كتّاب

متخفّفون من الحياة…


متخفّفون من الحياة
نسير في دمنا
ومن دمنا الخفيف نسيلُ

متخفّفون نسير في
خطواتنا وجعٌ
وفي أسمائنا تعديلُ

ونسير فوق ظهورنا وطنٌ
وفي طرقاتنا مستقبلٌ مقتولُ

مسدولةٌ
حول الحياة غصوننا
وجفافها من حولنا مسدولُ

ليت الجفاف
جفا فناء بيوتنا
وعلى بيوت المتخمين يميلُ

متخفّفون من الحياة
قصيدةٌ في الحب
تكفي أنْ يعيش قتيلُ

تكفي الحياةَ حمامةٌ
في عشّها بيض السلام
وفي الشفاهِ هديلُ

تكفي عيونُ جميلةٍ
لتقول للإنسان
أنت إذا صدقتَ جميلُ

مقهورةٌ تكفي
ليشعر ظالمٌ بالعار
عار الظالمين ثقيلُ

متخفّفون من الحياة
وقانعون بها
ولكن الزمان بخيلُ

لم نسأل الصحراء ماءً
إنها أظمى
ولم يُغرِ الدّمَ البترولُ

متخفّفون من الحياة
حياتنا حزنٌ
وحزن الكادحين طويلُ

حزنٌ نطاولهُ
نطاول ظلّهُ
لكنّهُ فينا يطول يطولُ

هذا العشاء عشاء رابيةٍ
على خطّ التّماس لسانها مبلولُ

قمرٌ بعمر الورد مكسورٌ
وساق حكايةٍ عن جسمها مفصولُ

ويدان من جسدين
كلّ يدٍ تقول
لأختها إنّ السقوط مهولُ

ياليت أطرافَ الحكومة
مثلنا مبتورةٌ وفؤادَها معلولُ

ليت القصيدةَ كالرئيس
تنام لا لومٌ يُصحِّيها ولا تبجيلُ

ياليتني في الحب
قلت قصائدي
لكنني بمصائبي مشغولُ

شبعتْ روابي الأرض
من أولادها
الجوعى وخبز الأمّهات عويلُ

نام الإلهُ
بلا عشاءٍ عندنا
فمتى يعاف اللحمَ عزرائيلُ

ما في البلاد بنا
وما فينا بها
لكنها تخفي ونحن نقولُ

متخفّفون من الحياة
نرى وما في
ليل غربتها لنا قنديلُ

في هذه الأوطان
ما من ليلةٍ
إلا وتحت ثيابها مخذولُ

الجائع المسكين
يأكل نفسهُ
وطعامهُ من غيرهِ مأكولُ

والقائد الأعلى
يقود زمامهُ بغلٌ
ويهزم جيشهُ زنبيلُ

يمشي على جملٍ
وتمشي ناقةٌ
من فوقهِ ومن الوراء عجولُ

متخفّفون من الحياة
كأن ما
للطيبين إلى الحياة سبيلُ

وطنٌ ممزقةٌ يداهُ وضائعٌ
عنوانهُ ومواطنٌ مجهولُ

هذا النشيد
نشيج قبرٍ في الكلامِ
وشاهدٌ من صمتهِ مذهولُ

متخفّفون من الحياة
فلا بها
ارتحنا ولا هي تختفي وتزولُ

ليس الذي نلقاهُ
في أيامنا
سهلٌ ولا احتمل العذاب رسولُ

محسوبةٌ قهراً
علينا هذه
الأيام لكنْ ما لها مدلولُ

إنّ الحياة هي البلاد
وحظنا
فيها قليلٌ يا حبيب قليلُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى