قضايا المرأة

ما أبشع حياة النساء تحت الوصاية، والوصاية باعتبارها كائن أقل؛ كائن يحق لأي ذكر ف…


ما أبشع حياة النساء تحت الوصاية، والوصاية باعتبارها كائن أقل؛ كائن يحق لأي ذكر في الشوارع ونواصي المدن اختراق خصوصيته وتحديد مصيره! كأن تقضي سنوات العمر في نفي التهم الأخلاقية والتشكيك بك دائمًا. ارفعِ يدكِ أنتِ تحت حصار المجتمع!
انتهت رحلة “حنان عبد الحميد السيد” التي تلعب شخصيتها الفنانة #منى_زكي في المسلسل الرمضاني #تحت_الوصاية من إخراج محمد_شاكر_خضير أمام قاضي المحكمة وهي تحاول اقناعه أنها الأدرى بمصلحة أطفالها فرح وياسين؛ تعلم مما يخافون، وتعلم ما يحبونه، وهي أمانهم في هذا العالم القاسي، ليأتيها الرد الصادم:” الكلام ده مش في القانون”!
ولكن ماذا عن قانون الغوغاء؟ الغوغاء الذين يهتاجون تحت مسمى #جرائم_الشرف والسمعة ولا تهتز لهم شعرة حين تُذ.بح النساء في وضح النهار أو عند سرقة ميراثهن ويضطررن للشحاذة للصرف على أطفالهن!
ما حدث في مشهد المركب لحنان هو نفسه ما حدث ل#طبيبة_السلام التي اقتحمت الجماهير المتدينة شقتها وألقوها من الشرفة تحسبًا لوقوع الفواحش لا سمح الله! هم ذاتهم من وقفوا يتفرجون على زوج يذ.بح زوجته في مدينة السادس من أكتوبر في نهار رمضان! وهم أيضًا من برر لمجرم مُدان من المحكمة بتهمة القت.ل العمد تحت بند “أصلها السبب” في قضية #نيرة_أشرف أو قضية سلمى_بهجت وغيرهم بالطبع.
يحتكم الشارع لصوت الغوغاء وحين يحتكم للعقل يكون الأوان قد مضى!
هذا تحديدًا ما جرى على “حنان” بطلة قصتنا. كأن لا يكفي “حنان” رحلة كفاحها لتتعلم مهنة يسيطر عليها الرجال ويحاولون ضر.بها في رزق أطفالها، كأنه لا يكفي تحكم الجد في كيفية صرف الأموال واختيار ما يناسب أطفالها، كأنه من العدل ألا تستطيع سحب أموال أو إيداعها لصالح أطفالها، كأنه من الطبيعي أن تُنتهك حين تقول:” لا ” ل”صالح”! وأخيرًا، تجري الجموع المُلتهبة في هياج تلبيةً لدعوى دياب وسيد بإن “المركب بقت نجسة ولازم تتحرق”!
في هذه المنطقة لا تجري ألفاظ “النجاسة” والعقوبة إلا على أرواح النساء! لكن في حالات الاتهامات الأخلاقية للرجال ف”معلش” و”المسامح كريم” و”يعني نخلص عليه عشان غلطة؟” كلا، سيدي “ميصحش”! “أحنا جامدين أوي”!
حين نُطالب بحقوق النساء في حياة آمنة وقوانين عادلة، يُنظر إلينا كمخت.لات لا نعقل كلماتنا! نعم لا تزال تلك النظرة قائمة؛ نظرة تتهم النساء بتهم جائرة من الخيال مثل التهم الأخلاقية، أو تهمة إنها ستبدد أموال أطفالها على زوج جديد، أو تهمة الهسترة والهرمونات…استمرارًا لسلسلة قهر وإذلال النساء!
وفي النهاية، نوجه الشكر لصُناع مسلسل #تحت_الوصاية؛ شكرًا لأنكم لم تستجيبوا للمزاج العام للشارع الذي يُطالب بنهايات سعيدة وأبطال وهميين؛ لأن حيوات آلاف النساء تنتهي بقسوة وجرة قلم جائر تضع نهايتها بلا سعادة أو رحمة! نشكركم لعملكم على قضية #حق_الأم_في_الوصاية باعتبارها كائن كامل لا عروسة ماريونات نضعها في المكان الذي نريده!

نترككم مع العدالة التي رغب فيها كلًا من أمثال “سيد” و”دياب”:
“خلي بالك من فرح يا ياسين…انت دلوقتي بقيت اخوها و ابوها و امها.”
ولا تعليق.

كتابة: سارة مراد
#مرصد_دراما_رمضان
#تحت_الوصاية
#الولاية_حقي
#منى_زكي
#قسم_السينما_والدراما
#سوبرومن


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫5 تعليقات

  1. اررروع مسلسل شفته ف حياتى لحد دلوقتي ومأثر فيا لانى عارفه ان فى نساء كتير شافت اكتر من ال موجود ف المسلسل وتبقى قوانينا تظهر لنا الرحمه وفى باطنها كل الظلم والاجحاف للمرأه

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى