الأقيال

….


.

.

كـــــيـــف انـــتـصـــــــر« الــعــــــــــار»

مـــصطـفــۍ مـــحـمــود

ان شتيمة قاداتنا ورموزنا الوطنيه و استمرارنا في مناكفة بعضنا البعض واستعداء بعضنا في حال بقاء الحوثي مسيطرا علي العاصمه وبعض المناطق اليمنيه….[ أعظم انتصار للعار في تاريخنا الحديث، إن لم يكن تتويجًا لكلّ الأعيار التي مرّت بها اليمن خلال الف عام من تاريخ الأمامه وتجميعها في عهد سلالي واحد. اسمه (الحوثي) فكلما زاد حجم الموت والدمار والتوغل في الانحطاط؛ زاد انتصار العار ، وتحوّل من عار مؤقت وجزئي إلى عار وجودي وشامل للبشر والحجر والهواء والماء والتاريخ والجغرافيا والاجتماع اليمني ، وكلما شح الأمل وانقطعت سبل الحياة أكثر؛ أصبح العار أكثر انتصارًا، وغرق البشر في التوحش أكثر.

ليس انتصار العار تناقضًا منطقيًا للكلمات، وما علينا إلا تغيير المعيار الإنساني العام لتوجّه البشرية من التوحّش إلى الحضارة، ومن العنصريه السلاليه إلى البشرية، ومن التاريخ إلى المستقبل، ومن الولادة إلى الموت.. إلخ… لكي نفهم كيف ينتصر العار! فعندما يصبح المعيار الأعلى هو عكس توجّه البشرية، يصبح انتصار العار هو الغرق أكثر في الموت والبربرية واليأس وانعدام الأمل، وكلما أوغلنا في تلك العناصر المضادة للحياة؛ انتصر العار لذاته، وعاش نشوة انتصاره في تعميم الموت والعنصريه وثقافة الموت على نحو أوسع… إن بقاء الحوثي مسيطرا ليس بقاءَ شخص واحدٍ حلمه أن يصبح أماميا دكتاتورًا، ولا بقاء مليشياته سلطه سلاليه ، إنما هو رمز عالمي لانتصار العار، وانتصار التفاهة، وانتصار الموت على الحياة؛

فالحوثي لا يحتل اليمن كاملا بل ليس لديه أو لدى سلالته الهاشميه قوة على احتلال اليمن كاملة، ولكن وجوده شرطٌ لكل احتلال، فكل الاحتلالات تحتاج إليه وتحتاج إلى وجوده لتبقى مشروعة تدخلاتها المباشره والغير مباشره ، بغض النظر إن كانت شرعيّة أو غير شرعيّة، وليس لدى أي محتل هناك تصوّر خاص باليمن ، بل هي مجرّد بلد جعلها الحوثي لاختبار الموت ومنازعة الآخرين وساحة صراع دول الاقليم والعالم وتصفيه حسابات

ليس انتصار العار شيئًا جديدًا بالمطلق علينا، فمنذ الحكم الأمامي شمالا. والاحتلال البريطاني جنوبا
ونحن نمضي قدمًا في ذلك الطريق المعبد بالعار المنتصر… ولكن الجديد هذه المرة هو تحول العار المنتصر إلى نموذج أعلى، نموذج منفصل عن الواقع الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي لليمنيين بشكل مطلق، نموذج الكذبة والخرافه السلاليه الشاملة التي لا تطاق، والتي تريد أن تقنع اليمني انه مخلوق اقل من الهاشمي وانه يغضب الله اذا لم يطيع الهاشمي ويسلمه مقاليد امره حكم بلاده.. وتقنع الميت بأنه يتوهّم موته وبأنه حيّ، وتريد أن تقنع الجائع بأن جوعه كاذب ، وتقنع المشرّد بأن له وطن، واللاجئ بالعودة لحضن الوطن.. وعندما يصبح العار المنتصر نموذجًا أعلى، بهذا الشكل الشامل لكل مناحي الوجود، يصبح السعي نحو هذا النموذج قيمة وطنية عليا، وكلما غرق اليمنيون الواقعيون في هوّة وظلام العار أكثر؛ انتصرت كذبة الكرامه لنفسها وأصبحت حقيقة..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫11 تعليقات

  1. أن كان رشاد في وادينا فبيننا وبينه قضية مانع سليمان أن أخرجه فهو من الإقيال وإلا فهو داشر ولن يرى منا الا كل مكروه وهذا قرار وليس راي ياعميد الإقيال
    من لم يدافع عن الإقيال فلاخير فيه

  2. بصراحة.. لا اعلم من أين ابدا
    كلمتي انتصار العار لوحدهما حكاية بكاملها..نص تنموي متكامل الاركان مابين طرح المسببات والتمدد في تسليط الضوء على الحيثيات ومن ثم جمعه في بوتقة انضباط ليعطي مخرجات مفيدة..

    على فكرة ماكتبته انت في سطور يحتاج الى مراکز تأهيل تعطيه محاضرات نظرية وعملية لمدة ليست اقل من ثلاث شهور..
    وبما ان اليمن للاسف حاليا يفتقر لهذه المراكز فلابد من تحويل جلسات القات الى محاضرات تعيد توعية وتأسيس المواطن اليمني على بنية تربوية علمية ثابتة وافق محدد الملامح واسع الافق..

  3. من الحماقة اختزال المشكلة في الحوثيين وترك من اوصلهم إلى سدة الحكم ومايزال يخرب بقايا الجمهورية من احتلال الجزر وبناء قواعد عسكرية فيها إلى قصف الجيش الوطني إلى السعي الان وبكل قوة إلى فصل البلاد وطرد وتشتيت اليمنيين وفي الاخير سيسلم البلاد بكاملها إلى الحوثي ولن يعبأ باي من كان

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى