قضايا المرأة

. ظل موضوع التعدد معلقاً بين رجال يتمسكون بحقهم “الديني” ونساء يطالبن بحقهن “الإ…


الحركة النسوية في الأردن

.
ظل موضوع التعدد معلقاً بين رجال يتمسكون بحقهم “الديني” ونساء يطالبن بحقهن “الإنساني”
وبين هذا وذاك، نسينا أمراً هاماً، بل بالغ الأهمية، نسينا كياناً اسمه الأسرة، وفاتنا أن نسأل: هل التعدد في مصلحة الأسرة، بكامل أفرادها؟

قمت بعمل استبيان لأبناء في زيجات تعددية، واستقبلت فيه نحو 35 استجابة، وكما توقعت، إجابة واحدة فقط كانت أن التعدد جاء بغرض الإنجاب
فيما رأى البقية أن السبب هو استجابة غير مسؤولة للرغبات الجنسية
وبالرغم من تنوّع الإجابات التي تشرح أسباب التعدد، وجدتُ الإجابة الأكثر واقعية هي: “سبب التعدد هو عدم الوعي بالعواقب المترتبة عليه”
هذا الرد ربما يلخص الكثير من المعاناة
فلا أحد يهتم بمصير الأسرة بعد التعدد، وكمية الظلم والكراهية التي ستفتك بها
الغالبية يفكرون بتحقيق شهواتهم فقط

جاءت العديد من الإجابات تشتكي من غياب الأب: “كأن ما عندناش أب”، “مشفناش أبونا خالص”، “أخويا الكبير كان بالنسبة لي أبويا أكتر من أبويا الحقيقي”
بينما رأى مبحوثون آخرون أن التعدد أثّر عليهم سلباً في النواحي المادية في حياة الأب أو حتى بعد مماته في صورة نزاع على الميراث: “بشق الأنفس استطعنا إكمال تعليمنا”، “اتفوقت في دراستي عشان أبقي بقبض كتير ومحتاجوش”
أما عن الآثار النفسية، فحازت قدراً لا بأس به من الاستجابات، ربما توجزها هذه الإجابة: “نفسية في الأرض”، أو: “فقدت الإحساس بالأمان”
هذا بالإضافة إلى بعض الإجابات التي تحدثت عن إصابة أصحابها بالاكتئاب مما حدث للأم: “أهم شيء نفسيه أمي المتدمره المغلوب على أمرها وتحملها فقط العيشة معه لأنها لا تستطع إعالتنا”؛ “حزن أمي الدائم وبكاؤها سراً طوال الليل”؛ “إحساس بالظلم والعجز لما حدث لأمي، اكتئاب”

ترى المستشارة النفسية #سمر_عبده أن الأولاد يتأثرون بحسب أعمارهم، ففي السن الصغير، نجد الأطفال محملين بمشاعر لا يعرفون مصدرها، وعندما يكبرون، يمكن أن يتحزبوا للأب أو للأم، وهو ما ينعكس سلباً على نفسيتهم ومستوى تحصيلهم الدراسي، ويزيد من معدلات العنف في بعض الأحيان

كل الإجابات السابقة تشي بالألم، إلا أن إجابة واحدة يجب أن تشعرنا بالخطر، وهي: “شعرت برفض للدين لأنه سمح بالظلم والخيانة”
أتمنى أن يقرأ رجال الدين هذه العبارة مراراً وتكراراً، ويفكروا في كيف وصل البعض إلى هذا الاستنتاج؟ وما هو دورهم في ذلك؟ والآن، هل سيساهمون في الاجتهاد، أو على الأقل، يدعون إليه؟ أم الأسهل أن نستسلم لِما وجدنا عليه آباءنا ونتهم المخالفين بالكفر والزندقة
للأسف، سؤال يحتاج إلى إجابة عملية ولن تكفي فيه الوعود

للمزيد: #التعدد_ايمي
كتابة: #رشا_دويدار

.
ظل موضوع التعدد معلقاً بين رجال يتمسكون بحقهم “الديني” ونساء يطالبن بحقهن “الإنساني”
وبين هذا وذاك، نسينا أمراً هاماً، بل بالغ الأهمية، نسينا كياناً اسمه الأسرة، وفاتنا أن نسأل: هل التعدد في مصلحة الأسرة، بكامل أفرادها؟

قمت بعمل استبيان لأبناء في زيجات تعددية، واستقبلت فيه نحو 35 استجابة، وكما توقعت، إجابة واحدة فقط كانت أن التعدد جاء بغرض الإنجاب
فيما رأى البقية أن السبب هو استجابة غير مسؤولة للرغبات الجنسية
وبالرغم من تنوّع الإجابات التي تشرح أسباب التعدد، وجدتُ الإجابة الأكثر واقعية هي: “سبب التعدد هو عدم الوعي بالعواقب المترتبة عليه”
هذا الرد ربما يلخص الكثير من المعاناة
فلا أحد يهتم بمصير الأسرة بعد التعدد، وكمية الظلم والكراهية التي ستفتك بها
الغالبية يفكرون بتحقيق شهواتهم فقط

جاءت العديد من الإجابات تشتكي من غياب الأب: “كأن ما عندناش أب”، “مشفناش أبونا خالص”، “أخويا الكبير كان بالنسبة لي أبويا أكتر من أبويا الحقيقي”
بينما رأى مبحوثون آخرون أن التعدد أثّر عليهم سلباً في النواحي المادية في حياة الأب أو حتى بعد مماته في صورة نزاع على الميراث: “بشق الأنفس استطعنا إكمال تعليمنا”، “اتفوقت في دراستي عشان أبقي بقبض كتير ومحتاجوش”
أما عن الآثار النفسية، فحازت قدراً لا بأس به من الاستجابات، ربما توجزها هذه الإجابة: “نفسية في الأرض”، أو: “فقدت الإحساس بالأمان”
هذا بالإضافة إلى بعض الإجابات التي تحدثت عن إصابة أصحابها بالاكتئاب مما حدث للأم: “أهم شيء نفسيه أمي المتدمره المغلوب على أمرها وتحملها فقط العيشة معه لأنها لا تستطع إعالتنا”؛ “حزن أمي الدائم وبكاؤها سراً طوال الليل”؛ “إحساس بالظلم والعجز لما حدث لأمي، اكتئاب”

ترى المستشارة النفسية #سمر_عبده أن الأولاد يتأثرون بحسب أعمارهم، ففي السن الصغير، نجد الأطفال محملين بمشاعر لا يعرفون مصدرها، وعندما يكبرون، يمكن أن يتحزبوا للأب أو للأم، وهو ما ينعكس سلباً على نفسيتهم ومستوى تحصيلهم الدراسي، ويزيد من معدلات العنف في بعض الأحيان

كل الإجابات السابقة تشي بالألم، إلا أن إجابة واحدة يجب أن تشعرنا بالخطر، وهي: “شعرت برفض للدين لأنه سمح بالظلم والخيانة”
أتمنى أن يقرأ رجال الدين هذه العبارة مراراً وتكراراً، ويفكروا في كيف وصل البعض إلى هذا الاستنتاج؟ وما هو دورهم في ذلك؟ والآن، هل سيساهمون في الاجتهاد، أو على الأقل، يدعون إليه؟ أم الأسهل أن نستسلم لِما وجدنا عليه آباءنا ونتهم المخالفين بالكفر والزندقة
للأسف، سؤال يحتاج إلى إجابة عملية ولن تكفي فيه الوعود

للمزيد: #التعدد_ايمي
كتابة: #رشا_دويدار

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى