قضايا المرأةمنظمات حقوقية

. اعتادت جدتي أن تخبرني تلك القصة المؤلمة عندما كانت تعمل ككل نساء جيلها في الحص…


.
اعتادت جدتي أن تخبرني تلك القصة المؤلمة عندما كانت تعمل ككل نساء جيلها في الحصيدة في الأغوار الأردنية، حيث أرهقها النزيف بينما كانت حاملا في عمي الوحيد
قرر جدي اصطحابها إلى مستشفى أريحا حيث كانت البلاد العربية وحدة واحدة لا تفصلها الحدود
بقي جدي ينتظرها ثلاث أيام بلياليهن جالسا على كرسي بجانب سريرها قلقا على حالتها، فقد أجمع الأطباء أنها ستموت غالبا، وطلبوا منه إخبار عائلته في الأردن، اتصل جدي بالرقم الوحيد المتوفر آنذاك وهو لأحد شيوخ عشيرة (العدوان) والذي بدوره أخبر المراسيل، لكن لم يحضر سوى ٣ من أقاربها، ف أمها توفيت سابقا، ووالدها وبقية عائلتها مشغولون في حصد الحقول، ووفاة امرأة نتيجة مضاعفات الحمل والولادة والعمل الشاق في الحقول هو أمر معتاد آنذاك لا يستحق عناء السفر وترك الأطفال
لذا.. بقي جدي وحيدا
هناك خضعت جدتي لعمليتين جراحيتين في الرحم، لكنها حملت صدمات لم تشفى منها حتى اليوم
تتذكر فتقول: “توجه الأطباء نحوي وبدؤا ينزعون ملابسي بشراسة، شعرت أنني أتعرض للإغتصاب وليس لإجراء طبي فقاومتهم، توجه نحوي الطبيب الرئيسي فصفعني على وجهي مرتين وهو يقول: (هو احنا ما شفنا نسوان غيرك؟)، ثم غطاني بلوح من الثلج فقدت الوعي بعدها، عندما استيقظت أخبرته أنني أشعر بألم شديد، قال لي: (اسمعي.. انا ما بحب غنج النسوان) !
ثم توجه نحو جدي وقال له: (طلعتلك اياها بنت ١٤سنة)”
كان يقصد أنه قام بتضييق مهبلها تطوعا منه دون إذن من جدتي ولا طلب من جدي، تبكي وتتعجب كيف أنها بينما كانت تموت تاركة ورائها طفل وطفلة وزوجا هلعا، كان الطبيب مشغول بتضييق مهبلها، لتكتشف لاحقا أن هذا التضييق تسبب في آلام مضاعفة لها عند ممارسة الجنس، وهو ما جعل جدتي وجدي يتفقان على عدم إقامة هذه العلاقة لأشهر حتى تعتاد وضعها الجديد، كما أنها لم تستطع إتمام حمل لها، إذ أجهضت بعدها ٩ مرات حتى انقطعت قدرتها على الإنجاب

كانت هذه المرة الأولى التي سمعت بها عما يعرف اليوم ب #غرزة_الزوج، ورغم أنني ورثت عن جدتي مشكلة صحية متعلقة بالرحم وخضعت لعمليات واجراءات طبية تضمنت وصاية ذكورية إلا أنني اعتقدت أن #غرزة_الزوج لم تعد إجراءا ممارسا.. للأسف خاب ظني
فلم يعد هذا مجرد إجراء طبي ذكوري يجامل به أطباء -يفتقدون الوازع الأخلاقي المهني- رجال مجتمعهم في تضامن ذكوري واضح، بل نجد اليوم نساء يجبرن على إجراءه من قبل أزواجهن وإلا هددن بالطلاق ومورس ضدهن العنف !

وعن ذلك كتبت الزميلة #سارة_جمال مقالها (غرزة الزوج.. جريمة على طاولة الولادة) على موقع مبادرة @sharikawalaken كتحليل نسوي لأحد أشكال #العنف_التوليدي ضد النساء

كتابة: @emy_dawud

.
اعتادت جدتي أن تخبرني تلك القصة المؤلمة عندما كانت تعمل ككل نساء جيلها في الحصيدة في الأغوار الأردنية، حيث أرهقها النزيف بينما كانت حاملا في عمي الوحيد
قرر جدي اصطحابها إلى مستشفى أريحا حيث كانت البلاد العربية وحدة واحدة لا تفصلها الحدود
بقي جدي ينتظرها ثلاث أيام بلياليهن جالسا على كرسي بجانب سريرها قلقا على حالتها، فقد أجمع الأطباء أنها ستموت غالبا، وطلبوا منه إخبار عائلته في الأردن، اتصل جدي بالرقم الوحيد المتوفر آنذاك وهو لأحد شيوخ عشيرة (العدوان) والذي بدوره أخبر المراسيل، لكن لم يحضر سوى ٣ من أقاربها، ف أمها توفيت سابقا، ووالدها وبقية عائلتها مشغولون في حصد الحقول، ووفاة امرأة نتيجة مضاعفات الحمل والولادة والعمل الشاق في الحقول هو أمر معتاد آنذاك لا يستحق عناء السفر وترك الأطفال
لذا.. بقي جدي وحيدا
هناك خضعت جدتي لعمليتين جراحيتين في الرحم، لكنها حملت صدمات لم تشفى منها حتى اليوم
تتذكر فتقول: “توجه الأطباء نحوي وبدؤا ينزعون ملابسي بشراسة، شعرت أنني أتعرض للإغتصاب وليس لإجراء طبي فقاومتهم، توجه نحوي الطبيب الرئيسي فصفعني على وجهي مرتين وهو يقول: (هو احنا ما شفنا نسوان غيرك؟)، ثم غطاني بلوح من الثلج فقدت الوعي بعدها، عندما استيقظت أخبرته أنني أشعر بألم شديد، قال لي: (اسمعي.. انا ما بحب غنج النسوان) !
ثم توجه نحو جدي وقال له: (طلعتلك اياها بنت ١٤سنة)”
كان يقصد أنه قام بتضييق مهبلها تطوعا منه دون إذن من جدتي ولا طلب من جدي، تبكي وتتعجب كيف أنها بينما كانت تموت تاركة ورائها طفل وطفلة وزوجا هلعا، كان الطبيب مشغول بتضييق مهبلها، لتكتشف لاحقا أن هذا التضييق تسبب في آلام مضاعفة لها عند ممارسة الجنس، وهو ما جعل جدتي وجدي يتفقان على عدم إقامة هذه العلاقة لأشهر حتى تعتاد وضعها الجديد، كما أنها لم تستطع إتمام حمل لها، إذ أجهضت بعدها ٩ مرات حتى انقطعت قدرتها على الإنجاب

كانت هذه المرة الأولى التي سمعت بها عما يعرف اليوم ب #غرزة_الزوج، ورغم أنني ورثت عن جدتي مشكلة صحية متعلقة بالرحم وخضعت لعمليات واجراءات طبية تضمنت وصاية ذكورية إلا أنني اعتقدت أن #غرزة_الزوج لم تعد إجراءا ممارسا.. للأسف خاب ظني
فلم يعد هذا مجرد إجراء طبي ذكوري يجامل به أطباء -يفتقدون الوازع الأخلاقي المهني- رجال مجتمعهم في تضامن ذكوري واضح، بل نجد اليوم نساء يجبرن على إجراءه من قبل أزواجهن وإلا هددن بالطلاق ومورس ضدهن العنف !

وعن ذلك كتبت الزميلة #سارة_جمال مقالها (غرزة الزوج.. جريمة على طاولة الولادة) على موقع مبادرة @sharikawalaken كتحليل نسوي لأحد أشكال #العنف_التوليدي ضد النساء

كتابة: @emy_dawud

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

‫15 تعليقات

  1. إذا بناء على طلبها وين المشكلة اصلا اغلب اللي بيولدوا ولاده طبيعيه بيصير عندهم توسع و هم نفسهم بيطلبوا تضييق المنطقه ومنهم حتى بدون ما يرجعوا لأزواجهم

  2. يا الله شو كنت بسأل ليش بعملو جراحة لهالمكان بعد الولادة الطبيعية بس ما حدا عطاني الصافي خاصة بس اسأل انو اسمها ولادة طبيعية ليش بتستدعي قص و تقطيب ،طب معقول انهم بعملو قص تحت عباءة ان تيسير للولادة و بعدها يقطبو للمقاصد جن*ية ،لو جد هيك المقصد جد ما هتخطى جددد كمية المرض وانو النساء راضيين بهيك شي

  3. ك طبيب أتحدث، أي اجراء طبي في أي دولة يجب اخذ موافقة مستنيرة من المريض/ة طالما هو/هي قادر. أي اجراء عدا عن ذلك يعتبر تعدي على حقوق المريض/ة مهما كان الإجراء بسيط او معقد. تتلمذت منتصف دراستي بالاردن و الجزء الاكلينيكي خارجها، وتعلمنا حتى ان تأخذ موافقة حتى على “لمس” أي مريض/ة حتى ب غرض الفحص الطبي و يحق للمريض/ة رفض أي جزء او كامل الإجراء وحتى بعد اعطاء الموافقة لو اراد/ت! يعني لو امرأة اعطت موافقة وغيرت رايها بعد ذلك حتى لو انها بس توترت او بطلت او خافت، بدك تحترم القرار وتتراجع! وإلا فعلا يصبح مشهد قريب للاغتصاب او الاكراه. على الرغم من انه هناك بعض الموافقات الضمنية مثلا مريض/ة قدم للعلاج الى عيادة خاصة، ف ضمنيا الفحص الطبي موافق عليه. لكن العتب على الأخلاق الطبية، كل ما ذكر بالمنشور لا ينتمي لمجتمع الأطباء وواضح فيه المخالفة والتخلف وهؤلاء الفئة الصغيرة الذين لا يتمتعوا بالاخلاق الطبية بصراحة “بلا منهم ومن علمهم و الطب تبعهم كله”. وللعلم، حتى العمليات القيصرية التي تجرى دون “حاجة طبية مرضية” تعتبر تعدي على الطب واخلاقه، وهناك الكثير ممن يقوموا بتلك العمليات إما نزولا عند رغبة الزوج لوحده فقط لضمان استمرارية المتعة، او لسبب تحصيل المال كونها مكلفة اكثر من الولادة الطبيعية كلها تعد تعدي على اخلاق الطب و اساس الطب نفسه وهدفه. يحق ل أي مريض/ة مقاضاة الطبيب لكن للأسف عندما تصادق بتوقيع على موافقة مستنيرة وخاصة خطيا قبل العمليات نزولا عند رغبة الزوج/ة مثلا او الاهل او او (على عكس رغبة المريض/ة) يفقد حقه/ا القانوني. لذلك الأساس والخلل هو بتمكين الأصوات الخافتة وبناء الوعي بشكل عام وخصوصا بالمجتمعات المهمشة، هؤلاء من أطفال ومن نساء وذلك يبدأ عندي بالعيادة عند الاصرار على ان الطفل يتحدث لي ك طبيبه عن شكواه وليس ألاهل (خاصة عند عملي مع اللاجئين او الفئات المهمشة) هناك الكثير من القصص التي تشعرك بأنك تعيش بال ١٧٠٠ وليس بعصرنا الحالي.

  4. الموضوع لا يقتصر على هذا الموضوع، ففي طفلات منعو من اللعب بصغرهم خوفا من انها توقع وتجرح ركبتها، كل حياة وشكلها النساء هي لارضاء الرجل، مثل ازالة شعر والرجيم وانزال الوزن

  5. في دول متطورة حقوقيا.. كان فتح تحقيق مع هذا الطبيب المجرم و معاقبته حتى و هو ميت اخر شي شطب اسمه من سجل الاطباء و يصبح عار للمهنة و يسمع به كل من يدرس الطب بعده جيل بعد جيل!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى