قضايا المرأة

. لا يزال الكثير من الرجال حين يتعاملون مع المرأة عموماً، والنسوية خصوصاً، لا يس…


الحركة النسوية في الأردن

.
لا يزال الكثير من الرجال حين يتعاملون مع المرأة عموماً، والنسوية خصوصاً، لا يسمحون لها بأن تعبر عن نفسها من دون أن يكونوا أوصياء عليها
فكثيراً ما نسمع رجالاً يقولون: “أن الله حين وزع اللطف، لم يمنحنا كنسويات منه شيئاً”.
ما دفعني إلى أن أسأل نفسي أسئلة خاصة؛
كم هو حجم اللطف الذي كبرنا فيه؟
لماذا يفترض الرجال أننا يجب أن نكون نساء لطيفات نمنح اللطف طوال الوقت كمهمة أنثوية مقدسة، بينما هم يجب أن يتلقوه فحسب؟
لماذا في الوقت الذي يبحثون فيه عن اللطف لا يحاولون صنعه بينما على المرأة أن تصنعه طوال الوقت؟
كم مرة اعتدي علينا بوصفنا نساء، في البيت، وفي الشارع، وفي المدرسة، وفي موقف الباص، وفي كل بيئة يفترض أن تحمينا، وتمنحنا الأمان؟ ثمة ثقافة أمنية وإذلالية سائدة ترافقنا طوال حياتنا؛ منذ اليوم الأول الذي نخرج فيه من رحم أمهاتنا، إلى اليوم الذي نموت فيه، ولا تمنحنا خياراً آخر أبداً.

بالتأكيد، الحوار ليس أساساً، أو جزءاً أصيلاً من ثقافتنا؛ الثقافة القائمة على العنف والقمع. وهنا يمكنني أن أتفهم أن الحوار الذي قد ينتهي بيني وبين رجل، بشتمي، أو بالإعراض عن الكلام، أو بقول: “مفكرة حالك بتفهمي”، قد ينتهي بين رجلين بالعنف الجسدي أحياناً.

فحين تكبر، بوصفك فرداً، في بيئة تفتقد إلى أبسط الشروط الموضوعية للعطف والكرامة الإنسانية، يصبح اللطف مهمة قاسية ولذلك فإننا نتصنعه.
يجب أن يتوقف الرجال والنساء عن الكذب وادعاء اللطف المزيف. وأسميه اللطف المزيف لأنه يحتمل الكثير من الامتهان لكليهما. فاللطف الحقيقي هو في احترام الكائن الإنساني بما هو عليه، من دون تزييف. تقول #فرجينيا_وولف في كتابها “غرفة تخص المرء وحده”: “لو أن المرأة بدأت بقول الحقيقة، لترتب على ذلك أن تنكمش صورة الرجل في المرآة، ولانتقص ذلك من لياقته مدى الحياة، كيف يتسنى له بعدها أن يستمر في إصدار الأحكام، وتهذيب البرابرة، ووضع القوانين، وكتابة الكتب، والتفاخر بملابسه، وإلقاء الخطب في الحفلات والمآدب، إلا إذا كان في استطاعته رؤية نفسه على الإفطار كل صباح، وكل مساء عند العشاء أكبر من حجمه الحقيقي مرتين على الأقل؟”.
هل يقبل أحد بهذا الكلام؟ ربما نعم، وربما سيعد البعض أن ما قالته فرجينيا اعتداء على الرجل، ودعوة إلى تحطيمه. في الواقع، الكلام الوارد هنا دعوة حقيقية إلى المساواة، واحترام الكرامة الإنسانية للآخر. فالصدق هو التعبير الحقيقي عن أننا نقيم للكائن الآخر الإنساني اعتباراً، فلا نجعله فوقنا، ولا تحتنا، بل متكافئاً معنا تماماً، بما يسمح لنا بمعرفته، وتقديره، وتقدير أنفسنا.

