قضايا الطفل

الحقيقة المخفية: زواج الأطفال حول العالم

زواج القاصرات حقيقة مظلمة مستمرة في جميع أنحاء العالم ، وغالبًا ما تكون مخفية عن الأنظار العامة. هذه الممارسة ، التي تنطوي على تزويج الأطفال دون سن 18 ، هي انتهاك لحقوق الإنسان ولها عواقب وخيمة على كل من الفتيات والفتيان. في هذا المقال ، سوف نستكشف الواقع الخفي لزواج القاصرات في أجزاء مختلفة من العالم ، مع نظرة مركزة على الوضع في الجزائر.

أسئلة وأجوبة:

س: ما هو زواج القاصرات؟
ج: يشير زواج القاصرات إلى زواج أو اتحاد أفراد تقل أعمارهم عن 18 عامًا ، وعادة ما يكون ذلك زواجًا بين فتاة ورجل أكبر سنًا. إنها ممارسة ثقافية وتقليدية عميقة الجذور ، منتشرة في العديد من المجتمعات حول العالم.

س: لماذا يحدث زواج القاصرات؟
ج: يحدث زواج القاصرات بسبب مجموعة من العوامل ، بما في ذلك الفقر وعدم المساواة بين الجنسين ونقص التعليم والأعراف الثقافية والاجتماعية. في بعض الحالات ، قد تتزوج العائلات أطفالها لتخفيف الأعباء الاقتصادية أو تأمين التحالفات.

س: ما هي عواقب زواج القاصرات؟
ج: زواج القاصرات له عواقب بعيدة المدى على الرفاه الجسدي والعاطفي والاجتماعي لمن يشاركون فيه. غالبًا ما تعاني العرائس من الأطفال من الحمل المبكر ، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية لكل من الأم والطفل. كما أنهن أكثر عرضة للتسرب من المدرسة ، مما يحد من فرصهن في المستقبل ويؤدي إلى استمرار دورة الفقر. الفتيات اللاتي يُجبرن على الزواج معرضات أيضًا للعنف المنزلي ولديهن مخاطر أكبر للتعرض لمشاكل الصحة العقلية.

س: هل زواج القاصرات مقصور على الفتيات؟
ج: بينما يؤثر زواج القاصرات في الغالب على الفتيات ، يمكن أن يكون الأولاد أيضًا ضحايا لهذه الممارسة. ومع ذلك ، تتأثر الفتيات بشكل غير متناسب بسبب التمييز بين الجنسين والأعراف المجتمعية التي تقلل من قيمة حقوقهن وإمكانياتهن.

الآن ، دعونا نركز على الواقع الخفي لزواج القاصرات في الجزائر. في حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة ، فمن المقدر أن حوالي 9٪ من الفتيات في الجزائر يتزوجن قبل سن 18 عامًا. في بعض المناطق الريفية ، يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 23٪. تكشف هذه الأرقام عن وضع مؤلم للفتيات الصغيرات داخل البلاد.

زواج القاصرات في الجزائر متجذر بعمق في الأعراف الثقافية والتقليدية. في حين أن الحد الأدنى للسن القانونية للزواج هو 19 للأولاد و 18 للفتيات ، يمكن إجراء استثناءات بموافقة الوالدين. تسمح هذه الثغرة القانونية باستمرار زواج القاصرات ، حيث يجوز للأسر الموافقة على تزويج بناتها القاصرات.

كما يساهم الفقر والعوامل الاقتصادية في انتشار زواج القاصرات في الجزائر. قد تنظر العائلات التي تعيش في فقر إلى زواج القاصرات كوسيلة لتخفيف العبء المالي عليها. ويصدق هذا بشكل خاص في المناطق الريفية ، حيث يؤدي الافتقار إلى فرص التعليم والعمل إلى تفاقم الوضع.

عواقب زواج القاصرات وخيمة وطويلة الأمد. الفتيات الصغيرات اللائي يتم تزويجهن في سن مبكرة غالباً ما يُسرقن من طفولتهن وتعليمهن. بدلاً من الذهاب إلى المدرسة والسعي وراء أحلامهم ، يضطرون إلى تحمل مسؤوليات الكبار ، بما في ذلك الأعمال المنزلية والإنجاب. هذا لا يعيق نموهم الشخصي فحسب ، بل يؤدي أيضًا إلى استمرار دورة الفقر داخل أسرهم.

تواجه العرائس القاصرات في الجزائر مخاطر صحية كبيرة. تشكل حالات الحمل والولادة المبكرة تهديدًا لكل من الأم والطفل. من المرجح أن تتعرض هؤلاء الفتيات لمضاعفات أثناء الحمل وقد لا يتلقين رعاية كافية قبل الولادة. قد يفتقرون أيضًا إلى المعرفة والموارد اللازمة لتربية الطفل ، مما يؤدي إلى مزيد من قضايا الصحة والتنمية.

علاوة على ذلك ، يحرم زواج القاصرات في الجزائر الفتيات من حقوقهن ويكرس عدم المساواة بين الجنسين. عندما يتم تزويج الفتيات ، غالبًا ما يحرمن من فرصة المشاركة الكاملة في المجتمع. من المرجح أن يتعرضوا للعنف المنزلي ويحرمون من حقهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم.

تتطلب معالجة قضية زواج القاصرات في الجزائر مقاربة متعددة الأوجه. يلعب التعليم دورًا مهمًا في كسر حلقة زواج القاصرات. من خلال تزويد الفتيات بإمكانية الحصول على تعليم جيد ، يتم تمكينهن من اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن مستقبلهن. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للجهود المبذولة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسر أن تساعد أيضًا في الحد من انتشار زواج القاصرات.

من الضروري أن تقوم الحكومات بفرض وتعزيز القوانين ضد زواج القاصرات ، بما في ذلك رفع الحد الأدنى لسن الزواج وإلغاء الاستثناءات. يجب عليهم أيضًا الاستثمار في البرامج التي ترفع الوعي بالآثار الضارة لزواج القاصرات وتقديم الدعم للضحايا.

تلعب المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية أيضًا دورًا مهمًا في مكافحة زواج القاصرات في الجزائر وحول العالم. من خلال العمل مع المجتمعات المحلية ، يمكنهم رفع مستوى الوعي وتقديم خدمات الدعم والدعوة لتغيير السياسات.

زواج القاصرات حقيقة خفية تستمر في حرمان الأطفال من طفولتهم وإمكاناتهم. إنه انتهاك لحقوق الإنسان ويديم عدم المساواة بين الجنسين والفقر. وبينما تم إحراز تقدم في معالجة هذه القضية ، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. من خلال توحيد الجهود ، يمكننا إنشاء عالم حيث تتاح لكل طفل فرصة الازدهار وتحقيق أحلامه.

ندى الاهدل
ناشطة حقوقية ورئيس مؤسسة ندى البريطانية

Nada Alahdal

Nada Foundation

for the Protection of Girls

ندى الاهدل

Human Rights Activist ناشطة حقوقية ومدافعة عن زواج القاصرات https://nadaalahdal.com/social-media

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى