت الأمر مبكرا، فرفضت أن تتزوج من محمد إلا فى حالة واحدة، وهى أن يزوجها الله بنفسه من فوق سبع سموات كما فعل فى زواجها وطلاقها من زيد، وهو شرط ميسور على كل حال، فجبريل لايكف عن الصعود والهبوط بالوحى الربانى على قلب الحبيب المصطفى، ولذا ردت على العرض النبوى الكريم قائلة :

” ماأنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربى، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله ص فدخل عليها بغير إذن”.(سيدات بيت النبوة، د بنت الشاطئ، ص 289 ).

“وجاء إليها رسول الله فدخل عليها بغير إذن، قالت: دخل عليا وانا مكشوفة الشعر، فقلت: يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد، فقال: الله المزوج، وجبريل الشاهد”.(السيرة الحلبية، ج2 ، ص 214 ).!

ههههههههههه، وهكذ أمسك الإله الصحراوى بدفتر المأذون تحت إبطه ساحبا وراءه جبريله كشاهد على زواج محمد من فاتنته المقدسة، ويصبح الإله المحمدى مأذون يزوج الفحل من المليحة، ويضاف إلى ألقاب الإله الرحيم التسعة وتسعون لقب المأذون ………………..!!


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version