قضايا المرأةمنظمات حقوقية

الجزء (١): في الستينيات أحب أبي ابنة جيرانهم الأرمنية وشريكته في الصف، وحالت “لع…


الجزء (١):
في الستينيات أحب أبي ابنة جيرانهم الأرمنية وشريكته في الصف، وحالت “لعنة الدم” دون أن يكونا بطلي عرس مهيب في الحي فهرب بها إلى لبنان، وهناك بقي مقاتلاً في صفوف إحدى الفصائل إلى أن توفيت ماري وابنهما يعرب في قصف إسرائيلي
حمل جثمانيهما وعاد إلى سوريا ليدفنهما هناك، لكن عائلة ماري كانت قد هربت نحو دولة أوروبية بعد أن أنهكتها عيون أبناء المدينة وهي ترجم العائلة بالعار، وهو عار ما كان ليمحى إلا ودم “ماري” يسيل على سكين أحد إخوتها الثلاثة
ظل والدي منذ حينها بانكسار دائم، فهو يميل إلى العزلة حتى بعد انشغاله بعائلة أسسها وأمي ولم أعرف قبل وفاته ودخولي والشيخ لمتابعة طقس غسله والكفن أن في جسده أثراً لأربع رصاصات قديمة

🔴 كيف لقوانين دولة ترى أنه من الإلزامي في مكان أن المسيحي ملزم بإعلان إسلامه إن عشق مسلمة، مايعني أن القوانين وأحاديث الشخصيات الدينية عن التسامح وقبول الآخر، ما هي إلا دجل صريح أمام الكاميرات، وعند أول حالة عشق يختفي التسامح

هل لزاماً على كل مسيحي أراد الزواج من مسلمة أن يغير دينه إرضاء للقوانين؟! بينما يعرف القانون والجميع أنه لن يعتنقه في قلبه وإنما فقط ورقياً، فلماذا تشجيع الناس على التظاهر بغير الحقيقة؟ وبأي حق يفرض على الرجل تبديل قناعاته، وتغيير دينه الذي لم يختره في المرة الأولى حتى، والآن يفرض عليه في المرة الثانية أيضاً؟

إن أصل المشكلة التي عاشها أبي وعشتها من بعده، هي ببساطة الموروث المجتمعي القائم على جعل القتل رد الفعل الأبسط لإنهاء أي حكاية عشق تحاول التمرد. فكيف سأصدق مثلاً أن شيخاً يدخل كنيسةً في مناسبة سياسية، أو قديساً يتحدث عن أخوة الهلال والصليب، سيمتنعان عن تزويجي بمن أحب إن كانت مختلفة عني دينياً، بل وسيعدان هذا العشق كفراً مباحاً!

لا داعي لإقامة الجدران والأسوار العالية بين دين وآخر، ولا داعي لرسم متاهة مختلفة لكل دين، ومن ثم تترك الشعوب تتعارك بينما كلها توصل إلى النهاية ذاتها (الله)
أليس هذا كله يصب في مصلحة من يريد السيطرة على الشعوب على مبدأ (فرق تسد)؟
هكذا الأمر! بدل أن يشجعوا الناس على المحبة والعلاقات السوية!

لو أن حراكاً مدنياً يولد بشكل عملي، يبدأ من نقطة صفر هي محاولة إقناع رجال الدين بخلق خطاب متوازن لا يقصي الآخر، ولا يكفره بما يجعل الحديث عن تآخي الهلال والصليب حديثاً معمولاً به في دور التعبد، وألا تكون تغذية الكراهية أساساً لاستمرارية سطوة رجال الدين على المجتمعات، ربما سيكون ثمة مجتمع مدني ولو بعد سنوات طويلة. وذلك لأن معالجة جذر المشكلة هو المطلوب، لا تقليم الفروع التي يمكن لها أن تنمو مجدداً

يتبع..

الجزء (١):
في الستينيات أحب أبي ابنة جيرانهم الأرمنية وشريكته في الصف، وحالت “لعنة الدم” دون أن يكونا بطلي عرس مهيب في الحي فهرب بها إلى لبنان، وهناك بقي مقاتلاً في صفوف إحدى الفصائل إلى أن توفيت ماري وابنهما يعرب في قصف إسرائيلي
حمل جثمانيهما وعاد إلى سوريا ليدفنهما هناك، لكن عائلة ماري كانت قد هربت نحو دولة أوروبية بعد أن أنهكتها عيون أبناء المدينة وهي ترجم العائلة بالعار، وهو عار ما كان ليمحى إلا ودم “ماري” يسيل على سكين أحد إخوتها الثلاثة
ظل والدي منذ حينها بانكسار دائم، فهو يميل إلى العزلة حتى بعد انشغاله بعائلة أسسها وأمي ولم أعرف قبل وفاته ودخولي والشيخ لمتابعة طقس غسله والكفن أن في جسده أثراً لأربع رصاصات قديمة

🔴 كيف لقوانين دولة ترى أنه من الإلزامي في مكان أن المسيحي ملزم بإعلان إسلامه إن عشق مسلمة، مايعني أن القوانين وأحاديث الشخصيات الدينية عن التسامح وقبول الآخر، ما هي إلا دجل صريح أمام الكاميرات، وعند أول حالة عشق يختفي التسامح

هل لزاماً على كل مسيحي أراد الزواج من مسلمة أن يغير دينه إرضاء للقوانين؟! بينما يعرف القانون والجميع أنه لن يعتنقه في قلبه وإنما فقط ورقياً، فلماذا تشجيع الناس على التظاهر بغير الحقيقة؟ وبأي حق يفرض على الرجل تبديل قناعاته، وتغيير دينه الذي لم يختره في المرة الأولى حتى، والآن يفرض عليه في المرة الثانية أيضاً؟

إن أصل المشكلة التي عاشها أبي وعشتها من بعده، هي ببساطة الموروث المجتمعي القائم على جعل القتل رد الفعل الأبسط لإنهاء أي حكاية عشق تحاول التمرد. فكيف سأصدق مثلاً أن شيخاً يدخل كنيسةً في مناسبة سياسية، أو قديساً يتحدث عن أخوة الهلال والصليب، سيمتنعان عن تزويجي بمن أحب إن كانت مختلفة عني دينياً، بل وسيعدان هذا العشق كفراً مباحاً!

لا داعي لإقامة الجدران والأسوار العالية بين دين وآخر، ولا داعي لرسم متاهة مختلفة لكل دين، ومن ثم تترك الشعوب تتعارك بينما كلها توصل إلى النهاية ذاتها (الله)
أليس هذا كله يصب في مصلحة من يريد السيطرة على الشعوب على مبدأ (فرق تسد)؟
هكذا الأمر! بدل أن يشجعوا الناس على المحبة والعلاقات السوية!

لو أن حراكاً مدنياً يولد بشكل عملي، يبدأ من نقطة صفر هي محاولة إقناع رجال الدين بخلق خطاب متوازن لا يقصي الآخر، ولا يكفره بما يجعل الحديث عن تآخي الهلال والصليب حديثاً معمولاً به في دور التعبد، وألا تكون تغذية الكراهية أساساً لاستمرارية سطوة رجال الدين على المجتمعات، ربما سيكون ثمة مجتمع مدني ولو بعد سنوات طويلة. وذلك لأن معالجة جذر المشكلة هو المطلوب، لا تقليم الفروع التي يمكن لها أن تنمو مجدداً

يتبع..

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

‫8 تعليقات

  1. زواج المسلمة من غير مسلم حرام لان اطفال يصيرون على ديانة الاب ويقل عدد المسلمين لازم الأب يصير مسلم أو الاطفال يصيرو مسلمين حفاضا على نسل المسلمين هذا الي اعرفة بدون هجوم

  2. غريبة الردود على البوست واعتباره هجوم على الدين! البوست عن حقوق الافراد اذا قرروا يعملوا شي خارج اطار العرف والدين… عن حق الافراد في الزواج من شخص من ديانة مختلفة.. عن ردة فعل رجال الدين والمجتمع في ارغام الافراد ومنعهم، او معاقبتهم اذا جرأ احدهم (والارجح بقتل المرأة وغسل العار!!)
    الفانون المدني لازم يكفل الحرية الشخصية حتى لو ضد الدين.. اذا الافراد خالفوا دينهم، هذا امرهم وبينهم وبين ربهم، مش مسؤولية المجتمع يحط حاله محل الرب ويحكم ويعاقب باسم الدين… في مليون امر ديني آخر لا يتبع من قبل الافراد وما حدا سائل، ليش هاي مدقرين عليها وصارت ركن ديني رح يهد العقيدة؟

  3. هالشي مش البشر يلي حطو قانونو ، معلوم في الدين الاسلامي ممكن الرجل المسبم يتزوج مسيحية وتضل على دينها عادي لانو الاطفال يتبعون الاب بالنهاية ولكن العكس لا يمكن ، يعني المراة ما فيها تتزوج مسيحي لانو الاطفال بتبعو للاب ، وهالشي مش احنا يلي حطيناه ، هاد من رب العالمين و تعاليم النبي عليه السلام ، اوك حلوة فكرة النسوية وجدا كمان ، وبنعترف حقنا مهضوم بالمجتمع الذكوري. ولكن في شغلات ما فينا نلعب فيها لانها شيء الهي ❤️

  4. انا معكم ب كل شي الا هون ما اله داعي نلعب بالدين بالديانه الإسلاميه حرام البنت تتزوج من غير ديانتها ما نحلل يلي ربنا حرمه.. بس مثلا احكوا عن القضايا لما وحده مسيحيه تيجي تتزوج مسلم والمصايب يلي بتصير تلحق وراها من اهلها وكيف ممكن نحل هاي المشكله امّا نصير نغير بالدين والقضايا الدينيه ونسميها قانون هون كتير غلط

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى