كتّاب

سيد القمنى وداعا يا صديقى النبيل…


سيد القمنى وداعا يا صديقى النبيل
قرأت فى منتصف الثمانينات كراسة بعنوان: “دور الحزب الهاشمى والعقيدة الحنيفية فى تأسيس دولة الإسلام الأولى” ضمن منشورات مجلة يسارية تسمى ” كتابات مصرية”.. وأدهشنى فى الكراسة وضوح المنهج.. والقدرة الفذة على تأكيد الفكرة من بين ركام من المرويات والأساطير.. كما ادهشتنى الكتابة بفروسية غير مسبوقة.. على الرغم من أن الكتابة بمنهج عقلانى فى التاريخ الإسلامى قد سبق إليها: طه حسين، وأحمد أمين وزكى نجيب محمود وخلف الله وخليل عبد الكريم ومحمود اسماعيل
ورغم هؤلاء النجوم فقد كان سيد القمنى فذا فى تحديد قضيته ومنهجه ولفظه.. فحضرت له ندوتين وناقشته فيهما، .. وبعد أيام عرفت انه نزيل غرفة بمستشفى التأمين الصحى بالهرم لمشكلةبالقلب.. ولما كنت من سكان الهرم فقد قلت لنفسي ازور الرجل وأقدم له بعض الورود.. محبة وعرفانا.. وخبطت على الباب.. ودخلت واعطيته الورود.. وقلت له أنا أسمى.. كمال مغيث.. فقال: وتعمل مدرسا للتاريخ بالأزهر.. اذكرك جيدا واذكر حوارك معى.. اتفضل
وجلست وتعارفنا جيدا ودعانى لزيارته فى بيته فى هضبة الهرم.. وكان يدور بيننا حوار ثرى مع كل ازماته وكل كتبه ومعاركه..
ولم تباعد بيننا السبل إلا بعد أن انتقل بعيدا فى العاشر من رمضان.. ومع هذا كنت ازوره بصحبة بعض الأصدقاء.. او تلبية لرغبة بعض المثقفين العرب الجلوس الى الرجل
الخسارة فادحة وألم الفراق ممض.. رحمك الله يا صديقي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى