قضايا المرأةمنظمات حقوقية

. حين كنت مراهقة، أبحث بفضول في صور العائلة وأوراقها وأسرارها، وجدت صورًا وضعتها…


.
حين كنت مراهقة، أبحث بفضول في صور العائلة وأوراقها وأسرارها، وجدت صورًا وضعتها ماما جانبًا ودفاتر مذكرات مزركشة وأوتوغراف، على الأغلب لم يكن يحق لي أن أقلب فيها، ولكني فعلت. ماما، التي تجاوز عمرها الستين، ما زالت تحتفظ بصورها من رحلاتها مع صديقاتها حين كانت في العشرين، ترتدي فيها بنطال شارلستون وقميصًا ملونًا، يرقصن ويغنين ويجبن المدن، ويكتبن رسائلهن اللطيفة عن صداقات كانت ستدوم إلى الأبد.

تتذكرهن هي واحدة واحدة، لكني لا أعرف أيًا منهن. لم أتساءل قبلها لما ليس لأمي صديقات تزورنا، ظننت أن كل الأمهات كذلك؛ وحيدات. لا تعرف ما حل بهن.

أقارب اليوم على الثلاثين، وأدرك الآن أنها قضت سنينها دونهن لأن العالم حولها لم يعط أولوية لتلك الصداقات، وافترض أن نساء جيلها عليهن فناء حياتهن من أجل العائلة فقط، ولحظات الفرح والرقص ورسائل المودة تلك كلها ثانوية. ثم إنهن لم يكن لديهن سلطة حقيقية على حياتهن الاجتماعية، فتخلين عنها وعن أنفسهن تدريجيًا.
كما أن المجتمع يلقننا، أن النساء لا يستطعن تطوير صداقات حقيقية بسبب تنافسية سامة ما، وغيرة وحسد، ويرددون أن المرأة عدوة المرأة صبحًا وعشاء. وبالفعل، تجدنا أحيانًا نشعر بالتهديد من النساء الأخريات بفعل هذه الصور النمطية، الحقيقة أنه ليس أصيلًا فينا، ومن تجد نفسها في صداقة ذات معنى أو في مجموعة نسائية داعمة، ستفهم أننا لسنا كذلك جوهريًا؛ بل على العكس تمامًا.

تتساءل كاتبة كندية في مقال عما لو كانت حياتنا ستتحسن لو جاورنا أصدقاءنا. لو كانت النزهة معهم في الحي على بعد مكالمة واحدة، وحفلات العشاء دون عناء التنسيق المطول. أو لو كانوا على استعداد للقيام بدور العائلة، والاعتناء بالأطفال أو المساعدة في أعمال المنزل.
فكرت مليًا بما كتبته، وتذكرت أن للنساء في مجتمعاتنا العربية مقاربة مختلفة؛ نحن لا نجاور الصديقات بالضرورة، بل اعتدنا مصادقة الجارات. تتبادل الجارات الزيارات تقليديًا، دون تنسيق، ويجتمعن دائمًا، لتكون “قعدات النسوان” منفسهن الوحيد للصداقات اللواتي حرمن منها، ومتسعًا ليكن حاضرات في المجال العام، فيشاركن أخبار الحي، وآراءهن، ويطمئن على المرضى ويواسين الفاقدين ويباركن للناجحين. تغدو الأم منهن أمًا لكل أطفال الجيران الذين يلعبون حذا منزلها، وأختًا وبئر أسرار لأخواتها جميعًا.
وبين الاحتمالين، ضعنا نحن. لم تعد علاقات الجيرة بمعناها التقليدي، والصداقات أصبحت أعقد كثيرًا من نزهة نرتبها سريعًا.

كتابة: #لما_رباح على @khateera__
المقال: https://cutt.us/bVsYn

.
حين كنت مراهقة، أبحث بفضول في صور العائلة وأوراقها وأسرارها، وجدت صورًا وضعتها ماما جانبًا ودفاتر مذكرات مزركشة وأوتوغراف، على الأغلب لم يكن يحق لي أن أقلب فيها، ولكني فعلت. ماما، التي تجاوز عمرها الستين، ما زالت تحتفظ بصورها من رحلاتها مع صديقاتها حين كانت في العشرين، ترتدي فيها بنطال شارلستون وقميصًا ملونًا، يرقصن ويغنين ويجبن المدن، ويكتبن رسائلهن اللطيفة عن صداقات كانت ستدوم إلى الأبد.

تتذكرهن هي واحدة واحدة، لكني لا أعرف أيًا منهن. لم أتساءل قبلها لما ليس لأمي صديقات تزورنا، ظننت أن كل الأمهات كذلك؛ وحيدات. لا تعرف ما حل بهن.

أقارب اليوم على الثلاثين، وأدرك الآن أنها قضت سنينها دونهن لأن العالم حولها لم يعط أولوية لتلك الصداقات، وافترض أن نساء جيلها عليهن فناء حياتهن من أجل العائلة فقط، ولحظات الفرح والرقص ورسائل المودة تلك كلها ثانوية. ثم إنهن لم يكن لديهن سلطة حقيقية على حياتهن الاجتماعية، فتخلين عنها وعن أنفسهن تدريجيًا.
كما أن المجتمع يلقننا، أن النساء لا يستطعن تطوير صداقات حقيقية بسبب تنافسية سامة ما، وغيرة وحسد، ويرددون أن المرأة عدوة المرأة صبحًا وعشاء. وبالفعل، تجدنا أحيانًا نشعر بالتهديد من النساء الأخريات بفعل هذه الصور النمطية، الحقيقة أنه ليس أصيلًا فينا، ومن تجد نفسها في صداقة ذات معنى أو في مجموعة نسائية داعمة، ستفهم أننا لسنا كذلك جوهريًا؛ بل على العكس تمامًا.

تتساءل كاتبة كندية في مقال عما لو كانت حياتنا ستتحسن لو جاورنا أصدقاءنا. لو كانت النزهة معهم في الحي على بعد مكالمة واحدة، وحفلات العشاء دون عناء التنسيق المطول. أو لو كانوا على استعداد للقيام بدور العائلة، والاعتناء بالأطفال أو المساعدة في أعمال المنزل.
فكرت مليًا بما كتبته، وتذكرت أن للنساء في مجتمعاتنا العربية مقاربة مختلفة؛ نحن لا نجاور الصديقات بالضرورة، بل اعتدنا مصادقة الجارات. تتبادل الجارات الزيارات تقليديًا، دون تنسيق، ويجتمعن دائمًا، لتكون “قعدات النسوان” منفسهن الوحيد للصداقات اللواتي حرمن منها، ومتسعًا ليكن حاضرات في المجال العام، فيشاركن أخبار الحي، وآراءهن، ويطمئن على المرضى ويواسين الفاقدين ويباركن للناجحين. تغدو الأم منهن أمًا لكل أطفال الجيران الذين يلعبون حذا منزلها، وأختًا وبئر أسرار لأخواتها جميعًا.
وبين الاحتمالين، ضعنا نحن. لم تعد علاقات الجيرة بمعناها التقليدي، والصداقات أصبحت أعقد كثيرًا من نزهة نرتبها سريعًا.

كتابة: #لما_رباح على @khateera__
المقال: https://cutt.us/bVsYn

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

‫14 تعليقات

  1. الحمدلله عندنا صديقات وايد وعندي صديقه من الطفوله ولازلنا الأقرب من بعض نلتقي في الشهر أكثر من مره اما في البيت أو مول أو كافيه وعندي صديقات من أيام الكليه توظفنا مع بعض في نفس المدرسه ولازلنا نتواصل شهرياً من ٥٠ سنه وعندي صديقات حفظ القرآن حفظنا مع بعض وتطوعنا في المراكز بعد التقاعد ونتواصل دائماً في هذا المجال في المراكز وعندي صديقات لمواد ادرسها اونلاين ندرس مع بعض مواد علوم القرآن كالقراءات وبرنامج الحفظ الميسر تدبر وعمل وشرح الاجروميه والجزريه وحفظ الابيات الحمدلله مقسمه أيامي بين عائلتي عيالي واحفادي والوالدين والأهل والصديقات ماعندي شي اسمه فراغ وملل هذي سعادة الدنيا والآخره

  2. بتمنى ما اعيش هاد الاشي لما اكبر لانه بمراهقتي ما عشت الصداقة الحقيقية وماجربت شعور يكون عندي صاحبات يحبوني واحبهم ويتمنولي الخير ، بتمنى حياتي تتغير جد بتمنى

  3. طبعاً هذا غير أنه في بعض الأحيان البنت لما تتزوج زوجها بطلب منها أنها تقطع علاقتها فجميع صديقاتها بحجج ما إلها منطق وبكون الدافع الوحيد وراء طلبه أنه هو بشوفها مثل الممتلكات وأنه ما بده حدا يقرب عليها وكمان لأنه بنظره هذا نوع من أنواع السلطة عليها طبعاً البعض مش الكل

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى