مفكرون

مها جويني | اغتيال قاسم سليماني .. لماذا حصل في العراق ؟ موازين القوى ر


اغتيال قاسم سليماني .. لماذا حصل في العراق ؟ موازين القوى راجحة لفائدة من ؟ كيف سترد ايران ؟

الامبرياليون الأمريكيون منفلتون من عقالهم أكثر من أي وقت فبعد تدمير الوطن العربي كله تقريبا ووضعه تحت وصايتهم يلتفتون الى ايران وفق سياسة القضم التدريجي وبعدها سيكونون على أبواب روسيا والصين ، لكي تبدأ الحرب الكبرى ، قبل أيام من الاغتيال كانت هناك مناورات ضخمة روسية صينية ايرانية .
أمريكا لم تكن راضية في أي يوم على خسارتها ايران الشاهنشاهية ، مثلما لم تكن راضية عن خسارة السنوسي في ليبيا وعبد الاله ونوري سعيد في العراق ، التخطيط الأمريكي بعيد المدى و العالم يسير بخطى حثيثة نحو الحرب .
وقد ثبت حتى الآن أنه في عصر الامبريالية لم يتحقق الانتصار التام على المستعمرين دون تسلح الطبقات والشعوب والأمم المضطهدة بنظريات أرقى من الاساطير العرقية والدينية والطائفية والمذهبية ، هكذا كان الحال في فيتنام والصين وكمبوديا وكوريا وكوبا وغيرها .
ـ ايران قد تلجأ الى تحريك قوات تتبعها مباشرة أو صديقة لها لشن هجمات متقطعة وفي أماكن مختلفة وفق تكتيك حرب العصابات المتنقلة مع دعمها بعمل عسكري أو استخباراتي قوي بتنفيذ عملية اغتيال نوعية ، من الممكن ايضا تنفيذ تفجير كبير
ـ اغتيال سليماني في العراق وليس في ايران او في سوريا له معناه ، خاصة ان الامريكيين قالوا انه كان دوما في مرماهم ، والحرس الثوري قال انه جاء الى العراق من سوريا على متن طائرة مدنية يمكن تتبعها بوسائل المراقبة الجوية العادية ، القصد واضح على ايران الخروج من العراق فقد انتهى دورها ، اما الايرانيين فإنهم يريدون خروج امريكا ، موازين القوى راجحة لفائدة الأمريكيين في أي حرب تقليدية وايران محاصرة بالكامل تقريبا .
من حيث القوة العسكرية يحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى على نطاق العالم عددا وعدة ، بينما يشغل الجيش الإيراني المرتبة 14 اذ يبلغ عدد الجيش الأمريكي 2.1 مليون جندي، بينهم 860 ألف في قوات الاحتياط، مقابل 873 ألف جندي في الجيش الإيراني، بينهم 350 ألف في قوات الاحتياط، وتصل ميزانية الدفاع الأمريكية إلى 716 مليار دولار، مقابل 6.3 مليار دولار التي هي ميزانية الجيش الإيراني.
غير أن ذلك ليس العنصر الحاسم في الحروب فرغم تفوق الجيش الفرنسي والجيش الامريكي خلال غزو فيتنام فإنهما تكبدا خسائر جسيمة وخرجا منها مهزومين ولكن ضمن أوضاع جيواستراتيجية مختلفة عن واقع العالم اليوم فقد كان المعسكر الاشتراكي موجودا وقويا وقتها .
ويظل اتحاد العرب والفرس والترك والكرد وسائر الأمم المضطهدة سبيلا لانتصارهم الذي سيتطلب سنوات طويلة .


مها جويني | كاتبة وناشطة نسوية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى