فى قريتى زمان كان الولد يتجوز بدرى اوى، يمكن فى سن ١٥ سنة،…


فى قريتى زمان كان الولد يتجوز بدرى اوى، يمكن فى سن ١٥ سنة، والجواز مش مكلف، هو مقعد ع الحضير يعنى أوضة ع السطح بالطوب النى والكل يشترك فى بناها لدرجة ان تكلفتها لاتذكر، والجهاز شوية ألومنيوم وباجور الجاز، واياس وجوز لحفة جمع لحاف لاننا ماكناش نعرف البطانية، ومرتبة، ولو الامور متيسرة يبقى سرير وكنبة، والفرح مابيتكلفش مليم واحد، بيلبس العريس الجلابية الجديدة ويروح هو واهله ياخدوا العروسة من على باب بيتها، والنسوان تزغرط والعيال ترقص، ويطلع العريس ع المقعد بتاعه هو وامه وحماته، و معاهم اكتر ست لتاتة ورغاية ف الحتة، ويشدوا لباس البنت إللى بتبقى بالكتير ١٣ سنة، ويمد ايده بمنديل ابيض و ياخد دم عذريتها ويجرى ع الشباك يوريه بفخر للرجالة المنتظرة تشوف الدم، وتزغرط النسوان وتغنى النشيد القومى للعذراء …قولوا لأبوها ان كان جعان يتعشى، دم الاصيلة غرق الفرشة، و تبتدى رحلة الحياة.
طب ايه لازمة الجواز فى السن دة ؟ الحقيقة أن الزوجة قوة عاملة مضافة لأسرة العريس، هاتشتغل ف البيت والغيط بلقمتها، وتخلف عيال بيدخلوا سوق العمل من سن السادسة تقريبا، وكل مأكبر العدد، كل مازادت القدرة الإنتاجية للاسرة، وزادت هيبتها أمام باقى الأسر.
وهنا بتبقى الزوجة والأولاد مجرد خادمين للاب والام تحديدا، ولكل أفراد الأسرة بشكل عام، ورفض الزوجة للخدمة معناه ان جوزها خرنج وضعيف الشخصية وعاجز جنسيا، لأن الزوج إللى بيكسر مراته ف السرير، بتبقى عبدة ليه ولاهله، فالسرير هو مقياس الرجولة منه والخضوع منها، وما حدش مننا عايز يبقى خرع، فلو رفضت زوجته الخدمة ياكلها علقة محترمة بتوصل للدم، وتطلع مغبونة او غضبانة على بيت أبوها إللى بيحس بالعار ويشغلها اكتر من بيت جوزها ويحرمها احيانا من اللقمة لحد ماترجع عارفة ان دورها الوحيد فى بيت جوزها هو الخدمة هى وعياله كمان، للاب وآلام والاعمام والعمات حتى تنال لقب الزوجة المثالية وما حدش يضربها ويطيحها من بيتها .
ورغم انى فلاح الا ان تفكيرى كان خارج نطاق القرية والمدينة كمان، كان تفكير مثقف مخالف لكل القواعد والأعراف المهينة للزوجة، فى أول الجواز حاولت امى الله يرحمها تمارس دورها فى اهانة مراتى، فكان قرارى بالمقاطعة ليها لحد ماتعتذر، وفعلا جابت زيارة وجت لها البيت فى اعتذار ضمنى، وعرفت من اولها انى خرونج ف بيتى وهى مخوفانى، واتحسرت على جيل الرجالة إللى خلفوا خرونج.
بعد سنين طويلة وانا مسافر سمحت لمراتى تروح لاهلها، لما قالت لابويا رفض، رجعت تانى ٧٠٠ كيلو ف نفس اليوم، ولميت عزالى وهاسيب له البيت، انت ابويا وتؤمرنى وفخور انى تحت رجليك حرفيا، لكن مراتى لا، مراتى فوق راسك ورأس الصغير قبل الكبير، لانها هى كرامتى، واللى يستهين بيها هاولع فيه، وكانت النهاية المرضية ان ابويا قال لى لو حد هايسيب البيت يبقى انا لان انت إللى معمره وفاتحه، وطبعا كان عارف انى برفع التليفزيون طول الليل عشان الهانم تتفرج ع المسلسل، واتحسر على ربايته إللى فشلت فيا.
نفس الموقف مع بناتى، نتعامل بالأدب حتى مع الزبال، إنما فى حالة الاهانة بالجزمة وعلى رأس عمو وجدو طنط والمستر، أياكى تقبلى اهانة بحكم القرابة او السن، هنا الكل تحت الجزمة وانا هاكمل الانتقام إللى يحافظ على كرامتك.
فخور بفكرى يا جماعة إللى ممكن يصطدم مع فكر ناس كتيرة، ببساطة انا مسؤل عن مراتى وعيالى، ولو ماكنتش حامى ليهم زى الاسد، هايدوروا على راجل بجد يحميهم، انا بعبد ابويا وكنت ببوس رجل امى، بس مش مسؤل عنهم، مسؤلية الراجل هى الزوجة والاولاد، وكرامتك من كرامتهم.
دى رسالة موجهة وبكل الحب، واتمنى تفكروا فيها قبل رفضها وادعاء رجولة فى اهانة من هم فى حاجة لحمايتنا وحبنا….




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version