في ال١٩ من هذا الشهر اختارت جماعة الإخوان المسلمين طبيب الجلدية “صلاح عبدالحق” ق…


في ال١٩ من هذا الشهر اختارت جماعة الإخوان المسلمين طبيب الجلدية “صلاح عبدالحق” قائماً بأعمال المرشد العام للجماعة
– معروف عن عبدالحق نأيه عن السياسة وانشغاله بالمسائل التربوية والدعوية. ربما قررت الجماعة أن تعود إلى العالم السفلي مرة أخرى.

– لأن الإخوان جماعة قيامية، كالشيعة الاثناعشرية، فإنها تختار قائما بالأعمال، نائباً بالحق، لحين عودة الإمام من السرداب. سبق لها أن وضعت قائما بالأعمال لمرشدها الذي غاب في السجن ربع قرن. تحتاج الجماعة السياسية، أي جماعة، لقيادة ديناميكية دوارة، تتبادل الأماكن على نحو دوري. داخل الجماعات القيامية، تلك المصممة على فكرتي العودة والوصاية، فإن القائد ليس تمثيلاً لمراد أفراد الجماعة، بل تجسيدا أرضيا لقوى فوقية متجاوزة للزمان. مر قرن من الزمن لم تتعلم منه حركة الإخوان ما يكفي. سبق لأدونيس أن تساءل: أشيروا إلى مفكريكم، أرونا مشروعكم الفلسفي. نضيف إلى سؤال أدونيس: هاتوا كتبكم وحتى فقهكم!

– الجماعة التي قالت إنها التحقت بالربيع العربي خدمة للديموقراطية هي جماعة متصلبة من الداخل، يحكمها لاهوت خفي، لا أثر للديموقراطية إلا في ملامحها الكرنفالية شديدة الشبه بالديموقراطية الشيوعية. تكاد لا تعثر على مثقف واحد في واجهة جماعة الإخوان، وفي الإخوان مثقفون يعملون عتالين في خدمة كهنة مقاومين للزمن.

– في اليمن: أدار رجل غامض الجماعة، اسمه ياسين عبدالعزيز. كان هو المهدي في سردابه، يصل إليه كل شيء ويصدر عنه التصور النهائي للسياسة والأخلاق. قدم أطروحات في الحرية تشابه في تفاهتها، إذا تجاهلنا كثافتها اللغوية، هرتلات حسين الحوتي. وبعد أن تشبعت أجيال عديدة بصورة القائد الغامض القادر والمتجاوز، من يبز الخصوم كلهم دراية وحكمة، تكشفت الخديعة: صار الرجل خارج السياق لأسباب بنيوية! لقد أوغل في سردابه وفقد اتصاله بالعالم. هذا ما لاحظته الجماعة فغطت باب مخبأه ربما إلى الأبد.

– معارك إخوان لندن وإخوان اسطنبول، التي أخذت أعواماً، كانت مثيرة للغاية. مثلت نهاية مأساوية لخطاب بديع الشهير حول أستاذية العالم. بين أستاذية العالم وسخرية العالم بضعة سنوات. هي المسافة بين الأوهام والدنيا.

– الإخوان من الماضي، ومن يأتي من الماضي فإنه يثير الفزع.

– ما يعنينا في حركة الإخوان هو قدرتها على اختراق الطبقة الوسطى بخطاب بلا منتج، أحلام مسطحة بلا أرض، ومظلومية تنتمي إلى زمن غابر. آن الأوان أن يقفز الراكبون من تلك السفينة التائهة وأن يعودوا إلى العالم: التنوع الخلاق، الإبداع، الحرية، والعيش المشترك.


م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version