إستولى جمال عبد الناصر على حكم مصر بالقوه. هذا صحيح، ……


إستولى جمال عبد الناصر على حكم مصر بالقوه. هذا صحيح، … وكذلك فعل محمد على، وسليم الأول، وقايتباى، والظاهر بيبرس، وقلاوون، وبرقوق، وصلاح الدين أيوب، والمعز لدين الله، وأحمد بن طولون، وعمرو بن العاص، وبطليموس الأول، و … و … و …

ولماذا نقصر الحديث على مصر؟ هكذا إستولى على الحكم أيضاً ويليام الفاتح، وچيمس الخامس، و هنرى الرابع، وكلوڤيس، و أبو العباس السفاح، والخليفه المأمون، و … و …. كل واحد من هؤلاء طرد الحاكم الذى كان قبله (وقتله فى أغلب الأحوال) وإستولى على الحكم ثم أقنع الغنم أن هذا حدث بترتيب إلهى. وصدقه الغنم وقالوا إن الملوك يحكمون بأمر الله. (واحد منهم سمى نفسه بالفعل هكذا – “الحاكم بأمر الله”.)

هذا لا يعنى أننى أدافع عن إغتصاب الحكم. إطلاقاً. إنما أرمى بهذا التعليق إلى كشف من “مسكوها” على عبد الناصر وكأنه فعل فعلة لم يفعلها أحد فى تاريخ مصر الطويل. كل من ذكرتهم فعلوها وعشرات غيرهم. فعلوها لمصلحتهم و ورّثوها لأبنائهم كأنها ضيعة. هو فعلها وقلبه على بلده، ومات فقيراً ولم يورث مصر لإبن ولا لبنت. غيره هُزِم وقال إنتصرت (وصدقه البسطاء). أما هو فهُزِم وقال هُزمت.

وهذه أيضاً “مسكوها” عليه، وكأن مصر لم تكن قبله تعرف سوى الإنتصار. والحقيقة أنها منذ هزيمتها أمام قمبيز الثانى سنة ٥٢٥ ق.م. لم تعرف نصراً عسكرياً واحداً. نقطه! آخر الجمله! بعد أن هزم قمبيز الفارسي مصر و إحتلها، هزمها وإحتلها الاسكندر المقدونى، ثم چوليوس قيصر الرومانى، ثم أكتافيوس قيصر، ثم عمرو بن العاص (٣ مرات)، ثم إستولى عليها أحمد إبن طولون التركى، ثم جوهر الصقلى المغربى، ثم صلاح الدين أيوب الكردى، ثم إستعبدها مماليك كانوا هم أنفسهم عبيد، ثم هزمها وإحتلها السلطان سليم التركى، ثم ناپليون بوناپارت الفرنسى، ثم نكِرَة تركي آخر، ثم نكِرَة إنجليزى، إلخ …

فى كل هذه الهزائم كان المنتصر يأخذ البلد بأكملها (وليس سيناء فقط،) ويستعبد أهلها ويستنزف خيرها عقوداً أو قرون. كل هذا على قلوبهم عسل وسكر معقود، ولا تضايقهم سوى هزيمة جمال عبد الناصر.

(لا شك أن البعض سيصحح “أخطائى” ويشير إلى إنتصارات مصر ضد المغول فى عين جالوت وضد الصليبيين فى فلسطين والمنصوره. هذا حدث فعلاً ولم يكن لمصر أي دخل فيه. القادة والمحاربون فى تلك المعارك كانوا كلهم من الأتراك والأكراد الذين كانوا يحتلون مصر وكانوا يدافعون عن البقرة الحلوب ضد دخيل يريد أن يأخذها منهم.)

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version