كتّاب

المفكر السياسي الاشتراكي د. عيدروس النقيب يكتب مقالاً مخيفاً ومهولاً عن ما يسميه…


المفكر السياسي الاشتراكي د. عيدروس النقيب يكتب مقالاً مخيفاً ومهولاً عن ما يسميه “النازية الحوثية”…

—–
د. عيدروس النقيب
بين النازية الهتلرية والنازية الحوثبة
——–

منذ الحرب الأولى بين قوات علي عبد الله صالح وبين الحوثيين في العام 2004م لم نسمع عن اسم (شهيد) واحد من مقاتلي الحركة الحوثية ولا عن عدد ما تخسره الحركة من أرواح أنصارها والمنتميين إليها، وطبعا ليس لأنه لم يقتل أحد منهم، بل لأسباب كثيرة يمكننا استعراضها في مكان آخر من هذه المقالة

في العام 2007م كان كاتب هذه السطور ضمن إحدى اللجان الرئاسية التي ذهبت إلى صعدة لتنفيذ ما عرف حينها باسم “اتفاقية الدوحة”، ومن بين الغرائب التي لاحظناها أن عشرات الكيلو مترات المربعة محجوزة ومسورة جيدا ويمنع استخدامها وقد علمنا أنها مسخرة للمقابر، وقال لي أحد الزملاء (وهو من المتعاطفين مع الحوثيين) أن هذه المقابر هي مقابر الشهداء، ما يعني أن الحوثيين كانوا يعدون العدة لتقديم عشرات الآلاف من(الشهداء) في معاركهم المرتقبة.

في كل المعارك التي خاضها الحوثيون، سواء تلك التي انتصروا فيها أو التي خسروها دائما ما يكون عدد القتلى من صفوفهم بالعشرات وأحيانا بالمئات في اليوم الواحد، لكن لا أحد يحصى قتلاهم ولا هم يعلنون عن أعدادهم، وأتصور أنهم لا يكترثون كثيرا لتلك الأرقام لأسباب متعددة لعل أهمها:

النظرية الخمينية التي تعتبر كل قتيل يقتل في حربها هو في الجنة، ويتصورون أن الجنة قد أخذوها بالمقاولة فقط وفقط لأنهم يرددون الشعار الأخرق الذي لا علاقة له بما يعملونه على الأرض.

وعلى صلة بهذه الجزئية يراهن الحوثيون في حروبهم على الجهل الذي يستثمرونه في استقطاب المقاتلين، فمعظم مقاتليهم من المناطق التي لا تعرف التعليم، وبعض المناطق أعلى مستوى تعليمي فيها هو السادس الابتدائي (من تعليم الجمهورية اليمنية التي يحتاج فيها خريج الثانوية العامة إلى دخول صفوف محو الأمية لتعلم مبادئ القراءة والكتابة)، وهذه البيئة هي التي تجعل مقاولي الحروب يمارسون التضليل والتزييف على أنصارهم ليقنعوهم بمشروعية الجرائم التي يرتكبونها ويصورون لهم أن الجنة تنتظرهم لمجرد قتالهم في صف هذه الحركة (السرطانية).

يراهن الحوثيون على الكثافة العددية التي يزجون بها في المعارك لمواجهة عشرات المقاتلين من الطرف الآخر، ففي الجنوب تم الدفع بمئات الآلاف من المقاتلين لإغراق المدن والحارات وخطوط المواجهة وعندما يموت المئات منهم فإن ذلك يساوي نسبة لا تصل إلى 1 % من مجموع المقاتلين، ويتبقى العدد الأكثر منهم في المواجهة، كما يستبدلون القتلى بمثلهم وأكثر مما يسمى بالتعبئة العامة، وهذه الفلسفة تقوم على استرخاص أرواح الناس والنظر إليها على إنها كمٌ ميتٌ من الأرقام يمكن استبدالها بأرقام مماثلة كما تستبدل القطع التالفة في الآلة أو الملابس المهترئة على الجسد، لا على أنها أرواح من حق أصحابها أن يعيشوا الحياة ويستمتعوا بنعمها ويمارسوا حقوقهم في التعلم والعمل والتزاوج والتكاثر والحصول على ضروريات الحياة المادية والروحـية والدينية والأخلاقية.

إن الحروب الحوثية تقوم على “الحرب بالمقاولة” وقد جرى ذلك في كل حروب صعدة الست والحرب السابعة على عمران وصنعاء ويجري في الحرب الثامنة اليوم على الجنوب وبعض المحافظات الشمالية، فـ(السيد) يرسل مسلحيه إلى شيخ القبيلة ويبلغه أن المطلوب منه كذا مقاتل (200 مثلا وهو الحالة الغالبة) ويرسل له المبلغ المقابل لهذا العدد، كما يمنح المقاتل مبلغا شهريا كمكافأة ووعد بالغنائم والسلاح للمقاتلين (فضلا عن الوعد بالجنة وحرز ضد الموت)، وعندما يقتل المقاتل فإن الحوثي بريء من أي مسؤولية لأن قتله جاء تنفيذا لاتفاقية (مقاولة ) بين المقاتل والحوثي وكل منهما قد نفذ شروط الاتفاقية.

يعتقد الحوثيون أن إخفاء عدد قتلاهم يمثل جزءا من الحرب النفسية ضد خصومهم والحفاظ على معنوية مقاتليهم، لكنهم لا يعلمون أن مقاتليهم يشاهدون جثث زملائهم ملقاة على جوانب الطرقات تتغذى منها آكلات اللحوم وتتناهشها الديدان والحشرات، فلا يزيدهم ذلك إلا انكسارا وهزيمة، ومهما ضاعف الحوثيون من البدائل البشرية فإن الموت المحقق هو المصير المحتوم لجنودهم الذين يقاتلون بلا هدف ويقتلون لقاء بضعة آلاف من الريالات اليمنية التي لا تغني عن طعام يوم واحد للأسرة التي تفقد ابنها أو معيلها.

* * *

عندما قامت الحركة النازية في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا الوسطى استندت على مجموعة من الإنجازات الاقتصادية والعلمية والصناعية تفوقت بها على البلدان الصناعية الاستعمارية (بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص) وتحولت الهتلرية إلى ظاهرة سحرية تبهر الناس بما تحققه على الأرض لرفاهية المواطن الألماني، وأقنعت الملايين بـ(عبقرية) قائدها ووجاهة شعاراته النازية التي تمجد الجنس الآري وتراه يجب أن يكون فوق الجميع، ولولا حماقة الحرب وغرور القوة وفتح الجبهات المتعددة التي استهلكت ملايين أنصار الحركة النازية لكانت قد تحولت إلى أيديولوجية لكثير من شعوب أوروبا المتأثرة كثيرا بالمصالح البراجماتية الملموسة، (وهذا بطبيعة الحال ليس امتداحا للنازية وعنصريتها المقيتة) أما نازيو اليمن فإنهم يقيمون فلسفتهم على النزعة العنصرية وادعاء التفوق العرقي والسلالي، وينتهجون الحرب والقتل وسيلة وحيدة لإجبار الناس على الإذعان لطغيانهم دون أن يحققوا للناس شيئا يخدم حياتهم عدا الوعد بالجنة، لا بل إنهم يسرقون من الناس لقمة عيشهم ودواءهم ويهدمون منازلهم ويشردونهم من مدنهم، ويقتلون أبناءهم فقط وفقط رغبة في القتل ولا شيء غير القتل.

لقد ماتت النازية الألمانية رغم كل ما حققته من نجاحات في الحياة الصناعية والعلمية والتكنولوجية، فهل يعتقد نازيو اليمن بأنهم سيصمدون طويلا رغم ما ألحقوه باليمن واليمنيين من آلام وجراح وأحزان ومآتم؟؟!!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫39 تعليقات

  1. غير منطقي…فللاسف لم ارى احدا يشبهك في ممارسة العنصرية والنازية معا مثل مقالات د مروان…راجع نفسك كلنا شعب واحد يجب ازالة الظلم اينما وجد.

  2. مقاربة موفقة وواقعية..مع الاحتفاظ بالفارق والبون الشاسع بين نازية هتلر المتقدمة في كل مجالات الحياة تقريبا وبين تخلف وهمجية وجهل النازية الحوثية التي لا تعرف حتی الآن كيف تغسل ثيابها وتمشط شعرها وتعرف فقط كيف تقتل وتقتل..أما غير هذا فهم كالانعام بل هم أضل…

  3. Marwan Al-Ghafory المفكر السياسي الاشتراكي د. عيدروس النقيب يكتب مقالاً مخيفاً ومهولاً عن ما يسميه “النازية الحوثية”… —– د. عيدروس النقيب بين النازية الهتلرية والنازية الحوثبة ——– منذ الحرب الأولى بين قوات علي عبد الله صالح وبين الحوثيين في العام 2004م لم نسمع عن اسم (شهيد) واحد من مقاتلي الحركة الحوثية ولا عن عدد ما تخسره الحركة من أرواح أنصارها والمنتميين إليها، وطبعا ليس لأنه لم يقتل أحد منهم، بل لأسباب كثيرة يمكننا استعراضها في مكان آخر من هذه المقالة في العام 2007م كان كاتب هذه السطور ضمن إحدى اللجان الرئاسية التي ذهبت إلى صعدة لتنفيذ ما عرف حينها باسم “اتفاقية الدوحة”، ومن بين الغرائب التي لاحظناها أن عشرات الكيلو مترات المربعة محجوزة ومسورة جيدا ويمنع استخدامها وقد علمنا أنها مسخرة للمقابر، وقال لي أحد الزملاء (وهو من المتعاطفين مع الحوثيين) أن هذه المقابر هي مقابر الشهداء، ما يعني أن الحوثيين كانوا يعدون العدة لتقديم عشرات الآلاف من(الشهداء) في معاركهم المرتقبة. في كل المعارك التي خاضها الحوثيون، سواء تلك التي انتصروا فيها أو التي خسروها دائما ما يكون عدد القتلى من صفوفهم بالعشرات وأحيانا بالمئات في اليوم الواحد، لكن لا أحد يحصى قتلاهم ولا هم يعلنون عن أعدادهم، وأتصور أنهم لا يكترثون كثيرا لتلك الأرقام لأسباب متعددة لعل أهمها: النظرية الخمينية التي تعتبر كل قتيل يقتل في حربها هو في الجنة، ويتصورون أن الجنة قد أخذوها بالمقاولة فقط وفقط لأنهم يرددون الشعار الأخرق الذي لا علاقة له بما يعملونه على الأرض. وعلى صلة بهذه الجزئية يراهن الحوثيون في حروبهم على الجهل الذي يستثمرونه في استقطاب المقاتلين، فمعظم مقاتليهم من المناطق التي لا تعرف التعليم، وبعض المناطق أعلى مستوى تعليمي فيها هو السادس الابتدائي (من تعليم الجمهورية اليمنية التي يحتاج فيها خريج الثانوية العامة إلى دخول صفوف محو الأمية لتعلم مبادئ القراءة والكتابة)، وهذه البيئة هي التي تجعل مقاولي الحروب يمارسون التضليل والتزييف على أنصارهم ليقنعوهم بمشروعية الجرائم التي يرتكبونها ويصورون لهم أن الجنة تنتظرهم لمجرد قتالهم في صف هذه الحركة (السرطانية). يراهن الحوثيون على الكثافة العددية التي يزجون بها في المعارك لمواجهة عشرات المقاتلين من الطرف الآخر، ففي الجنوب تم الدفع بمئات الآلاف من المقاتلين لإغراق المدن والحارات وخطوط المواجهة وعندما يموت المئات منهم فإن ذلك يساوي نسبة لا تصل إلى 1 % من مجموع المقاتلين، ويتبقى العدد الأكثر منهم في المواجهة، كما يستبدلون القتلى بمثلهم وأكثر مما يسمى بالتعبئة العامة، وهذه الفلسفة تقوم على استرخاص أرواح الناس والنظر إليها على إنها كمٌ ميتٌ من الأرقام يمكن استبدالها بأرقام مماثلة كما تستبدل القطع التالفة في الآلة أو الملابس المهترئة على الجسد، لا على أنها أرواح من حق أصحابها أن يعيشوا الحياة ويستمتعوا بنعمها ويمارسوا حقوقهم في التعلم والعمل والتزاوج والتكاثر والحصول على ضروريات الحياة المادية والروحـية والدينية والأخلاقية. إن الحروب الحوثية تقوم على “الحرب بالمقاولة” وقد جرى ذلك في كل حروب صعدة الست والحرب السابعة على عمران وصنعاء ويجري في الحرب الثامنة اليوم على الجنوب وبعض المحافظات الشمالية، فـ(السيد) يرسل مسلحيه إلى شيخ القبيلة ويبلغه أن المطلوب منه كذا مقاتل (200 مثلا وهو الحالة الغالبة) ويرسل له المبلغ المقابل لهذا العدد، كما يمنح المقاتل مبلغا شهريا كمكافأة ووعد بالغنائم والسلاح للمقاتلين (فضلا عن الوعد بالجنة وحرز ضد الموت)، وعندما يقتل المقاتل فإن الحوثي بريء من أي مسؤولية لأن قتله جاء تنفيذا لاتفاقية (مقاولة ) بين المقاتل والحوثي وكل منهما قد نفذ شروط الاتفاقية. يعتقد الحوثيون أن إخفاء عدد قتلاهم يمثل جزءا من الحرب النفسية ضد خصومهم والحفاظ على معنوية مقاتليهم، لكنهم لا يعلمون أن مقاتليهم يشاهدون جثث زملائهم ملقاة على جوانب الطرقات تتغذى منها آكلات اللحوم وتتناهشها الديدان والحشرات، فلا يزيدهم ذلك إلا انكسارا وهزيمة، ومهما ضاعف الحوثيون من البدائل البشرية فإن الموت المحقق هو المصير المحتوم لجنودهم الذين يقاتلون بلا هدف ويقتلون لقاء بضعة آلاف من الريالات اليمنية التي لا تغني عن طعام يوم واحد للأسرة التي تفقد ابنها أو معيلها. * * * عندما قامت الحركة النازية في ألمانيا وبعض بلدان أوروبا الوسطى استندت على مجموعة من الإنجازات الاقتصادية والعلمية والصناعية تفوقت بها على البلدان الصناعية الاستعمارية (بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص) وتحولت الهتلرية إلى ظاهرة سحرية تبهر الناس بما تحققه على الأرض لرفاهية المواطن الألماني، وأقنعت الملايين بـ(عبقرية) قائدها ووجاهة شعاراته النازية التي تمجد الجنس الآري وتراه يجب أن يكون فوق الجميع

  4. والفاشيه هي : ان يكون لديك بقرتين تأخذهما الدوله وتبيعك شيئا من الحليب اما النازيه فهي ان يكون لديك بقرتين تأخذهما الدوله وتطلق عليك الرصاص” هذا حالنا معا الحوثي

  5. الحوثه او على الاقل من قراء التاريخ منهم يتشبهون بالمانيا النازية ، ومن تابع الحركة الحوثية منذ البدايه فقد كانوا يستخدمون التحية النازية”

  6. كما ان تفجير المنازل والمساجد هو ماكان يفعله النازيون لطمس التاريخ
    – الامر المضحك ان الحوثة لم يتبينوا الفرق بين المانيا العظيمة وبينهم”

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى