“واحة الطرب”
ليلة جميلة يا محلاها، أمتعنا بها الصديق الغالي، سيادة اللواء محمود معوض في أولى ليالي صالونه الجديد “صالون واحة الطرب”
السيد اللواء محمود معوض حالة إنسانيّة شديدة التفرّد.
علي المستوي المهني، هو ضابط من أذكي وأكفأ ضباط القوات المسلّحة، تولي أرفع المناصب العسكريّة عن جدارة، وكان خير ممثّل لمصر ملحقا عسكريا بالولايات المتّحدة لفترة طويلة.
علي المستوي الإنساني، هو صاحب قلب صاف كبير، وشخصيّة راقية جذّابة، متعدّد المواهب، أهّلته لأن يحتلّ مكانة خاصّة في قلب كل من التقاه، ويحتفظ بعلاقات شديدة الودّ والإحترام والحب والتقدير مع كلّ زملائه وأصدقائه من المدنيّين والعسكريّين وأنا منهم.
هو كاتب قدير وشاعر مقتدر له عدد من الدواوين الشعريّة التي تفيض بالفكر الواعى والإحساس العذب، وخطيب بارع مفوّه، يجذبك حلو حديثه، وطلاقة لسانه، وأفكاره المتدفّقة.
فوق ذلك كلّه هو فنّان كبير، يجيد عزف الكمان، بمهارة لا تقل عن أشهر العازفين وأبرعهم، وصاحب صوت قادر معبّر يجيد الغناء بحرفيّة فائقة عندما يشدو بالألحان القديمة الصعبة.
أختصر ما استطعت لأزلف الى جوهر الحديث.
لم أري داخل أو خارج الوسط الفنّي، من يأخذ علي عاتقه مهمّة إحياء تراث الزمن الجميل، كما يفعل سيادة اللواء محمود معوض، يفعلها بحبّ وصدق واهتمام لا ينتهي وبطريقة واعية متخصصة.
الليلة، كانت أولي ليالي صالونه الجديد “صالون واحة الطرب” ضمن سلسلة صالوناته الممتدّة لأكثر من عشر سنين, وبعد إنقطاع لم يدم طويلا.
فاجأنا ببرنامج حافل جديد، بدأه بفيلم وثائقي قصير من إعداده وتقديمه وإخراجه، “فيلم زمن الفن الجميل”، طاف بنا من خلاله علي دروب الفنّ الأصيل منذ عشرينيّات القرن المنقضي وحتي الستينيّات والسبعينيّات، شارحا ومدققا لكل سماته ومكوناته, لم يترك صغيرة أو كبيرة, حتي أن صوت آذان الشيخ محمد رفعت وجد له مكانا في هذا الفيلم الرائع.
ثم بدأت الفقرات الموسيقية، بفرقة من العازفين علي أعلي مستوي، يقودها الدكتور جمال عبد المنعم الأستاذ بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وبالمناسبة هو مخترع آلتي القانون السوبرانو والباص، وهو قائد العديد من الفرق الموسيقيّة الشهيرة.
تعددت الفقرات وتنوعت، بين الموشحات والأغنيات الجميلة والفلكلورية، فأستمعنا لصولو قانون أدّاه الدكتور جمال عبد المنعم، لأغنية فاتت جنبنا بمصاحبة الفرقة ومصاحبة نجله علي آلة الجيتار، وكذا صولو كمان أدته العازفة نهال محمد لأغنية عودت عيني، وموشحي يا غصن نقي، وشبيك لبيك، وأغنيّة الدنيا ريشة في هوا، من أداء المجموعة، وكانت فقرة (الجوز الخيل والعربيّة) للمجموعة من أجمل الفقرات التي شارك فيها الجمهور بحماس وسعادة.
وكعادة اللواء محمود معوض قدم لنا صوتا جديدا لشابة صغيرة واعدة هي أماني سمير في أغنية للصبر حدود، أثني عليها الحضور وحيّاها بشدة.
وكانت درّة التاج عندما شدا اللواء محمود معوض بأغنيتين هما أيقونتان من أيقونات الغناء في الزمن الجميل، أغنية عاشق الروح لعبد الوهاب، وأغنية إله الكون للسنباطي، فصال وجال بنا في الأكوان الموسيقية بمقاماتها وأوزانها وزخارفها، بجمال واقتدار وسلطنة، وأمتعنا بوجبة موسيقيّة شهيّة تثير رضابنا انتظارا للصالون القادم.
كل الشكر والتحية والعرفان لكل من أدي دورا في هذا الصالون الرائع، وأحمد الله أنني صديق لسيادة اللواء محمود معوض ليدعوني للصالون القادم.
#بالعقل_والهداوة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
