قال: لم أَرَ امرأةً مثلك أبدًا.
قلتُ: لماذا؟ قال: النساء دائمًا يخفين مشاعِرَهن أو ملامحَهن بستائر كثيفة مصنوعة، أما أنتِ فلا تُخْفِين شيئًا، حتى وجهك لم تضعي عليه المساحيق!
قلتُ: أنا أحب حقيقتي، أثق فيها ولا أستطيع إخفاءها.
قال: أنا أحب المرأة الصريحة الصادقة.
قلتُ: كثيرٌ من الرجال يعتقدون أن الصراحةَ تُفسِد أنوثةَ المرأة …
إنهم يحبون المرأةَ المتخفية المراوِغة فيمارسون معها غريزةَ المطارَدة والصيد.
قال: إنهم لا يفهمون من المرأة شيئًا سوى أنها متعة حسية.
قلتُ: قليلٌ من الرجال مَن يفهم أنوثةَ المرأة الذكية ذات الشخصية القوية.
قال: أعتقد أن المرأة مهما بلغ جمالُ جسمها فإنها تفتقد الأنوثةَ إذا كانت غبيةً أو ضعيفةَ الشخصية أو متصنِّعةً أو كاذبة.
قلتُ: وماذا عن الرجولة؟
قال: معظم النساء لا يعرفْنَ عن الرجولة شيئًا سوى أنها كفاءة الرجل الجنسية.
قلتُ: الرجل في رأيي يفتقد الرجولةَ مهما بلغَتْ كفاءته الجنسية إذا كان غبيًّا أو ضعيفَ الشخصية أو متصنِّعًا أو كاذبًا.
ونظر إليَّ طويلًا وقال: أين كنتِ كلَّ هذه السنين؟
– كنتُ مشغولةً بالبحث.
– عن أي شيء؟
– عن كل شيء.
– أَلَمْ تنالي ما تريدين؟
– الذي أريده لم أَنَلْه أبدًا.
– نحن لا نحصل على كل شيء في الحياة.
– عشتُ في حرمان دائم.
– الحرمان يجعل أوتارَ أعصابنا مشدودةً نستطيع عليها العزفَ، أما الإشباع فيجعلها ترتخي فلا تخرج لحنًا.
من كتاب :مذكرات طبيبة لنوال السعداوي
#المرأة_إنسان