مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: الانتخابات الرئاسية والاحتمالات والتوقعات في البدء اود ان

دروس في المنطق:

الانتخابات الرئاسية والاحتمالات والتوقعات

في البدء اود ان اعرف ما نعني بالإحتمالات والتوقعات, فالإحتمالات تعني ان الحدث قد يحدث إذا الظروف متاحة والتقوعات تعمتد على الاحداث التاريخية والاحداث الراهنة وعوامل اخرى تؤخذ في الحساب ويحسب التوقع, ولا يععني ان التوقع حاسم لما سيحصل ولكن الخبرة والثقافة قد تزيد من صحة التوقع.

اقدم هذا الموضوع بشفافية وعدم الانحياز لأي طرف من السياسيين المرشحين وللتعريف على ما هو متوقع من عواقب وخيمة قد تحدث في اليوم الثالث من تشرين الثاني (November ) بحالة رفض كلا المرشحين عن التنزال بحالة الخسارة, فبرأي ان الخروج من هذه الأزمة التي قد تود بهلاك امريكا الانتصار الساحق بنفس ليلة الانتخابات بحصد الاصوات والاهم هو الحصول على اصوات الإقتراع الإلكترولي (Electoral college) ومن يحصل على عدد 270 من 538 صوت.

ترامب لم يفوز بالاغلبية بل فاز باصوات الإقتراع الإلكترولي (Electoral college) وهذا ما يحسب له حسب الدستور الامريكي, ولكن وحسب ما لمح له ترامب في العديد من المرات وحتى في المناظرة بانه سينقظ اي تصويت يعتبر مزيف (حسب رأية وبدون ادلة), وهو يطالب النتائج ان تعد بنفس اليلة ويعلن عن الفائز, وغير ذلك فهو مرفوض, فهذه نقطة الخلاف التي قد تنتهي بالسقوط في الهاوية.

المشكلة ان ترامب يرفض الانتخابات عن طريق البريد في بطاقات الإقتراع لانه يدعي بحدوث حالة تزوير بالرغم لم يثبت اي شيئ تاريخياُ بحدوث اي تزوير في تاريخ امريكا, والجمهوريين هم الذين كانوا يفضلون التصويت في بطاقات الإقتراع عبر البريد (Mail in ballots) لان الاكثرية من المواطنين المسنين بالعمر والمتقاعدين هم جمهوريين ويصوتون عبر البريد واخصاة في ولاية فلوريدا, ولكن هذه الانتخابات مختلفة عن السابق بخصوص التصويت عبر البريد لان الديمقراطيين يقومون بحملة شاملة لحث اتباعهم بالتصويت عبر البريد بسبب جائحة كورونا التي يخشى الكثير من الناس الوقوف في خطوط مراكز الانتخابات المتكاثفة.

وهذا ما جعل ترامب قلق جداُ لان الإستطلاعات (من الطرفين) تشير الى ان قسم كبير من الديمقراطيين الذين يخشون جائحة كورونا او لم يصوتون من قبل وربما "التكاسل" اصبحوا في هذه الفترة اكثر متحمسين بالإقتراع عبر البريد, وهذا ما شدد حفيظة ترامب وجعله يدرس الإحتمالات ويخطط لها ويطالب من المحكمة ان الانتخابات تغلق في مساء يوم الانتخابات ولا تحسب اي إقتراع عبر البريد بعد يوم الانتخابات.

ما يطالب به ترامب شبه مستحيل لان البريد لا يصل بنفس اليوم بل يستغرق عدة ايام والديمقراطيين يطالبون بإبقاء النظام حسب ما كان عليه حيث يسجل إستحقاق البريد في طمغة اليوم الذي استلمه وهذا ما اقرته المحكمة ايضاً, والنتائج الحقيقة لا تأتي الا بعد عدة ايام حين يتم فرز الاصوات وجمعها واعلان النتائج.

