أشهر عديدة وتعز تقف في المنتصف، في العلانية. مئات العربات، آلاف المرتزقة، العصاب…


أشهر عديدة وتعز تقف في المنتصف، في العلانية. مئات العربات، آلاف المرتزقة، العصابات، كتائب المجاهدين، وطوابير الخونة.. إلخ يحاصرون تعز ويعجزون كلياً عن اقتحام حي واحد، حتى حي واحد. استشهد المئات من شباب تعز ونعرفهم، نحفظ ملامحهم وشيعناهم بطريقة تليق بهم. ولقي آلاف الغزاة حتفهم على بوابات تعز، ولم يتعرف عليهم أحد. دفنوا كجثث شاردة بلا تاريخ.
عندما قال سياسي من تعز لصالح قبل شهرين “هذا آخر ما عندك وأول ما عندنا” كان يعي ما يقوله وكان يتحدث عن محافظته التي لا تنقضي عجائبها.

تعز غراد، هي تعز غراد. وقفت أمام كل آلة الدمار بلا أسوار، مسنودة بإنسانها الخاص، الذكي والمغرر، الوطني والشجاع، المتحضر الحاسم. عندما قلت إن لتعز شخصية خاصة قال بعضهم إنها مبالغة غير علمية. ما تقدمه تعز حالياً،قدمته، يعود لشخصيتها الفريدة. الآن تزحف أرياف تعز في اتجاه مدينتها.

والبارحة هاتفت الشاب الذي قال في 21 سبتمبر الماضي، وهو قادم من أرحب:
“باعونا عيال القحبة”.سألته أين سارت بك الأمور فضحك. يمكنني القول إنه ضحك أخيراً وقال لي: أنا الآن أقود مجموعة ونحاصر
ثكنة مدينة الصالح ومدينة تعز تقترب.
قال إن اليمن لم تمنحه شيئاً حتى الآن، وأنه عاش بلا وظيفة ولا أمان، لكنه أكرم منها. أعطاها كل الأشياء.

يتواجد الحوثيون على هيئة تشكيلات مسلحة في إجمالي مساحة لا تتعدى نصف في المائة من مساحة تعز. هذه حقيقة التواجد الحوثي في تعز. وبمقدور الشخص أن يسافر من مدينة التربة حتى الضباب، عشرات الكيلومترات، ولا يرى أثراً للحوثيين. انتصارات الحوثيين وهيمنتهم على الأرض شكلية. المقاومة في طور التشكل في عديد من المحافظات، والحوثيون لن يقدروا على حرب كل الناس. لكنهم يدفعون الناس دفعاً لتلك الحرب ولا يتركون بدائل أخرى. ومن حق أي شخص رأى دولته تختطف في وضح النهار أن يعمل كل ما بوسعه لاستعادتها.
هذا مبدأ أصيل وعابر للحضارات. وهو ما يمنح سلاح المقاومة طهارة.. لدى كل الأمم.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version