كتّاب

Detainee Wrote a Book via WhatsApp. It Won a Top Literary Prize in Australia.


قال بوخاني، الكردي الشريد “أؤمن بقدرة الأدب على مبارزة القوة وتغيير الأشياء”. اختطفته “أستراليا” في العام ٢٠١٣ من البحر مع مجموعة مهاجرين، ولا يزال مخفياً في جزيرة نائية.

سافر بوخاني بعد سفر محمد ياسين، شقيق ساره ياسين، بستة أشهر. اختفوا جميعاً في بحار أستراليا الشاسعة. طرقنا كل الأبواب، ساره وأنا، منذ ستة أعوام، ولا خبر عن محمد وزوجته وطفلهما يوسف. ليلة السفر تحدثت إلى محمد، قال إنه على وشك الاستقرار في إندنوسيا، أخفى ترتيباته علينا جميعاً إلى ما قبل ساعات من انطلاق الرحلة. الحكومة الأسترالية تهيمن عليها منذ فترة قوى يمينية راديكالية، ديموقراطية غير ليبرالية. وقد سبق أن دفعت البرلمان لإصدار قانون يعاقب بالسجن والغرامة الثقيلة كل صحفي كتب شيئاً عن معتقلات اللاجئين. بحسب القانون فإن ما تفعله أستراليا من إخفاء للاجئين هي مسألة أمن قومي، المساس بها يعد مساساً بأمن الدولة. هنا تتحدث نيويورك تايمز عن قرابة ٣ آلاف لاجئ أخفتهم أستراليا خلال خمسة أعوام، وهو عدد يبدو غير دقيق إذا ما عدنا إلى التقرير التي تقول إن حوالي ٦٠٠ قارب مهاجرين “كانوا” يصلون إلى الجزر الأسترالية سنوياً.
بوخاني كتب قصته كاملة على تطبيق “واتس أب” وفاز عن “القصة/ الرواية” بأرفع جائزة أدبية في أستراليا. الآن يقف المجتمع الأستراليا أمام الحقيقة: الوحشية الاسترالية. استطاع بوخاني إلحاق العار بالبنية السياسية هناك، جعلها تبدو لاـ أخلاقية ولاـ إنسانية، كشف عنها حجاب القيم، وأعطى العام صورة سوداء عن كيف يمكن للديموقراطية أن تكون صورة غير مهذبة عن الفاشية.
فيما يبدو حصل بوخاني على استثناء من خلال امتلك هاتفاً وتطبيقاً. التقارير التي نشرت في العامين الماضيين تتحدث عن وحشية التعذيب والانتحار والاغتصاب. وقد سبق لحارس في واحدة من تلك الجزر أن أبلغ برلمانياً أسترالياً عمّا عاينه وكانت القصة التي سردها الرجل في البرلمان مرعبة دفعت الحكومة لتغريم البرلماني وسجن الحارس!

فقدت ساره الأمل، وكذلك أمها.

أما أنا فأنتظر صديقي محمد منذ ستة أعوام. أنتظر ضحكته العظيمة العالية في ليل صنعاء، وطريقته الفريدة في الحكي “شوف يا مروان هذا الجامع يتسع لمائة ألف متفرج”، قال وهو يشير إلى جامع الصالح. وأصحح له كلماته “قصدك: مصلي”، يقهقه مرة أخرى، ثم يعاود النظر إلى المسجد ويغمغم وعيناه شاردتان: “قال مصلّي”.

الأنظمة اليمينية منحطة، وقذرة .. كلها. وهي متشابهة في خواصها سواء جاءت بها الديموقراطية أو الحروب.

م.غ.

Detainee Wrote a Book via WhatsApp. It Won a Top Literary Prize in Australia.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫18 تعليقات

  1. في الحقيقة يامروان ان قانون اللجوء في استراليا الذي بموجبه تضع الحكومات الاسترالية اللاجئين غير الشرعيين في معسكرات اعتقال في جزر نائية قد تم سنه في عام ١٩٩٠ ولا علاقة له بالحكومة اليمينية الحالية

  2. يا دكتور المهاجرين من أندنوسيا بطريقة غير شرعية يتم احتجازهم من قبل السلطة الأسترالية في جزيرة اسمها بابو غينيا مقابل دعم من الحكومة الإسترالية وفي ناس لهم سنين مسجونين في سجن هذه الجزيرة
    بعض السجناء في هذه الجزيرة لديهم جوالات ومواقع تواصل إذا بحثت بتحصل وتقدر تسال المسجونين عليه وبإذن الله تحصله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى