توعية وتثقيف

الجريمة و العقاب…


الجريمة و العقاب

لم يكن من الغريب أن يصل إلى قمة السلطة فى الإمبراطوريات القديمة أمثال نيرو و كاليجولا و الوليد إبن يزيد. فتلك كانت نظم وراثية تعتمد على الحيوانات المنوية كمؤهل أساسي للحكم. أما أن يصل بلطجيٌ إلى رئاسة أغنى و أقوى دولة فى العالم فى وقتنا هذا، و بالإنتخاب الحر، فذلك فى حد ذاته عجب عجاب. و الأغرب من العجب العجاب هو أن الملايين يعشقون الرجل إلى درجة التقديس، وكثيرون منهم مستعدون لكسر القوانين و دخول السجن فى سبيله.

و الأعجب من هذا و ذاك هو أن هؤلاء الملايين ليسوا مخدوعين أو مضحوك عليهم. بل بالعكس – هم يعرفون الحقيقة، يعرفون أنه بالفعل نصاب و دجال و بلطجي، و بفلوسهم إستطاع أن يتهرب من المحاسبة على مدى السنين – تارة بإستخدام أغلى وأبرع المحامين، و تارة بالتأجيل و المماطلة؛ و تارة بالوصول إلى تسويات مالية مع ضحاياه، (و كله على حساب أنصاره من أنصاف المتعلمين وغير المتعلمين.)

أنشأ جامعة وهمية لسرقة نقود السذج، و غالط فى الإقرارات الضريبية، و كسر قوانين الإنتخابات، و حاول تزوير النتيجة (و التسجيلات موجودة و سمعناها ألف مرة،) و كانت له علاقات مع عاهرات، و تعدى على سيدات شريفات، و دفع للعاهرات و الشريفات رشاوي هائلة لإخفاء الوقائع حتى لا يعرفها الناخبون، (و الشيكات موجودة، و كذلك شهادة الوسطاء الذين قاموا بتوصيل الرشاوى،) و كذب ٢٠ ألف كذبه موثقة، و … و …، و لا يهمهم أي من هذا، فهم لا يعتقدون أن الشطارة تعنى إطاعة القانون؛ بل تعنى الخروج على القانون دون أن “تتمسك”.

الناس العقلاء يرون هذا و يضربون كفاً على كف. و كادوا ييأسون من وجود عدالة فى هذا العالم. كيف يستطيع شخص أن يفعل كل هذا، عينى-عينك، نهاراً جهاراً، و يبقى خارج السجن لا لسبب سوى أن لديه جيش من المحامين الكبار الذين يدفع ملايين من البسطاء أتعابهم فى صورة تبرعات قانونية؛ بالإضافة إلى خليط من التقاليد والقوانين التى لم يتخيل من صمموها أن شخصاً مثل هذا سيكون يوماً رئيساً للجمهورية.

لذلك كان خبر إتهام الرئيس السابق ترامپ فى نيويورك خبراً مثلجاً لقلوب ملايين الشرفاء فى الولايات المتحدة، الذين كادوا ييأسون تماماً من المنظومة السياسية والعدالة القضائية. لا نعرف بعد ما هي الإتهامات بالتحديد (حتى يوم الثلاثاء القادم عند أول ظهور له فى المحكمة،) لكننا نعرف أن بعضها جرائم و ليس مجرد جنح، و أن القضية جنائية و ليست مدنية.

قد يتساءل القارئ الفطين: لكن لماذا يعشق الملايين شخصاً مثل هذا؟ لنفس السبب الذى نراه فى مصر و إنجلترا و غيرهم – البسطاء يستجيبون لعواطفهم لا لعقولهم. و العواطف كثيراً ما تكون سلبية – أهمها الكراهية و الطمع: كراهية السود، كراهية المكسيكيين، كراهية الصين، كراهية المسلمين، كراهية الأقليات، كراهية المختلفين من أي صنف. أما الطمع فيتجلى فى الرغبة فى الإنفراد بمميزات عنصرية أو طائفية أو طبقية غير مستحقه، مثل تخفيض الضرائب عليهم (و زيادتها على غيرهم،) … وغير ذلك من المكاسب المادية و السياسية. و السياسي الذى لا شرف عنده و لا مبادئ يلعب على تلك الأوتار، ويجعل البسطاء يعتقدون أنه هو الوحيد الذى سيحقق لهم أطماعهم. هذا من ناحية؛ من الناحية الأخرى هو يقنعهم بسد آذانهم تماماً عن جميع مصادر الإعلام ما عدا مصدر واحد يناصره (و هي نفس حجة “السم فى العسل” التى سمعناها فى بلادنا.)

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫5 تعليقات

  1. في الواقع ااموصوع اعتقد من هذا

    و ياريته كان في نموذج صراع الخير و الشر الدي ينتصر فيه الخير في نهايه العمل السينيمائي
    لتخرج نمادح الاعتدال من دور السينما و هي مسروره بالنتيجه

    جيء به في الصوره لانه vulnerable بشده و يكفي بحث سطحي في حالته ل يستطيع اي طرف محاصرته و ازاحته

    لسبب يعود الي مشاكل اللخظه و طبيعه هنا المؤسسيه الامريكيه مده طويله و تغييرات المحتمع الامربكي المتراكمه فاز في الانتخابات علي غير المتوقع

    و في المده الثانيه كانت المفاجاه ايضا باقتراب تكرار ما حدث

    و الان يتم استبعاده قبل ان تتكرر الازمه التي لازيسنطيع اخد توقع نتائجها

    ال establishment الامريكيه تكونت في الجنوب الامريكي صاخب الاقتصاد الزراعي الاقطاعي الكلاسيكي
    قبل ان تنتقل الي الشمال الصناعي
    و قبل ان ينتصر الاخير في الخرب الاهليه بسبب بنيته الصناعية الاحدث و رغما عن سوء مستوي جنرالاته .

    و من وقتها و حتي الخرب العالميه الثانيه كان صاخب راس المال الكبير عنصرا فاعلا في اتخاذ القرار و ان لم يتخذ هذا شمل المؤسسيه و شهد وجود روساء اقوياء من امثال ت د روزفلت و ف د روزفلت احيانا

    دورات الاقتصاد استمرت بعض الاستقرار و اضطرابات اقتصاد التكوين الانتقالي للمؤسسة الاقتصاديه الامريكيه الاتحاديه و ووصلت الي كارثه امريكيه و دوليه في الثلاثينات
    و لم يكن علاجها الانفاق الحديد ل روزفلت
    كان علاجها هو الخرب العالميه الثانيه و بدا منذ تلك اللحظه تكوين المركب الصناعي العسكري
    الذي يستثمر في المشاكل و الخرب عبر العالم ل تدوير الاقتصاد
    و هو ما يحدث حاليا
    و المضاف اليه شيكات اخري من الcomplexes تشمل البنوك و الاعلام و السينما و حتي منظومه السجون الامريكيه

    المؤسسيه الامريكيه لا يوجد لون سياسي لها و تختار ما بين اليسار المسموح به ( الديمقراطيين ) و اليمين المسموح به ( الجمهوريين ) لتبادل اماكن السلطه و القرار الموجوده في الصوره
    و هي تهلي من شان ديمقراطيين من امثال كلينتون و زوجته و اوباما و زوجته
    و جمهوريين من امثال ريجان
    حسب حاجات اللحظه
    و لا يعنيها الخصال الشخصيه او الحاله الذهنيه لمن تختارهم
    ريجان كان مصابا ب الزهايمر و هو في السلطه
    و الرئيس الحالي في الغالب مصاب بها
    اما فضلئخ العلاقات الخاصه
    ف حدث و لا حرج
    و تشمل عددا كبيرا من العاملين في قمه الجهاز الاداري الامريكي و يطفوا بعضها علي السطح احيانا
    اما بطريق المصادفات
    او بالتخطيط لظهورها

  2. المشكله الحقيقيه ان النؤسسبه الامريكيه. تحتاج الي هزها و تغيير ميكانيزمات عملها
    لمصلحه الولايات المتحده
    و لمصلحه العالم

    و لكن من تقدم لاداء هذا الدور هو اسوا من يمكنه القيام بهذا
    بالحمل الهائل من الvulnerabilities الذي يحمله
    و ب اسلوب المعاندة الذي اختاره ك مسار عنل
    و ب عمله من خارح المؤسسبه

    حتي صاخب التماسك السياسي ( و ان لم يكن تماسكه و شقيقه سلوكيا )
    لابد ان يحسب حساباته جيدا و الا تخلصت المؤسسيه منه يوم ان قررت الا يخرج من دالاس حيا

  3. أيهما اكثر اجراما
    ترامب….ام من قتل الملايين من العراقيين والأفغان والليبيين و…….
    الموضوع لعبه انتخابات والدولة العميقة لا تريد ترامب لأنه غير مطيع تماما
    وربما _ كما قال _ينهي حرب اوكراني

  4. نفسى اعرف
    اين القانون من واحد يتهرب من الضرائب فى امريكا ؟؟؟
    عموما الكبار بيعملوا اى حاجه عايزنها
    و الصغار مطحونين
    و القانون وراهم بالكرباج
    يعنى امريكا فيها كوسه جامده اوى اوى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى