حقوقيونقضايا المرأة

ندى الاهدل | يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي_العهد ، فأرسل الملك في إثر الأطباء…


يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي_العهد ، فأرسل الملك في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة …!!؟

وشاء الله أن يُجري شفاء الملكة على أيديهم
فحملتْ_الملكة_بولي_العهد
وطار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأسابيع والأيام لقدوم الأمير ولي العهد…!!؟
وعندما وضعت الملكة وليدها فكانت المفاجأة والدهشة للجميع ، فقد كان المولود ولي العهد بأذن واحدة !!!!

انزعج_الملك لهذا وخشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم ، فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر.
فقام أحد المستشارين وقال له : الأمر بسيط أيها الملك …
اقطع اذن كل المواليد الجدد وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير ….

أُعجب الملك بالفكرة
وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنا … وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة.

وحدث_أن_شاباً حضر إلى المملكة وكان له أذنان كما هو في أصل خلقة الإنسان.
فاستغرب كل سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة
وجعلوه محط سخرية امام الناس
وكانوا لا ينادونه إلا ( ذا_الأذنين ) حتى ضاق به ذرعا وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم !!!

والسؤال_الآن
هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل ؟؟؟
نعم_نعم..
لقد حدث هذا آلاف المرات في تاريخ البشرية ، فقد صحى المجتمع بإعاقات فكرية وسلوكية واجتماعية ودينية.
كانت المراة مثلها مثل الرجل في جميع الحقوق والواجبات، وكانت شريكة في المجتمع، وكانت لها أدوار عظيمة في قيادة الشعوب وتقدمه ونهضته، وكانت لها القدرة على التاثير والعمل وصناعة القرارات، ولكن لان لديها روح التسامح والتعاطف مع المجتمع، وتمتلك طيبة القلب وحسن النوايا ، سمحت للذكور في عمل تغيرات في الحياة الاجتماعية، لم تكن تعرف ان هذه التغيرات البسيطة سوف تتحول الى كابوس في حياتها، ويتم تهميشها وحرمانها من كل شيئ.
ففي بداية الامر بداء الامر في حصر اعمالها في المنزل بسبب ظروف حياة البدائية القائم على الرعي والصيد ، فتم توزيع الأدوار للمراة في الرعي والاعمال المنزلية، والذكور في الصيد والضرب في الأرض.
وبعد مرور الأيام، وتطور الأدوات وتقدم الشعوب، اصبح المجتمعات مهتمة بالعلوم الطبية العلمية والتكنلوجيا والاعلام والاعمال أصبحت متنوعة وظروف الحياة واداوتها وظروفها وفرصها متاحة للجميع، فمن الطبيعي ان يتشارك الرجل والمراة جميعاً في إدارة شؤن الحياة دون تمييز ودون تعقيد.
ولكن من المؤسف ان الكثير من المجتمعات مازالت تمارس نفس النهج البدائي القديم، ويحرصون على تقيد حرية المراة ، ويمارسون ضغوط نفسية وجسدية عليها، ويجسدون المراة بالشيطان والعار والعورة التي يجب ان يقيد ويختبئ ويختفي من الوجود،
معتقدين انها ملك لهم، يتم تملك جسدها وتوريثه للرجال بطرق ممنهجة، ويضعون قوانين ودساتير لتنميط حياة المراة ، والمؤسف اكثر ان المرأة ايضاً تشاركهم في القرارات بالتأيد والتصويت، معتقدة انها ملك للرجل طوال فترة حياتها.
حتى اصبحوا يستغربون من النساء الذين يمارسون حياتهم الخاصة بشكل طبيعي دون تقييد ودون تنميط المجتمعات التقليدية،
وكلما خرجت امراة حره تمارس حياة طبيعية ،، يتم توصيفها بالقاب ومصطلحات بذيئة ، للضغط عليها في العودة الى القالب المظلم الذي وضعوه لها ، والسجن المنزلي الذي تم تخصصه وترتيبه لحبسها ، وعودتها لطاعة ولي امرها الاب او الأخ او العم، حتى يجدوا لها رجل اخر غريب يمتلكها تحت مسمى الزوج، وحتى لو لم تقوم بالطاعة له بما يرضيه يحق له قتلها تحت مسمى الشرف، او اعادتها الى ولي امرها القديم تحت مسمى الطلاق، وليس لها خيار غير البقاء مستمرة في خدمة الرجال حتى لو بلغ سنها ٦٠ سنة، تظل دائماً غير قادرة على الخروج من اطار ولي الامر في جميع قراراتها.
بعكس الذكر الذي يدرب على الحرية والتصرف بمفرده واتخاذ قراراته منذ طفولته، والتفاخر به وباخطائه مهما كانت، وحتى لو كسب الغنى والشهرة بالنصب والسرقة والحرام، يعتبرونه شاطر وذكي ومحنك وسياسي وناجح، بينما المراة لو نجحت في عملها وأصبحت رائدة اعمال، يتم اتهامها بالعاiهرة
حتى لو عملت في المستشفيات طبيبة او في مكاتب العمل باي مهام، يتم معايرتها بالمتبرجة والمتحرره ، والضغط على عائلتها بمنعها من العمل ، ويضطر حتى زوجها في منعها او حجبها عن الأنظار في احسن الأحوال تجنباً لغضب المجتمع وردة فعله القاصية، وتخفيف الضغط عليه من اعين الناس والسنتهم الحادة.
مجتمعات أصبحت مريضة ومهوسة وغير قابلة للتعايش مع النساء، ويضيقون الخناق عليها في جميع شون حياتها دون مراعات لانسانيتها وطموحاتها ونفسيتها، ودون احترام لذكاءها وقيمها الإنسانية واخلاقيها النبيلة، وقدراتها العظيمة في التغيير والتاثير.

ـ ندى الاهدل. ـ


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

ندى الاهدل

Human Rights Activist ناشطة حقوقية ومدافعة عن زواج القاصرات https://nadaalahdal.com/social-media

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى