مأساة الفقيدة ‘نيرة’ و”اللا-عدل” المتأصل فى المجتمع…


مأساة الفقيدة ‘نيرة’ و”اللا-عدل” المتأصل فى المجتمع البشري

فكرة “إذا لن تكونى مِلكى فلن يمتلكك غيرى” هي مأساة ذكورية قديمة قِدَم بشريتنا التعيسة ذاتها. وهي مأساة قاتمة ليس فيها شعاع واحد من الضوء، (اللهم إلا أنها لا تحدث إلا نادراً.)

تكوى حدة هذه المأساة قلب كل إنسان طبيعي، (لا سيما من لديه بنات أو حفيدات.) وحدوثها مراراً على مدى التاريخ وفى مختلف المجتمعات ليس عذراً لمن إقترفها، ولا بد للجانى أن ينال قصاصه وفق قوانين المجتمع الذى إقترف فيه جريمته.

لست من محبى الدروشة والدراويش، لكنى للأمانة لا أظن أن تديُّن الجانى أو تمدن ضحيته لهم أية علاقة بالموضوع، فمثل هذه الجريمة حدثت فى مجتمعات لا تعانى من هذا التشوه. والأمانة الفكرية تقتضى أن نعتبرها جزءاً من “اللا-عدل” المتأصل فى الواقع البشري أكثر مما هي نتيجة للهوس الدينى المتفشى فى مصر.

ماذا أقصد بتعبير ‘اللا-عدل المتأصل’؟

لتوضيح ذلك سأناقش مثالاً إفتراضياً (يحدث مثله فى الواقع): إفترض أن لصاً تافهاً عديم القيمة قتل عالِماً جليلاً فى سبيل بضعة دولارات. … ربما أعدموا ذلك اللص عقاباً على فعلته. هل بذلك تحقق العدل؟ هل تُساوى حياة لص تافه حياة عالم جليل؟ بالطبع لا! هل موت اللص التافه يعتبر تعويضاً عادلاً عن موت العالم الفاضل؟ طبعاً لا! … هل هناك حل آخر؟ أيضاً لا! هذا هو ما أعنيه باللا-عدل المتأصل. ‘متأصل’ (innate) يعنى أنه من طبيعة الأمور ولا سبيل لتجنبه مهما جرح قلوبنا.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version