قضايا الطفل

مخاطر زواج الأطفال: حماية الفتيات الصغيرات من الأذى

زواج القاصرات هو ممارسة ضارة تؤثر على ملايين الفتيات الصغيرات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في اليمن. إن الإحصائيات المتعلقة بزواج القاصرات في اليمن مثيرة للقلق، حيث يتم تزويج نسبة عالية من الفتيات قبل بلوغهن سن البلوغ. ولا تحرم هذه الممارسة هؤلاء الفتيات الصغيرات من طفولتهن فحسب، بل تعرضهن أيضًا لعدد لا يحصى من المخاطر والمخاطر.

أحد المخاطر الرئيسية لزواج القاصرات هو خطر الحمل المبكر والولادة. فالفتيات الصغيرات اللاتي يتم تزويجهن في سن مبكرة أكثر عرضة للحمل قبل أن يكتمل نمو أجسادهن، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة لكل من الأم والطفل. في الواقع، وفقا لليونيسيف، فإن الفتيات اللاتي يلدن قبل سن 15 عاما أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بخمس مرات مقارنة بالنساء في العشرينات من العمر.

كما يحرم زواج القاصرات الفتيات الصغيرات من تعليمهن وآفاقهن المستقبلية. وكثيراً ما تضطر الفتيات المتزوجات إلى ترك المدرسة، مما يمنعهن من اكتساب المعرفة والمهارات التي يحتجن إليها لبناء مستقبل أفضل لأنفسهن. وهذا يؤدي إلى إدامة دورة الفقر وتعزيز عدم المساواة بين الجنسين في المجتمع.

علاوة على ذلك، فإن زواج القاصرات يعرض الفتيات الصغيرات لخطر أكبر للعنف المنزلي وسوء المعاملة. يتم تزويج العديد من العرائس الشابات لرجال أكبر سنًا بكثير قد يسيئون معاملتهن ويعرضونهن للعنف الجسدي والعاطفي والجنسي. وغالباً ما تكون هؤلاء الفتيات عاجزات عن الدفاع عن أنفسهن وليس أمامهن إلا القليل من سبل الهروب.

كما تؤدي ممارسة زواج القاصرات إلى إدامة الأعراف التقليدية والثقافية الضارة التي تنظر إلى الفتيات باعتبارهن ملكية يتم الاتجار بها أو السيطرة عليها. وهذه النظرة اللاإنسانية للفتيات باعتبارهن مجرد أدوات للزواج تؤدي إلى إدامة دورة العنف والتمييز ضد النساء والفتيات.

ومن المهم أن تتخذ الحكومات والمجتمعات والأفراد إجراءات لحماية الفتيات الصغيرات من مخاطر زواج القاصرات. ويجب سن القوانين وإنفاذها لحظر ممارسة زواج القاصرات وضمان قدرة الفتيات الصغيرات على إكمال تعليمهن وتحقيق أحلامهن والعيش حياة مُرضية. ويجب أن تشارك المجتمعات في تغيير الأعراف والتقاليد الثقافية الضارة التي تديم زواج القاصرات، ويجب تقديم خدمات الدعم للفتيات المعرضات للخطر.

ومن خلال العمل معًا لإنهاء ممارسة زواج القاصرات، يمكننا حماية الفتيات الصغيرات من الأذى، وتمكينهن من تحقيق إمكاناتهن الكاملة، وإنشاء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة للجميع. ومن الضروري أن نعطي الأولوية لحقوق ورفاهية الفتيات الصغيرات وأن نعمل من أجل مستقبل يستطيع فيه كل طفل أن يزدهر وينجح.

ندى الاهدل
ناشطة حقوقية ورئيس مؤسسة ندى البريطانية

Nada Alahdal

Nada Foundation

for the Protection of Girls

ندى الاهدل

Human Rights Activist ناشطة حقوقية ومدافعة عن زواج القاصرات https://nadaalahdal.com/social-media

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى