الفارق بين الشخص البسيط والشخص متسع المدارك أن البسيط لا يرى…


الفارق بين الشخص البسيط والشخص متسع المدارك أن البسيط لا يرى أبعد من أرنبة أنفه. ما دامت “أرنبة أنفه” بخير، فالدنيا بخير. أما بلاوى غيره فلا تعنيه. “أنا مالى وما للفقراء والغلابى. لهم رب يرعاهم.” وفى مثلٍ شعبي فظٍ قال جحا “مادام بعيد عن **ظى – ما يهمنيش!” والبسطاء الأنانيون هم أغلبية البشر، لذلك فشلت التجارب الإشتراكية، ولذلك قتل القدماء السيد المسيح، ولذلك إنتخب المحدثون دونالد ترامب.

ولنفس السبب يقول بعض المصريين إن مصر كانت فى رغد أيام الملك. والحقيقة هي أنهم هم وعائلاتهم كانوا فى رغد. وفى نظرهم مصر هي هم وعائلاتهم والوسط الذى كانوا يعيشون فيه. أما ال ٩٥% من الحفاة والعراة والجياع، فلا يُحسبون. سخرهم الله لنا لكي نستعملهم كخدم وجناينيه. وإذا أنّبَتْنا ضمائرنا نعطيهم بعض الصدقات والحسنات. لكنهم ليسوا مثلنا … ليسوا مصريين.

وحتى الحسنات والصدقات لا نعطيها لأننا طيبين عطوفين، بل لأنها تذكرتنا لدخول الجنه، (أو لتخفيض المستحقات الضريبية فى أمريكا.) أي أن الصدقة أيضاً هي مجرد تعبير آخر عن الأنانية والمصلحة الذاتية. (ألم أقل فى البداية إن معظم الناس بسطاء العقول؟)

لكن كفانا مواعظ! خلينا فى البيانات والأرقام! إبحث عن إحصائيات الأمم المتحدة لعام ١٩٥٠. ستجد أن متوسط دخل الفرد فى مصر كان أوطى من غانا ونيچيريا وعدد آخر من أفقر بلدان العالم. وإذا إستمريت بعد هذا فى الإصرار على أن المصريين كانوا يعيشون فى نعيم أيام الملك، فلن أجادلك لأنه لاتوجد بيننا لغة مشتركة نتجادل بها.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version