كتّاب

‏”عصابة من البلطجية متعطشة للدماء”، هكذا وصف إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل ال…


‏”عصابة من البلطجية متعطشة للدماء”، هكذا وصف إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل السابق، نظام نتنياهو.

مطلع العام رفضت عدد من الدول الغربية استقبال أكثر من وزير إسرائيلي بسبب تصريحاتهم الفاشية “المحرجة”. قالوا الكثير طيلة هذا العام عن المحو، الإبادة، التهجير، إسرائيل من البحر إلى النهر، والتفوق اليهودي.

تلك المجموعة الفاشية الحاكمة، وفقاً لتصنيف شعبها الذي استشعر خطورتها على هويته وسلامه الداخلي، باتت تقاتل دفاعاً عن الحرية والقيم الغالية كما يحلو ل”الكنيسة الديموقراطية” أن تقول.

عليهم فقط مراعاة المدنيين ثم سيكون كل شيء على ما يرام. هذه كانت أحدث النصائح الأميركية.

نجح الكيان في تدمير ٤٥ ألف وحدة سكنية في شمال القطاع فقط. وحين تقول سلطات غزة إن الشهداء تجاوزوا ال١٥ ألف يتقافز الإعلام الغربي إلى التشكيك في الأمر. كما لو أن القنابل التي انهالت على عشرات آلاف المساكن إنما سقطت في الفراغ.

مرة أخرى: كانت فلسطين على مر الأيام أرضاً ومنازل ومزارع ومخابز بلا شعب!

حدثت المواجهة في وقت حرج.

الصهيونية المسيحية في أعلى مستوياتها. قال ٥٧% من الأميركان إنهم يتوقعون عودة المسيح قبل 2050. من أجل عودته لا بد لإسرائيل أن تستقر. التحدي الصيني للتفوق الأميركي تجاوز كل الخطوط الحمراء (تملك الصين تسخة طبق الأصل من طائرة F35، وفقاً لمصادر معلومات عديدة). التحدي الروسي من خلال “الحرب الأبدية” في طريقه إلى إنهاك القارة الأوروبية وزعزعة استقرارها. التحدي اليميني في الداخل الأوروبي في طريقه لزعزعة السلم الداخلي. فقد أعلن شولتز أن حكومته ستتقدم رسمياً إلى المحكمة الدستورية في يوليو القادم من أجل حظر حزب البديل afd الذي حل ثانياً في عدد من استطلاعات الرأي الحديثة. مصر عليلة وبالكاد قادرة على التقاط أنفاسها. المحور الإيراني زعزع الاستقرار في عديد من الدول. سبع دول عربية على الأقل تفككت إلى دويلات: السودان، الصومال، اليمن، سوريا، العراق، لبنان، ليبيا. الكتلة الخليجية خسرت حرب اليمن وقررت الاستدارة إلى الداخل. والتفوق الغربي في طريقه إلى الانحسار، وها هو يستغل أي فرصة ليقول للعالم إنه لا يزال متجانساً، متفوقاً، قوياً، ووحشياً. دائماً ما تثير الإمبراطوريات المتهالكة المشاكل.

داخل هذا الركام العالمي تتحرك العصابة المتعطشة للدماء، ضبع الحضارة الأوروبية، كما يحلو لها.

بلغ حجم القنابل التي أسقطت على غزة حتى الآن ما يداني ثلاث قنابل نووية من النوع الذي ألقي على هيروشيما. لذلك عواقب طويلة المدى لا يمكن سوى التنبؤ بها.

قولوا ما تشاؤون: الله، الطبيعة، الإناسة، الفيزياء، الرياح، الكواكب. لقد أهانت الهمجية الصهيونية كل ذلك، ولم يحدث قط في التاريخ أن مضى الدمويون في جرائمهم إلى الأبد.

م.غ.

—-
*الكنيسة الديموقراطية تعبير ابتكره صديقنا الكاتب السوري خلف علي خلف.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى