كتّاب

أدعم وأتضامن وأتألم بشدة مِن أجل إخوتنا الفلسطنيـين وما يجرى…


أدعم وأتضامن وأتألم بشدة مِن أجل إخوتنا الفلسطنيـين وما يجرى لهم على أرضهم المُقدسة مِن إنتهاكات وتعديات وظُلم وفُجر غير مسبوق في تاريخ البشرية، ومؤمن جدًا بقضيتهم وبحقهم في أن يعيشوا مُستقلين آمنين في وطنهم المُغتصَب مِن الأنجاس أصحاب الكيان هذه بديهيات حقوق الإنسان، ولكن الذي أرفضه ولا ولن أقبله أبدًا هو أن تتحول تلك القضية الإنسانية البحتة إلى حرب دينية وأن تُحركنا دوافع أخرى دينية غير إنسانيتنا، فأرى أن هذه القضية تندرج وتسير في مسار أعوج وغير صحيح بالمرة، وهو الحرب والجهاد والقتال مِن أجل نُصرة وعزة الدين وكأنها حرب على الدين دون أن ندري! وليست حرب مِن أجل عزة ورفعة وكرامة وتحرير الوطن مِن غاشمة العدو قبل أي شيء، فهي حرب ليست بين اليهودية والإسلام إطلاقًا! ولكن حرب بين مُغتصِب وصاحب أرض ووطن، بين أصحاب قضية حقيقية وبين أصحاب قوة ونفوذ وبلطجة فقط، بين إنسان معه الحق وبين إنسان آخر يتعداه ويُخالفه، بين قوة الإحتلال وقوة المقاومة، لكن لا يُمكِن أبدًا أن نُضيّع قضيتنا هذه بحجة وشعارات الدين التي ليست في محلها أو موضعها، لأن لو كان الهدف الدين مِن كُل هذا والكُره الواضح لليهود وليس بقاء وإستقلال الوطن فقط وهذا هو الأخيار الأصوب والأعقل ستضيع القضية وتنتهي أو ستبقى كما هي للأبد دون حل، أعتدت أن أرفض الظلم والقهر لأي إنسان مُستضعف مغلوب على أمره أيًا كان دين أو فكر هذا الإنسان، فالذي يربطنا ببعضنا البعض هو أقوى رباط في الحياة وهو إنسانيتنا وفطرتنا التي خلقها الله وأوجدنا على الخير والرحمة والعدل مهما اختلفت الأديان والمذاهب، فإذا كان اليهودي أو البوذي أو حتى الملحد عنده قضية مثل هذه كُنت لا أتردد لحظة في دعمه ومساندته بكل إمكاناتي المتاحة لأنه إنسان فقط!
وأنا لا أقدر أن أحتمل الظلم وصراخ المتألمين المظلومين ولا أحتمل سيل دماءهم البريئة دون وجه حق تملئ الشوارع والمدن، فكلنا إنسان، أتركوا الدين لله وإهتموا بالقضية الأساسية فقط ولا تُسطحوها وتقحموا الدين فيها، فهي قضية وطن وليست قضية دين، فالدين قوي وباقٍ ولا يتأثر أما الوطن فهو المُتضرر الأول والأخير، حفظ الله بلادنا وأوطاننا من كل شر ومن كل سوء، الله فوق كل شيء.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى