لكي تقضوا على الإرهابيين الإسلاميين اعطوا الإسلاميين السياسيين فرصة لممارسة الحي…


لكي تقضوا على الإرهابيين الإسلاميين اعطوا الإسلاميين السياسيين فرصة لممارسة الحياة السياسية والثقافية. نادوهم إلى الحركة داخل النظم والقوانين لا خارجها.
إذا أردتم للسياسة أن تنتعش في الشرق الأوسط، للديموقراطية أن تشغل حيز الفراغ والعنف والإرهاب، تحدثوا إلى الإسلاميين السياسيين. اسمعوا منهم، واكتبوا وثائق وطنية معهم.

لن تنتعش الديموقراطية، حالياً، بمعزل عنهم، فهم الجماعة التي تشكل زخماً كبيراً للسياسة، للانتخابات، للحياة العامة في المجتمعات العربية والإسلامية. عزلهم بالطريقة التي نراها سيخلق فراغاً رهيباً

وذلك الفراغ ستملأه رياح العنف التي نراها..

قدموا نموذجاً جاذباً للمجتمع الإسلامي، المتدين بطبعه. استقطبوا الشباب العربي إلى السياسة، وامنحوه فرصة لأن يختار الطرق السياسية الآمنة، أن يكون إخوان مسلمين أو اشتراكيين ثوريين.

اعطوا نموذجاً يساعد المجتمعات العربية والإسلامية على عزل الجماعات الإرهابية.

دعوا الناس تر طريقين واضحين كما في تركيا وتونس:
إما طريق داعش أو العدالة والتنمية.

أخبروهم أن ثمة بديلاً محافظاً يمكنهم الالتحاق به.
على أن يكون ذلك البديل مرئياً ومجلجاً وغير مُدان ولا ملاحق.

المجتمع المتدين يبحث عن طريق يطمئن إليه.
اعطوا الإسلاميين السياسيين فرصة، لا تجعلوا من داعش طريقاً إجبارياً.

اعطوا الإسلاميين السياسيين فرصة للتجربة والخطأ، للمحاولة والتطوير. ادعوا الإسلام السياسي إلى البرلمان، لا إلى الصحاري..

قولوا لداعش:
ها هم الإسلاميون السياسيون يبلون على نحو جيد.

قولوا لداعش إن من حق الإخواني أن يكون رئيساً فاشلاً كمرسي، وأن عقابه أن يسقط في الانتخابات القادمة أو يجبر على التنحي، لا أن يحكم عليه بالإعدام.

إذا كان لا يروق لكم أردوغان ولا البغدادي، الاثنان معاً، وتسعون إلى حصارهم بأكثر من طريقة منطلقين من نفس المبدأ .. فكيف ستردون على المجتمع الإسلامي العريض “١.٧ مليار نسمة” عندما يقول لكم: أنتم تقاتلون الإسلام!

قولوا لشباب القاعدة وداعش:
يمكنكم أن تكونوا إسلاميين على نحو لا يتصادم مع الحضارة والمجتمع العالمي. حدثوهم عن النماذج الجيدة في بلدانكم.

كيف ستقنعون إرهابيي سيناء أنهم ضالون وأنتم تحكمون على الإسلاميين السياسيين في القاهرة بالإعدام، أو السجون المؤبدة.

عندما تقتلون ذباح داعش” جون” ومذيعاً في قناة ٢٥ يناير بالطريقة نفسها، معتبرين ذباح داعش وطالب كلية الإعلام مجرمين بالدرجة نفسها إلى حد العقاب نفسه، فما هي الخيارات “المحافظة” الأخرى التي تركتموها لمجتمع مسلم، متدين بطبعه..

إلخ .. إلخ.

غير ذلك، فستستمر الآلام والكوارث..

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version