الإحتمالات المتواردة تشير الى ان ترامب سيعلن فوزه في نفس يوم الانتخابات بعد نتائج المتوفرة عبر الإقتراع التقليدي وفرز ما يمكن فرزه عبر الإقتراع البريدي, وسيرفض الاصوات التي يتم فرزها في اليوم التالي, وربما سينتضر منافسه جوزيف بايدن الى النتيجة النهائية ليعلن فوزه وسيدخل البلاد في معضلة دستورية ستكون عواقبها غير حميدة.

ومن المتوقع رفع القضية الى المحكمة الفيديرالية العليا ولكن دستورياُ لا يوجد شيئ يذكر بتدخل المحكمة وحسم النزاع, وما حدث في انتخابات سنة 2000 كان قرارا المحكمة غير صالح لانها لا تملك السلطة الدستورية لإتخاذ اي قرار بوقف إفراز الاصوات في ولاية فلوريدا ولكن المرشح الديمقراطي انذالك آل غور تنازل لجورج بوش الإبن حفظاُ على ـ///ــلامة البلد.

رئيس اركان الهيئة العامة للجيش يأخذ اوامره من الرئيس الحالي ولا يستطيع التمرد عليه وهذا ما مثبت دستورياُ ولكن نتوقع انه سيتدخل ويحسم الصراع بعد يوم عشرين كانون الثاني حين تنتهي صلاحية الرئيس حفظاُ على ـ///ــلامة البلد, ولهذا نتوقع من ترامب ان يقيل رئيس اركان الهيئة العامة للقوات المسلحة في الفترة ما بعد الانتخابات والى يوم عشرين كانون الثاني.

الإحتمال الاخر الذي قد يحدث هو طلب من مجالس الشيوح والسيناتور للولايات المحسوبين على الجمهوريين ان يصوتوا بعدد الإقتراع الإلكترولي المحسوب لكل ولاية وانا يقدموها للجنة الانتخابية لجمعها حسب ما ورد في الدستور, ولكن توجد ايضاُ فقرة في الدستور تشرع لحاكم الولاية ان ينقض الاصوات الإلكترولية التي يقدمها مجالس النواب والشيوخ للولاية ويقدم قائمة حسب ما يرتأيه, وهنا المعضلة التي قد تنتهي بصراع دموي إذا حسبنا المليشيات التي طلب منهم ترامب بحضور مراكز التصويت للمراقبة ولكن هم بالاصل سيكونون بشكل ترهيب الناخبين (Voters intimidation), وللعلم ان لكل ولاية قوانينها الخاصة بالنسبة لعدد المشرفين في مراكز الإقتراع من كلا الحزبين والكثير من الولايات لا تسمح باي مجموعة تحمل السلاح وتتقرب من الناخب للتأكد من بطاقته التصويتية او هويته, ولا نعلم ماذا سيحدث من احداث عنف اثناء التصويت.

فقط للإشارة, ان الإحتمالات ناتجة عن احداث التاريخ وخاصة ما حصل في سنة 1876 حين لم يستطيع الطرفين حسم الاصوات الإقتراعية الإلكترولية وكان النزاع على السلطة بين المرشح الجمهوري روثر هيز (Rutherford Hayes) وبين المرشح الديمقراطي ساميول تيلدين (Samuel Tilden) بسبب ثلاثة ولايات (فلوريدا, ساوث كرولاينا ولويزيانا) تنازع بها مجلس الواب والشيوخ لكل ولاية ضد حكام الولايات على احقية تقديم اصوات الإقتراع الإلكترولي في حالة عدم التواصل الى الرقم المحدد للفوز, وكانت المليشيات المسلحة لكلا الحزبين على استعداد لخوض معارك دامية واحتمال انفصال الولايات, ولكن الاتفاق بين الحزبين انقذى الاتحاد.

والتوقعات بما سيحدث بعد الانتخابات القادمة تندرج حسب تصريحات وافعال ترامب ومحاميه مؤخراُ للتحضير بخوض صراع غير متوقع نتائجه ونهايته.

Mazzin Haddad, 10/12/2020 Michigan / USA

Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى