مجتمع الميم

الصهيونية في وجه النشاط المثلي الفلسطيني – My Kali Magazine


English

بقلم: موسى الشديدي
العمل الفني: مثنى حسين

بدأت مستعمرة1 إسرائيل مجزرتها منذ أكثر من شهر على سكان قطاع غزة المدنيين، جاء القصف والاجتياح البري الإسرائيلي نتيجة عجزهم عن الانتقام المباشر من قيادات كتائب القسام بعد عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر،2 التي تسببت بمقتل 1400 شخص  وأسر أكثر من 200 أسير إسرائيلي غالبيتهم عسكريين. الهدف المصرح به لاجتياح غزة هو تدمير حماس واسترجاع الأسرى، لكن جيش الاحتلال قتل 50 أسيرا في قصفه3 وأكثر من 20000 مواطن غزي مدني حتى الآن.

ما أدى إلى اندلاع مظاهرات جماهيرية واسعة في جميع أنحاء العالم، ضد المجازر في غزة والدعم الامبريالي الاستعماري الذي سمح بوقوعها، ولتشتيت الانتباه ومواجهة الانتقادات حاولت إسرائيل الاختباء من نقد الجماهير خلف حقوق المثليين وسياسات الغسيل الوردي كما هو معتاد في الحروب السابقة. لكن مشاركة العديد من المثليين حول العالم (بعضهم من غزة) في هذه المظاهرات استفز الصهاينة والإسرائيليين4 وأشعرهم بالخطر.5

وهكذا كان لا بد من تغيير الخطاب والاستراتيجيات الصهيونية التي كانت فعالة سابقا. مع تصاعد موجة توبيخ للمثليين المعترضين على المجزرة، بدأت حسابات الغسيل الوردي الإسرائيلية تظهر واحدة بعد الأخرى على منصة إنستغرام، أحد هذه الحسابات تحت اسم “قف إلى جانب مجتمع الميم” (لكنهم يقصدون قف إلى جانب إسرائيل) طرحت مجموعة من الشعارات التي أثارت اهتمامي لأنها شعارات جديدة على خطاب الغسيل الوردي الصهيوني المعتاد في الحروب السابقة. يحلل هذا المقال بعض الشعارات المستخدمة لفهم الدافع لظهورها الآن واختلال منطقها ضمن السياق التاريخي والسياسي الأوسع للاحتلال. 
ملاحظة: اندمج حساب “قف مع مجتمع الميم” مع حساب “مستقبل لمجتمع الميم” ونقل غالبية محتواه للحساب الجديد مع الإبقاء على الفيديو الأخير في نصنا مكانه.

لا فخر في الاحتلال/لا فخر في حماس
في ٢٢/١٠ نشرت أول صورها لعبارة “لا فخر في حماس” إشارة إلى مسيرات الفخر المثلية، وهذا قلب لشعار “لا فخر في الاحتلال” الذي يستخدمه الناشطون المثليون المناصرون للقضية الفلسطينية عالميا في دحض سياسات الغسيل الوردي الصهيونية.

تعرف حملة المقاطعة الغسيل الوردي على موقعها أنه “استراتيجية دعائية للحكومة الإسرائيلية تستغل بشكل مثير للسخرية حقوق المثليين لعرض صورة تقدمية مع إخفاء سياسات الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلية التي تضطهد الفلسطينيين”. ولأنها تستخدم في تبرير الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، صارت المظاهرات المثلية المناهضة للغسيل الوردي في صميم المقاومة الفلسطينية. وتستعرض حملة المقاطعة على موقعها إنجازاتها في هذا المجال بالتعاون مع أكثر من 100 مجموعة مثلية مناهضة للغسيل الوردي تضامنت مع مطالبات المثليين الفلسطينيين في مقاطعة يوروفيجن في تل أبيب عام 2019. وكذلك في المطالبة بمقاطعة مسيرة فخر تل أبيب التي تهدف لجلب أكبر عدد من السياح المثليين وتصوير مستعمرة الفصل العنصري بمظهر إنساني أمام المجتمع الدولي. ما دفع الحقوق الفلسطينية إلى صدارة مسيرات الفخر المثلية في جميع أنحاء العالم.

هذا التضامن بين مناصري القضية الفلسطينية والفلسطينيين من جهة، وداعمي المثلية والمثليين من جهة أخرى أرعب إسرائيل، خصوصا عندما نجح في التغلغل إلى داخل المجتمع الإسرائيلي، على سبيل المثال عندما وقع  أكثر من 50 ناشطا مثليا بيانا عام 2017 يندد بسياسات الصهاينة الوردية، وبأهمية الحق الفلسطيني وضرورة وقف العنصريين اليمينيين والكارهين للمثلية عند حدهم. وهو ما برز بشكل أكبر عام 2018 لما خرج مئات الناشطين المثليين بقطع طريق مسيرة فخر تل أبيب احتجاجا على “استخدام الحكومة الإسرائيلية قضايا المثليين للتغطية على سياستها التمييزية والعنصرية واستمرار احتلال الضفة الغربية وحصار غزة” ورفعت لافتات كتب عليها بالعربية والعبرية “لا فخر في الاحتلال”.

شعار “لا فخر في حماس” هو محاولة فاشلة لقلب شعار “لا فخر في الاحتلال”، لأن حماس لم تستخدم مسيرات فخر مثلية كحجة مرتبطة بتقبلها المزيف للمثلية من أجل التستر على جرائمها كما تفعل إسرائيل. لكن التركيز على حماس بهذا الشكل كفيل بتشتيت الانتباه عن الجبهات الأخرى، ولأنها اليوم الأسهل في وصم أي جهة يمكن ربطها بها بالإرهاب حتى لو كان مجتمع المثليين.

مثليون من أجل فلسطين/مثليون من أجل إسرائيل

في المنشور الثاني الذي نشر في اليوم نفسه كتب عبارة “فلسطين من أجل المثليين” وهو كذلك يبدو قلب لشعار “مثليون من أجل فلسطين” المنتشر كثيرا بين المثليين المناصرين لفلسطين، وتحت العبارة صورة مرسومة لمشهد إعدام أربعة شبان شنقا فوق شاحنة، كمحاولة لتصوير فلسطين كمكان يشنق فيه المثليين، بالتالي يستحق سكانه الإبادة دون تعاطف المثليين معهم، وهو ما يذكرنا بتصريح نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي عام 2011، “في منطقة يتم بها رجم النساء، وشنق المثليين، وإعدام المسيحيين، تقف إسرائيل؛ إسرائيل المختلفة“.

سرعان ما تذكرت أين رأيت هذه الصورة من قبل، في مقال للديلي بيست عن إعدام المثليين في إيران عام 2017 لا في فلسطين، هذا التحريف للحقائق وفبركة الصور لم يعد مستغربا بعد فبركة الأطفال مقطوعي الرؤوس التي انطلت على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، وفبركة إسرائيل لأدلة مرتبطة بقصف المستشفى المعمداني في غزة الذي قتل فيه 500 شهيد مدني.

كما حاولوا الاستحواذ على هذا الشعار عبر إنشاء صفحة عنوانها “مثليون من أجل إسرائيل”، اقتصرت منشوراتها على السخرية من المثليين الداعمين لفلسطين، إلى جانب استكمال خطاب الغسيل الوردي التقليدي المستخدم في الحروب السابقة المرتكز حول تجريم المثلية في غزة، متجاهلا تماما أن قانون تجريم المثلية في غزة وضعه الاستعمار البريطاني، وقامت الأردن والضفة الغربية بإلغائه عام 1951، واستمرت مستعمرة الاحتلال الصهيونية بتطبيقه حتى وقت متأخر في عام 1988.

يستفز انتشار عبارة “مثليون من أجل فلسطين” في المسيرات المناصرة لفلسطين حول العالم الصهاينة كثيرا اليوم، إنهم غاضبون لأنها تخرب حملات غسيلهم الوردي التي أنفقوا عليها فقط في عام 2010 90 مليون دولار، فنجد مؤثر هندي مناصر لمستعمرة إسرائيل يستعجل وينتقد هذا الشعار في 8 أكتوبر مدونا “المثليين الذين يدعمون فلسطين/حماس، كالدجاج الذي يدعم KFC” ناشرا صورة لمجموعة من المثليين في مسيرة وهم يحملون لافتة كتب عليها “مثليون من أجل فلسطين”، ما يؤكد استفزازهم ظهور صفحات عنصرية ومعادية للعبور الجندري، مثل صفحة  “الدبابة الزهرية” التي هاجمت أفرادا غير فلسطينيين/ات من مجتمع الميم عين، مثل انديا مور العابر/ة غير الثنائي/ة الأمريكي/ة بطل/ة مسلسل بوز لرفضها للمجزرة، ومات برنستين فنان المكياج وصانع المحتوى اليهودي الأمريكي المثلي لمطالبته بوقف قصف غزة بسبب عدم وجود حقوق للمثليين فيها، وفنانة الجر الأمريكية ليدي بني التي طالبت بوقف العدوان على غزة أيضا. 

يشبه الصهاينة المثليين المعترضين على الإبادة بالحيوانات كالدجاج والأبقار والماشية والحلزونات، كما شبه النظام النازي اليهود بالجرذان

يتصاعد “تهديد” المناصرة المثلية لفلسطين بشكل مستمر. في يونيو/حزيران قبل أشهر قليلة من “الحرب” تظاهر مئات المثليين داخل مسيرة الفخر المثلية في القدس رافعين أعلام فلسطين، ما تسبب بمهاجمة الشرطة الإسرائيلية لهم محاولة مصادرة الأعلام، واعتقال ثلاثة نشطاء خلال المسيرة في حيفا عندما هاجم ضباط شرطة سريون الحشد بعنف شديد بعد رؤية مراهق عابر جندريا يحمل العلم الفلسطيني. لقد وصل هذا الحراك السياسي المثلي العالمي المناهض للصهيونية وغسيلها الوردي والمناصر للقضية الفلسطينية عقر دارهم.

حماس هي داعش”
يقص فيديو “الهروب من حماس: قصة فارس”، حكاية شاب فلسطيني مقيم في رام الله، هدده والده بالقتل بعد افتضاح أمر ميوله الجنسية المثلية على منصة فيسبوك، في نهاية الفيديو يظهر شعار “حماس هي داعش” المستخدم بكثرة اليوم في البروبغاندا الإسرائيلية، هذا المقطع مأخوذ من الوثائقي الإسرائيلي “رجال غير مرئيين” المنتج عام 2012 بتمويل من الحكومة الإسرائيلية عن الصعوبات التي يواجهها المثليين الفلسطينيين في الضفة الغربية التي لا تحكمها حماس.

تنشر الصفحات الصهيونية مشاهد إعدام داعش للمثليين على شبكة الإنترنت بهدف ثنيهم عن الوقوف ضد الإبادة

هذا لا ينفي علاقة حماس بالتهديد الذي تعرض له فارس فحسب، بل يرجح تسبب الإسرايئليين به. بعد إنتاج هذا الوثائقي بسنتين نشرت صحف إسرائيلية وغربية اعترافات جنود الاحتلال من الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي حول تجسسهم على هواتف فلسطينيين وابتزازهم في حال ممارستهم لأي أمر غير مقبول مجتمعيا مثل الجنس خارج الزواج أو تعاطي الكحول أو ممارسة المثلية الجنسية وفضحهم في حال رفض العمل كجواسيس، وهو ما سبب العديد من المشاكل داخل المجتمع الفلسطيني، آخرها إعدام جاسوس فلسطيني السنة الماضية ابتزته المخابرات الإسرائيلية بعد أن صورته يمارس الجنس مع رجل دون علمه، وهددته بفضحه إن لم يتعاون معهم في اغتيال أشخاص من المقاومة الفلسطينية في نابلس.

في الماضي كانت البروبغاندا الإسرائيلية تتهم منظمة التحرير الفلسطينية بمعاداة المثليين لتبرر الحرب ضدها وبناء مستعمرات غير قانونية في الضفة الغربية وقمع الانتفاضات بشكل مستمر، استخدمت مستعمرة الاحتلال إعلامها والإعلام الأمريكي المساند لها، في نشر مقالين متشابهين بهذا المعنى، خلال معركتها ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وصف يوسي هاليفي في مقاله “أوضاع اللاجئين” المنشور عام 2002 إسرائيل بالحضن الدافئ للمثليين العرب، بعد وصفه لعمليات تعذيب المثليين من قبل السلطة الفلسطينية. ثم أعاد دافي برنستاين تدوير العبارات والقصص نفسها في مقاله “الفلسطينيون المثليون يعانون تحت حكم عرفات” المنشور بعد المقال الاول بشهر واحد فقط. بينما سخر التلفاز الإسرائيلي من قبلات ياسر عرفات على شاشاتهم ملمحين لمثليته الجنسية، بعد فرض سيطرتهم على السلطة الفلسطينية تناقصت هذه الاتهامات بشكل كبير وتحولت تجاه حماس في غزة.

عنوان منشورهم “تعرف على من تدعم” كفيل بالكشف عن الجمهور المستهدف، المثليون الداعمون لفلسطين، على الرغم من سريان نفس النقد الذي يوجهه ضد حماس على إسرائيل. إنهم يدعون بشكل معمم أن المثليين يضربون في شوارع غزة ويسرقون دون أن يتدخل الشرطة في حمايتهم. وهو ما يذكرني بعملية إطلاق النار ألإرهابي الذي حدث في جمعية للمثليين في تل أبيب عام 2009 قتل فيها مثليين وأصيب عشرة آخرين دون اعتقال الإرهابي الذي قام بها حتى اليوم، وهو ما استفز أهالي الضحايا فنشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل مقالا بعنوان “بعد عقد من الزمن، ما يزال أهالي ضحايا إطلاق النار في مركز المثليين ينتظرون أجوبة”.6

كذلك يقول المنشور أن المثليين في غزة مجبرون على الزواج قسرا وإخفاء ميولهم الجنسية بسبب رفض مجتمعاتهم لهم، كتلميح أن المجتمع الإسرائيلي أكثر أمنا وتقبلا. على الرغم من حدوث الأمر نفسه للمثليين عندهم. فقد ارتفعت الهجمات المعادية للمثلية في مستعمرة إسرائيل بحسب جمعيات مثلية إسرائيلية 54% في عام 2018 و36% في عام 2019 وطرد 315 شخص من بيوتهم بسبب عدم تقبل أهلهم لميولهم الجنسية وهوياتهم الجندرية في عام 2020، وفي عام 2021 قامت عصابة مكونة من 15 مستوطنا بضرب رجل مثلي حتى غاب عن الوعي.

ليظهر المنشور الأهم بينها وهو فيديو يبدأ بسؤال موجه للمثليين (الغايز) “ألم تتعبوا من برلين وبرشلونة؟ لنصنع وجهة سياحية جديدة، لنحول غزة إلى غايزا” مقدما دعوة للمثليين بزيارة غزة بشكل ساخر قائلا “لن تتمكن من مغادرتها”، مستعرضا مجموعة من المعلومات التقليدية حول “معاداة المثلية الفلسطينية” موبخا المثليين المناصرين للقضية الفلسطينية، وينتهي بعبارة “حماس هي داعش”. هذا الفيديو هو دعوة للموافقة على إبادة أهل غزة من قبل المثليين، وهذا يقترح خوف مستعمرة إسرائيل وحلفائها من تزايد التعاطف والتضامن المثلي العالمي مع القضية الفلسطينية، ومدى تأثير ذلك لدرجة أنهم في عمق الحرب يقومون بتمويل صفحة كهذه.

الخاتمة
هذا النص لا يهدف لتحديد المكان الأكثر “أمانا” للمثليين، بل كشف نفاق حسابات البروبغاندا الإسرائيلية المنتقدة للمواقف الفلسطينية تجاه المثلية الجنسية. وهذا يعود إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية إحدى أكثر الحكومات كرها للمثلية في تاريخهم، وقد رأينا العديد من المقالات المتهمة لنتنياهو بالنفاق، فهو مناصر للمثلية أمام الغرب ومتحالف مع معادي المثلية في “الوطن”، حيث نجد مجموعة من السياسيين الصهاينة المتطرفين في الحكومة الحالية، مثل رئيس الحكومة آفي ماعوز الكاره للعرب والنساء والمثليين بنفس القدر، والذي صرح أنه يريد منع مسيرة الفخر في القدس، أما وزير ماليته فهو بتسلئيل سموتريتش الذي وصف نفسه بحسب الصحيفة الإسرائيلية هآرتس أنه “فاشي كاره للمثلية” لكنه ناقش رجم المثليين وقال أنه رجمه لهم أمر مستبعد لكن طرحه للنقاش يبدو كافيا، هو نفسه من قال لفلسطيني الداخل أن وجودهم داخل مستعمرة الاحتلال غلطة لأن “بن غريون لم ينهي عمله” يعني في إبادتهم جميعا. أما وزير الأمن القومي الأشهر بينهم إيتمار بن غفير المنظم لمسيرة الحيوانات عام 2006 وهي مسيرة مناهضة لمسيرة الفخر المثلية، خرج فيها أتباعه مع ماعز وحمير مشبهين المثليين بالحيوانات تماما كما شبه وزير الدفاع الفلسطينيين “بالحيوانات البشرية”. وهو ما يؤكد عدم اكتراث الاحتلال الإسرائيلي لأمر المثليين الفلسطينيين على الإطلاق، بل هو يستهدفهم ويهددهم بشكل مباشر ويستغل ممارساتهم الجنسية في ترسيخ الفرقة داخل المجتمع الفلسطيني، والخلاصة لا يوجد مكان آمن تحت الاحتلال.

إن كان الطرفان معاديين للمثلية فمن غير المنطقي أن ندين بدعم طرف على حساب آخر وفق معيار “حقوق المثلية”، إن صح اتخاذه معيارا بسياق كهذا من الأصل، بل ربما من الأجدى النظر للأسباب الجذرية التي كونت الأحداث وموازين القوى التي تحكم الصراع اليوم، أعتقد أنه من البديهي أن حياة المثليين في غزة كباقي سكان غزة حياة مريرة، وهذا لا يجعل أرواحهم أقل أهمية وقابلة للإبادة. والحرب أمر معادي للمثلية بكل سياقاته، فقد فشلت طوال التاريخ في خلق عالم ملون بألوان القوس قزح.

العنصر المشترك بين كل ما نشرت البروبغاندا الصهيونية هو اختزال المقاومة في حماس، وخلق هذه الثنائية بين إما حماس أو إسرائيل، وكأن حماس مسيطرة على كل فلسطين وهي الجهة الفلسطينية الوحيدة المناهضة للاحتلال، هذه الثنايئة تتجاوز كونها مظللة وغير كويرية إلى كونها من أكثر المرات التي تبرز عبرها المطالبة بدعم التطهير العرقي كجزء من خطاب الغسيل الوردي، وبشكل مباشر كمحرك لقتل كل سكان غزة من أجل جعلها غايزا أو بعبارة أخرى مدينة للمثلين.

يجب أن يستمر هذا الضغط المثلي لإيقاف المذبحة، بل يجب على كل مثلي في العالم أن يعرف أن هذا النظام يرتكب اليوم مجزرة باسم حقوق المثليين، وهو ما يحتم على الجميع النزول إلى المظاهرات وممارسة الضغط والتعبير عن رفض هذا الفعل، والتواصل مع الجمعيات المثلية المعادية للغسيل الوردي والحرب للتعاون معها، والضغط على تلك التي لم تعلن عن رفضها للحرب حتى الآن، ومساندة المثليين الذين يطردون من عملهم أو يتعرضون للعنف بسبب موقفهم هذا، ومحاولة توثيق ذلك، وعقد النقاشات والمحاضرات والفعاليات وإنتاج المحتوى حول القضية والتوعية عنها، ورفض التمويلات من الجهات المتصهينة وارجاع التمويلات للموولين غير المعترفين بفظاعة ما ترتكبه المستوطنة فوق أراضينا. إن لم نقاوم فسيلطخون أيديكم بالدماء. 



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى