“إرث أكتوبر”
تحمل عبد الناصر أسباب الهزيمة وحده كاملة في 67, رغم أن الكثيرين شاركوا فيها أما حرب الانتصار في 73 فهي كإرث ضائع حيث مات عبد الناصر الذي جهز لها وأعاد تسليح الجيش, ومات السادات صاحب القرار, ومات أحمد اسماعيل علي القائد العام واستبعد ظلما ونكرانا رئيس أركان حرب القوات المسلحة سعد الدين الشاذلي, فورثها حسني مبارك.
أورثها لنفسه قسرا بمنصبه واعلامه الرقيع المنافق, وقد استمرأ هذا وشارك بالتنكر لكل من شارك في الحرب, حتي لا يظهر في الصورة غيره, وعاونه المنافقون المتملقون.
أذكر كيف كانت احتفالات أكتوبر تأتي كل عام فنري اللواء صلاح المناوي رئيس شعبة العمليات الجوية ضيفا في جميع البرامج والقنوات وبالطبع ليتحدث عن بطولات مبارك, حتي أن شخصيات عظيمة مثل اللواء بحري فؤاد ذكري قائد البحرية ومحمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي وهم قادة قوات لا يقلّوا عنه شأنا ولا أعمالا لم يعرف عنهم شيئا حتي ماتوا.
ناهيك عن قادة الجيوش مثل عبد المنعم واصل وسعد مأمون وعبد المنعم خليل, وأحمد بدوي, وقادة الأسلحة مثل سعيد الماحي في المدفعية صاحب السيادة النيرانية علي ارض المعركة وجمال محمود علي مدير المهندسين الذين قاموا بإنجاح الحرب, وغيرهم وغيرهم.
جميعهم كان لا يجرؤ أحد علي إستضافتهم في الاعلام, حيث لا يقبل مبارك واعلامه المنافق بذلك.
اذكر أن لقاءا سنويا كان يجري مع وزير الدفاع في مناسبة أكتوبر وتذكرونه وكيف كان أبو غزالة يجريه بعلمه وخفة روحه, منع بعد ذلك ولم يجريه طنطاوي سوي مرة أو مرتين وأظن أنه خاف فلم يكرره وهكذا نجح أن يظل وزيرا لأكثر من 20 سنة.
هذه الحرب ليست يتيمة فبطلها الحقيقي هم القادة الأصاغر وضباط الصف والجنود الذين قاتلوا علي الأرض بأيديهم وأجسادهم وبما بين أيديهم من سلاح, وهم أيضا من فقدوا أرواحهم أو كادوا أو أصيبوا ليعيشوا حياتهم الباقية وقد قدموا أجزاءا من أجسادهم فداء للوطن, ولم يحصلوا ولا ينتظروا مقابلا علي فدائهم وجسارتهم.
لا ننكر علي أحد حقه, ولكن لا نقبل أن يختصر المنافقون الحرب في شخص أحد, وقد آن أن نعرف التاريخ دون تزوير وتملق, فحرب أكتوبر هي الانجاز الأكبر لشعب بأكمله لحقبات طويلة لا نقبل أن يستولي عليها أحد.
#بالعقل_والهداوة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
