قضايا المرأة

ماهو الاضراب: تعريف، تاريخ، نماذج يعد الاضراب أداة نضالية استخدمت عبر التاريخ ل…


ماهو الاضراب: تعريف، تاريخ، نماذج

يعد الاضراب أداة نضالية استخدمت عبر التاريخ للاحتجاج على الأنظمة القائمة ومواجهتها ثم احداث تغييرات جذرية في الواقع، يمكن تعريف الاضراب بأنه وسيلة ثورية تهدف لشل الحياة الاقتصادية واحداث ضغط سياسي قصد تغيير في البنى القائمة، أو لوقف أنواع مختلفة من العنف، أو للاحتجاج على ظروف قهرية واضطهادية تتعرض لها إحدى المجموعات المضهدة أو جميعها.

ويهدف الاضراب إلى استخدام قوة الجماعة المضطهدة في شل الاقتصاد وسير الحياة، باعتبار أن هذه الجماعات تشكل الأغلبية التي تحرك البنى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعد القوة المنتجة التي تعتمد عليها هذه الأنظمة في البقاء، لذلك عندما تتوقف عن العمل سواء في شقه المدفوع في المصانع، والشركات، والحقول، والبيوت، والشوارع، وقطاعات العمل الغير مهيكلة والخدماتية، أو في شقه الغير مدفوع الذي يعرف بالعمل المنزلي أو الرعائي.

عبر التاريخ كان الاضراب الوسيلة الأنجح بيد الطبقات المضطهدة للتعبير عن رفضها القاطع لنوع الحياة المفروض عليها، والذي يسلبها حق الحياة كل يوم بالعنف والقتل والاستغلال والأذى والتهميش والحرمان. ورغم أنه كفعل نضالي قديم قدم الاضطهاد نفسه إلا أنه استخدم بشكل واسع من الطبقات العاملة حول العالم خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين للاحتجاج على الظروف الوحشية للعمل تحت الرأسمالية، كما ظهر الاضراب والعصيان المدني العام في المستعمرات للاحتجاج على الفصل الاستعماري بين السكان الأصليين والمستوطنين في الخدمات والعبور خصوصًا في جنوب وغرب افريقيا، واستخدمته الحركات النسوية في محطات مختلفة من التاريخ للاحتجاج على العنف ضد النساء والابادة الجماعية التي يتعرضن لها ويتعرض لها الأشخاص بناءً على جنـــ-سانيتهمن وعرقهمن وطبقتهمن وقدراتهمن…. .

وقد تنوعت أنواع وأشكال الاضراب ونماذجه بتنوع السياقات والقضايا، حيث ظهرت الكثير من النماذج النسوية للاضراب في أماكن متفرقة من العالم، استخدمت الاضراب عن العمل والجنـــ-س والعصيان المدني العام والاحتجاج في الشوارع والاعتصامات في المؤسسات العامة، وارتداء ملابس موحدة، واستعادة التراث الاحتجاجي الأصلاني لمواجهة القامع وفرض مطالبها وأصواتها.

إضراب الباسو: احتجاج العاملات المنزليات 1933

في سنة 1933 وبعد شهر من التنظيم والحشد اجتمعت أكثر من 700 عاملة منزلية في ولاية تكساس، جمعيهن مهاجرات مكسيكيات، ونظمن ما أصبح يعرف ب On Strike in El Paso، وهو اضراب امتد لأسابيع قمن فيه بالاحتجاج على ظروف العمل القاسية والأجور الهزيلة وساعات العمل الطويلة، واقصائهن من التنظيمات العمالية لأنهن مهاجرات، وافتقادهن لأي صروح نقابية تحميهن من عنف الدولة والمشغلين كيد عاملة مهاجرة، وقمن بصياغة مجموعة من المطالب منها رفع الأجور لدولار ونصف في اليوم، وانشاء تنظيم نقابي يحميهن، وتوفير الطعام والأمن من المشغلين. بعد أسابيع من الإضراب انتزعت العاملات حق رفع الأجور، وقمن بإنشاء رابطة عاملات المنازل (Asociación de Trabajadoras Domésticas) وساهم الإضراب بعد ذلك بعقود في إقرار تغييرات جذرية لصالح عاملات المنازل.

الإضراب عن الجنـــ-س لأجل السلام ليبيريا 2003

خلال الحرب الأهلية في ليبريا، قامت مجموعة من النساء بالدعوة إلى إضراب جماعي عن الجنـــ-س احتجاجاً على الحرب الأهلية، وتحت اسم “حركة نساء ليبيريا الجماعية من أجل السلام” Women of Liberia Mass Action for Peace، حشدت الآلاف من النساء من مختلف الطبقات والاثنيات جهودهن، ونظمن احتجاجات صامتة سلمية تضمنت إضرابًا عن الجنـــ-س والتهديد باللعنة، واستخدام التعري كوسيلة احتجاج.
صرحت إحدى زعيمات الحركة، ليما غبوي، بأنهن سوف “يأخذن مصير ليبيريا بأيديهن” ، معلنة أنهن “كن صامتات في الماضي، ولكن بعد تعرضهن للقتل والاغتصاب والتجريد من الإنسانية والإصابة بالأمراض، وفقدان الأزواج والآباء والأبناء، علمتهن الحرب أن المستقبل يكمن في قول لا للعنف ونعم للسلام “.
فرضت المضربات لقاء مع رئيس الدولة، وطرحن رؤية استراتيجية لإنهاء الحرب. نجح الاضراب في انهاء الحرب، وتطبيع وجود النساء كقوة قادرة على التغيير في ليبيريا. وانتقل هذا النموذج لأماكن متفرقة من افريقيا، حيث قامت 40 الف امرأة بالاضراب في ساحل العاج احتجاجا على الحرب الأهلية.

ولا واحدة منا أقل Ni una menos 2016

تعتبر حركة Ni una menos، إحدى أبرز الحركات النضالية التي استخدمت الاضراب العام كأداة ثورية للتغيير والاحتجاج، وهي حركة نسوية قاعدية بدأت في الأرجنتين سنة 2016 وانتشرت في عموم أمريكا الجنوبية، تعرف نفسها بأنها “صرخة جماعية ضد الذكورية.
قامت الحركة باضرابات موسعة في عموم القارة، واستخدمت الاضراب والاحتجاج في الشوارع واحتلال المساحات العامة والمؤسسات كمباني مؤسسات الشرطة والمحاكم، لمناهضة ابادة النساء، والعنف القائم على الجندر والجنـــ-سانية، والعنف الجنـــ-سي، والتراتبيات الجندرية، والحقوق الانجابية وتشريع الاجهاض، وحقوق عاملات الجنـــ-س والعابرات/ين جنـــ-سياً.
نجحت الاضرابات في تشريع الاجهاض في الأرجنتين سنة 2020. وانشاء مراكز لتوثيق ومتابعة جرائم قتل النساء والعنف القائم على النوع.

إضرابات الأممية النسوية الجديدة العابرة للحدود 2018, 2019, 2020

النسوية الأممية الجديدة العابرة للحدود هي تنظيم نسوي قاعدي تظافرت فيه جهود أعدد كبيرة من التنظميات النسوية والمنظرات والكاتبات والمناضلات من مختلف أنحاء العالم لإنشاء تنظيم نسوي مناهض للرأسمالية والاستعمار والعنصرية والأشكال المختلفة للاضطهاد، مانتج عنه لاحقًا الحشد والقيام باضرابات نسوية أممية خلال سنوات 2018, 2019, 2020 من من نساءٍ محروماتٍ من الحقوق والحمايات عمالية؛ وإضراباتٌ عن العناية والعمل غير المأجور؛ وإضراباتٌ طلابية، ومقاطعاتٌ، ومسيرات جماهيرية، ومتاريس ملأت الشوارع. حيث خرجت النساء والكويريون/ات في أرجاء العالم في تعبئة ضد قتل النساء وضد كل أشكال العنف المجنوس، ولأجل تقرير المصير الجسدي وتوفير إجهاضٍ آمنٍ ومجانيٍّ لكل من تحتاج، ولأجل مساواة الأجور للعمل المتساوي، ولأجل جنـــ-سانية متحررة؛
وضد الجدران الفاصلة والحدود، ضد السجون الجماعية، والعنصرية، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية، ونهب الشعوب الأصلية، وتدمير النظم البيئية والتغير المناخي”.

#اضراب_نسوي_اوقفوا_قتل_النساء
#إضراب_نسائي_عام
#تضامن_عابر_للحدود
#أنا_مضربة


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى