سلام ومحبة …..


سلام ومحبة ..
لـئلا أكون سببًا لعثرة أحد، هذا آخر ما سأكتبه بخصوص عدم قبولي بالكلية الإكليركية، ولتوضيح بعض الأمور لمن يسوء الظن بي، ويتهمني إتهامات باطلة، ويُزايد على محبتي للكنيسة، ويتصيد في الماء العكر، .. أكتب هذا توضيحًا.

– لا أقبل أن يتوهم أحد ويربط بين رفضي من الإكليركية وكما يدعون هجومي على الكنيسة وعلى قداسة البابا الحالي، أنا كما أنا من قبل ولم ولن أتغير، إعتراضي ورفضي لبعض أفعال وتصريحات وتعاليم وأفكار قداسة البابا كل هذا موجودًا على صفحتي من قبل تقديمي للإكليركية بكثير جدًا، فكتاباتي عن قداسة البابا أمر ليس بـجديد بالنسبة لي، وليس إنتقامًا ورد فعل كما ظن البعض، أنا أكتب ما أراه صحيحًا وحقًا أمام الله، وسأستمر بالدفاع كما يليق وينبغي بنا كأبناء الله دون إساءة أو تطاول لأي إنسان نختلف معه، فالشتيمة والتجريح والإهانة ليست من تعاليم مسيحنا القدوس، وبالنسبة لرفضي، فأنا لا أهتم بمثل هذه الصغائر ولا يشغلني شيء، ولا يعوقني أي مخلوق مهما كانت سلطته أو رتبته عن إستكمال درستي وأبحاثي في كلمة الله، فما أكتبه ليس له علاقة بما حدث معي، ومن جهتي فأنا مُسامحهم أمام الله.

– أنا لا أهاجم أحد، أنا فقط أوضح الحق من الكتاب المقدس وتعاليم الآباء التي عاشت بها الكنيسة منذ ألفي سنة، فرفضي لقداسة البابا لا يعني أبدًا رفضي وهجومي للكنيسة، فقداسة البابا ليس هو الكنيسة، فآراءه وأفكاره وتعاليمه تخصه وحده ولا تُعبر ولا تُمثل عن فكر الكنيسة، فالكنيسة ليست شخصًا واحدًا، الكنيسة جماعة المؤمنين، وتعاليمها ثابتة منذ أول نشأتها ولم ولن تتغير، والمعروف عن كنيستنا الأرثوذكسية أنها كنيسة تسليم جيل يُسلم جيل بأمانة بغير تغيير للوديعة المُقدسة، فالكنيسة ليست هي البابا الحالي وحده ؛ بل السيد المسيح للقديس مار مرقس إلي قداسته، ولكن إن خالف من سبقوه فهو لا يُمثل الكنيسة إذًا بل يُمثل نفسه فقط.

– أنا لست ضد الكنيسة ؛ بل أنا عاشقًا لها ولا يُمكن أن أخالفها وأنحرف عن إيمانها لحظة واحدة، الذي ضد الكنيسة هو من يُعلم بغير تعاليم إيمانها وعقيدتها وفكرها، وأنا لست هكذا، فأنا خاضع لكل تعاليم الكتاب المقدس والكنيسة وإيماني سليم ليس به أي شوائب أو أخطاء، إيمان نقي، مُسلّم مرة واحدة للقديسيـين، فإن جئتم لقول الحق، فقولوا: أنني ضد شخص بعينه وليس ضد الكنيسة، فالكنيسة كما ذكرت لا يُمكن أن تُختزل في شخص واحد فقط حتى ولو كان بطركها، فالبطرك والإكليروس عمومًا هم خدام في الكنيسة وليسو مُلّكًا وأصحابًا لها يُعلمون فيها كيفما شاؤوا حسب أهوائهم ورغباتهم، ليس بهذا الشكل تكون كنيسة بل ” خرابة “.

– أخضع إلي قداسة البابا وللرئاسات الكنسية بشرطًا واحدًا، هو أن يكون هذا الخضوع في الرب، في الرب فقط، أعني أخضع وأطيع حينما تكون تعاليمهم وأفعالهم لا تُخالف الرب نفسه، ولا تخالف ما تسلمته عاشت به الكنيسة، وقتها فقط سأكون عامل بما يقولون ويعلمون به، غير ذلك .. لا.

– قداسة البابا أختيار الله؟ نعم، مُمكن أن يُخطئ؟ أيضًا نعم.
عقيدة عصمة البابا الكاثوليكية بكل أسف أخترقت أفكارنا بقوة وأصبحت داخل كنائسنا وفي اعتقاد الكثير من شعبنا، أليس البابا إنسان؟ هل يوجد إنسان في تاريخ البشرية لا يُخطئ؟ بالطبع لا.
إذًا ما المشكلة أن نقول أن عند قداسته بعض الأخطاء يجب أن تُعالج وتُصلح ونرد عليها بالصواب والحق الكتابي، هل هذه مشكلة؟ لماذا ترون قداسة البابا فوق النقد أو الخطأ؟
قداسة البابا غير معصوم أبدًا وهذا ما يجب أن يعرفه من يُدافع عنه على حساب الحق، ونحن لا ندين قداسة البابا في شيء، لأننا لا نتكلم عن أخطاؤه الشخصية بل التعليمية وأحيانًا الإدارية، فلم نقل في مرة أن قداسته شتام أو متكبر أو أي شيء من الضعفات، إن فعلنا ذلك سنحاسب وسنسأل أمام الله، ولكن الخطأ التعليمي يُقّوم بالرد الصحيح والتعاليم الصحيحة لا بالإهانة أو الخطأ، وهذا ما نفعله نحن، وأختيار الله لقداسته لا يعني عصمته بأي شكل، فأعطاه الله عقل وإرادة لكي يفعل ما هو صالح ونافع لكنيسته التي أئتمنه عليها، فالله يحترم جدًا إرادة وحرية الإنسان، وفي النهاية سيقف أمام الله ليُدان عن ما فعله تجاه شعبه.

– اسف للإطالة، ولكن كان وجب التوضيح، صلواتكم لقداسة البابا يعطيه الله حكمة وإرشاد، وصلواتكم للكنيسة، ولضعفي.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version