كتابة: #ديما_الكاتب على @raseef22

[item_vid_embed]

.
لا يزال الكثير من الرجال حين يتعاملون مع المرأة عموماً، والنسوية خصوصاً، لا يسمحون لها بأن تعبر عن نفسها من دون أن يكونوا أوصياء عليها
فكثيراً ما نسمع رجالاً يقولون: “أن الله حين وزع اللطف، لم يمنحنا كنسويات منه شيئاً”.
ما دفعني إلى أن أسأل نفسي أسئلة خاصة؛
كم هو حجم اللطف الذي كبرنا فيه؟
لماذا يفترض الرجال أننا يجب أن نكون نساء لطيفات نمنح اللطف طوال الوقت كمهمة أنثوية مقدسة، بينما هم يجب أن يتلقوه فحسب؟
لماذا في الوقت الذي يبحثون فيه عن اللطف لا يحاولون صنعه بينما على المرأة أن تصنعه طوال الوقت؟
كم مرة اعتدي علينا بوصفنا نساء، في البيت، وفي الشارع، وفي المدرسة، وفي موقف الباص، وفي كل بيئة يفترض أن تحمينا، وتمنحنا الأمان؟ ثمة ثقافة أمنية وإذلالية سائدة ترافقنا طوال حياتنا؛ منذ اليوم الأول الذي نخرج فيه من رحم أمهاتنا، إلى اليوم الذي نموت فيه، ولا تمنحنا خياراً آخر أبداً.

بالتأكيد، الحوار ليس أساساً، أو جزءاً أصيلاً من ثقافتنا؛ الثقافة القائمة على العنف والقمع. وهنا يمكنني أن أتفهم أن الحوار الذي قد ينتهي بيني وبين رجل، بشتمي، أو بالإعراض عن الكلام، أو بقول: “مفكرة حالك بتفهمي”، قد ينتهي بين رجلين بالعنف الجسدي أحياناً.

فحين تكبر، بوصفك فرداً، في بيئة تفتقد إلى أبسط الشروط الموضوعية للعطف والكرامة الإنسانية، يصبح اللطف مهمة قاسية ولذلك فإننا نتصنعه.
يجب أن يتوقف الرجال والنساء عن الكذب وادعاء اللطف المزيف. وأسميه اللطف المزيف لأنه يحتمل الكثير من الامتهان لكليهما. فاللطف الحقيقي هو في احترام الكائن الإنساني بما هو عليه، من دون تزييف. تقول #فرجينيا_وولف في كتابها “غرفة تخص المرء وحده”: “لو أن المرأة بدأت بقول الحقيقة، لترتب على ذلك أن تنكمش صورة الرجل في المرآة، ولانتقص ذلك من لياقته مدى الحياة، كيف يتسنى له بعدها أن يستمر في إصدار الأحكام، وتهذيب البرابرة، ووضع القوانين، وكتابة الكتب، والتفاخر بملابسه، وإلقاء الخطب في الحفلات والمآدب، إلا إذا كان في استطاعته رؤية نفسه على الإفطار كل صباح، وكل مساء عند العشاء أكبر من حجمه الحقيقي مرتين على الأقل؟”.
هل يقبل أحد بهذا الكلام؟ ربما نعم، وربما سيعد البعض أن ما قالته فرجينيا اعتداء على الرجل، ودعوة إلى تحطيمه. في الواقع، الكلام الوارد هنا دعوة حقيقية إلى المساواة، واحترام الكرامة الإنسانية للآخر. فالصدق هو التعبير الحقيقي عن أننا نقيم للكائن الآخر الإنساني اعتباراً، فلا نجعله فوقنا، ولا تحتنا، بل متكافئاً معنا تماماً، بما يسمح لنا بمعرفته، وتقديره، وتقدير أنفسنا.

كتابة: #ديما_الكاتب على @raseef22

A photo posted by (@) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى