مفكرون

اغتصبوا وذبحوا لنصرة الدين !! استيقظ العالم ، منذ يومين ، على كابوس بشع دراكيولى ،

اغتصبوا وذبحوا لنصرة الدين !!
استيقظ العالم ، منذ يومين ، على كابوس بشع دراكيولى ، ذبح سائحتين فى المغرب بعد اغتصابهما ، إحداهما نرويجية والأخرى دنماركية. أتيتا من بلاد الشمال ، حيث مؤشر السعادة فى درجات ارتفاع ، حضرتا من ريف اسدنافيا ، حيث ينام الناس وأبواب البيوت ، ثقافة لا تعرف الأسوار ولا الشائكة ولا التوجس ، استمعتا إلى حكايات الشرق ، حيث وُلدت ألف ليلة وليلة ، اختارتا بقعة بجوار مراكش ، حيث السحر والجمال. حُكم بها على الحكومة. على صفحتها كتبت النرويجية تدافع ضد خوف البعض من شكل أحد السلفيين فى أوروبا ، هاجمت التعليقات: لا تحكموا على الناس بالمنظر ، تكن تعرف هى وصديقتها وبنات الصفر هن وجبة شهية للدواعش ، وأن أسعار السبايا الشقراوات هى الأعلى والأغلى فى سوق النخاسة. استيقظ العالم على صراخ البنت البريئة تحت نصل السكين «لايف فيديو». يفرغ فيها شهوته الجنسية. هذا الفيديو الذي يحمله هؤلاء ، يقولون سيفعلون كل ما يفعلونه لنصرة الدين !! اغتصاب وذبح لنصرة الدين ؟! أى دين ستنصرونه؟ من أى عجينة وضاعة تشكلتم؟ إن الضباع لتستحى أن تفعل فعلتكم ، كيف يصل العقل الإنسانى إلى هذا المستوى المنحط؟ كيف تحدث تلك الفرمتة؟ وكيف تتعامل مع مؤسسات دينية تزيف وعينا وتدشن وتخلق وتصنع تلك العقول من خلال نصوص تحمى ترساناتها بكل ما تملك أموال وأسلحة ؟! وباك نتسول بالصورة. القتلة ذكروا فى تبرير فعلتهم الحقيرة نصوصاً دينية ، هل انتبه أحد المؤلفة جيوبهم من مكتنزى المليارات وأصحاب بازارات الدعوة وبوتيكات الفتاوى إلى تلك النصوص ؟؟ المشكلة فى المنهج المصرّى والمتمسك بتديين المجتمع وتحويله إلى جيتو دينى. العالم فى صدمة ، والسؤال الملح الذي يفرض نفسه عليهم: لماذا تلك البقعة ، التى هبطت فيها الأديان السماوية ، على خصام مع الأرض ؟! لماذا يشغلهم الموت أكثر من الحياة؟ لماذا دوناً عنهم في الحداثة؟ لماذا يتآلفون مع الدم ويمجدون الذبح ويعيشون في وهم الجهاد وشرنقة الغزو وخداع التعالى على كل الثقافات والأديان الأخرى؟ يتساءلون: كيف ، وهم الأكثر تخلفاً فى العالم ، يمتلكون كل الثقة والزهو والفخار ؟! يستوردون طعامهم وملابسهم وأسلحتهم منا ، ثم يبثون كراهيتهم وينفثون سمومهم ويذبحون لحم بناتنا بعد إفراغ كبتهم المزمن !! أسئلة تزعج العالم ، لكنها للأسف لا تزعجنا ، فنحن نعيش في حجرة المرايات ، حجرة حجرة أنفسنا ، وفى النهاية ستتحول تلك الحجرة إلى مقبرة كبيرة ، تجمع جثث كل الكائنات المنقولة.
الدكتور خالد منتصر


اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى