” دة ولا ربنا نفسه يقدر عليهم” ………..


” دة ولا ربنا نفسه يقدر عليهم” ……..
كلنا عارفين إن المصرى مش متدين بطبعه، هو بس بيمارس شكل التدين الخارجى، ومن تحت الشكل دة مسموح له يمارس كل الموبقات والمحرمات طالما هايحج والرحمن الإسلامى هايغفر له ذنوبه، أو يرمى الذنوب دى على المسيحيين واليهود ويدخله الجنة، بس فى السجن الوضع بيختلف، بتلاقى وجود ربنا بكثافة فى قلوب السياسيين لأنهم مش عارفين هايخرجوا بكرة ولا ياخدوا تأبيدة، ومافيش مخلوق ف الكون يقدر يساعدهم، ولما مرة سألت صديق سلفى: ومين يقدر يواجه أمن الدولة ويخرجنا من هنا؟ رد بكل عفوية: دة ولا ربنا نفسه يقدر عليهم.!!!
فى العنبر عندنا زى كل العنابر مؤذن بيصحيك غصب عنك ساعة الصلاة، والصلاة جماعة وتعقبها السنة، ومنهم اللى بيكمل صلاة بالساعات بكل خشوع، ومرة صحيت من نومى لقيت 34 معتقل بيقروا قرآن كل واحد لوحده، بصيت باستغراب شديد، آه هما بيقروا قرآن بس مش الكل مرة واحدة، بصيت على يمينى للدكتور بلال اللى بيقرا بكل خشوع: خير يابلال؟ هو الكل بقى مسلمين وانا وحدى اللى أبو جهل؟
والصيام عندنا اتنين وخميس للشباب الفاسد، إنما الكبار بيصوموا يوميا، وطبعا أنا لاشباب ولا كبار، أنا بفطر يوميا، حتى الأيام الشهيرة بتاعتهم تاسوعا وعاشورا ومولد النبى ومش عارف ايه، أنا ماليش دعوة بيهم، ولا هما فكروا يعزمونى معاهم ع الصوم والنوافل.!!!
هااحكى لكم أغرب قصة إيمانية شفتها ف حياتى.
واحنا ف الإيراد الباب اتفتح واترمى لنا جوة راجل عنده ييجى قرن من الزمن، ومبهدل وتعبان وشكله مش طبيعى كأنه مجنون، كان لسة جاى من 7 شهور ف أمن الدولة، والمعتقل ف أمن الدولة يوم واحد بيجيله انهيار، لأنك متكلبش خلفى أو مربوط ف حديدة ف الحيطة، وعينيك متغمية، والضرب والكهربا والتعليق وهتك العرض أقرب لك من حبل الوريد ………………
دخل استحمى ونام، فضل نايم لمدة أسبوعين، يصحى ياكل بالعافية ويرجع ينام بشكل عجيب، طلعنا العنبر وبدأ يفوق ساعات ويتكلم معانا، لقيته موظف فى منظمة عالمية وبيتكلم لغات، وعنده 53 سنة مش قرن زى ماهو باين عليه، والمنظمة ليها علاقات مالية مع قطر وتركيا والعراق، وهو مسلم عميق الإيمان ومتحدث دينى ولا أروع، لدرجة انه خطب الجمعة ودى منزلة مش لأى حد……….
وف يوم من ذات الأيام بنتى إيمان رايحة تخلع ضرس العقل بعملية، وانا متابعها فون معاها ومع الدكتورة، وبمجرد مابدأت العملية وانا ابتديت أبكى وكانها بتعمل عملية كبيرة، وروحت البيت تعبانة وانا مش عارف انام من الخوف عليها………
الصبح عرفنا ان بنت الراجل دة ماتت فى سن 24 سنة، أنا عرفت انهرت ف البكا من الصبح لحد نص الليل، واتفقنا هانعمل ندوة عن الصبر ف الإسلام، وبعدها نقول له ع المصيبة بتاعة الموت المفاجئ دة.
عملنا القعدة وكل واحد بيتكلم عن الصبر وازاى الرسول صبر على موت ابنه وازاى الصبر بيخلى الرحمن يديك جايزة الجنة، والكل اتكلم وختم الاستاذ على الندوة بكلمة جميلة، كل دة وانا واقف ع النضارة منهار فى البكاء بحرقة كانها بنتى انا اللى ماتت، وفى النهاية الشيخ ناصر قال له البقاء لله ياحاج على، بنتك خديجة ربنا اختارها.!!!
أنا مستنى الراجل يبكى ويصرخ من المفاجأة، فوجئت بيه بيصرخ بفرح: إنا لله وإنا إليه لراجعون، شكرا يارب على كتر جمايلك عليا، أنا عندى أربع عيال وانت أخدت واحدة بس منهم، أشكرك ياربى على لطفك ورحمتك، أشكرك انك سبت لى تلات عيال، الحمد لله، بس يارب انا سميتها خديجة على إسم أمنا خديجة، وحياة النبى يارب تحشرها معاها ف الجنة.!!!
أنا بطلت عياط وانهيار وببص للراجل دة أشوفه هو مجنون ولا ابن وسخة، لقيته ابن وسخة، مستحيل واحد يفرح لما بنته تموت وربه يسيب له تلاتة، دة مش ايمان، دة عهر رجالة، عايز أروح أضربه قلمين واقول له يابن الوسخة بنتك ماتت، انت بأف البعيد للدرجة دى مش حاسس؟، دة انا بنتى بتخلع ضرس وانا منهار عليها من القلق.
مارضيتش أعزى ابن الوسخة المؤمن دة، والأغرب إنى لقيته بيتعشى مع الباقين عادى جدا، هو الإيمان بيعمل كدة؟ دة عدلى باشا لملوم لما ابنه مات، جمع السلاح كله وفضل يضرب ربنا بالنار من المغرب للفجر، وانت يابن الباردة تقول له شكرا يارب؟ حقيقى مش قادر أتقبل الإيمان الوسخ دة مهما كانت جايزته.!!!
الموقف التانى كان يوم مولد النبى، عملنا الندوة بتاعتنا، وابتديناها كالعادة بالقرآن وحديث مناسب للمناسبة، وبدأ واحد يحكى عن النبى محمد وإن ربنا خلق الكون دة كله عشانه، وإنه أشرف وأفضل وأجدع خلق الله، ولولاه كان زماننا بنط على أمهاتنا وبناتنا، وأد ايه هو استحمل ف حياته، لدرجة كان بيشيل الكاكا بتاعة اليهودى، ويستحمل جزمة أبو جهل فوق دماغه، و………إلخ.
وفجأة انهار أخونا حمدى فى البكاء على سيدنا النبى اللى فوق البشر: – لاظل له بل كان نورا- يعنى جسده بدون ظل على الأرض لأنه مخلوق من النور زى الملايكة، يعنى قربنا نوصل للرب يسوع كدة.
المشكلة مش ف حمدى، المصيبة إنى لقيت 34 راجل بشنب من مختلف التيارات بيبكى بحرقة على وفاة سيدنا النبى ورقته ورحمته وجدعنته وأخلاقه، وانا ببص حواليا بذهول، ياترى انا الكافر ولا هما اللى بهايم؟


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version