كتّابمفكرون

هذا البوست أثار وسيثير الكثير من الجدل, أعيد نشره, وأنا مصمم…


هذا البوست أثار وسيثير الكثير من الجدل, أعيد نشره, وأنا مصمم علي كل ما جاء فيه.

“لا المسيحيين ولا العرب هم أصل المصريين”

في مواجهة ادعاءات أن مصر دولة عربية إسلامية – مع اعتراضنا علي تديين الدولة -, خرج المسيحيون بادعاء مضاد, يقولون أن المسيحيين هم الأقباط وهم أصل مصر, وانما قدم اليها الغازي العربي عمرو بن العاص وقام بتغيير الهوية القبطية.
في البداية يجب أن نعلم أن التاريخ الحقيقي للديانات المنظمة يشير الي أن هذه الديانات قد أنشأت لتبرر أعمال السلطة المركزية التي كانت تملك الحق في جمع الضرائب مقابل تزويد الولاية بالخدمات الاجتماعية والأمنية, وأن إمبراطوريات مصر القديمة وبلاد الرافدين كان لها حكومات دينية يقودها رؤساء ملوك أو أباطرة يلعبون أدوارا ثنائية كقادة سياسيين وروحيين ومنها عرفنا (الفرعون الإله), ولهذا ارتبط التحول الي الديانات المختلفة في بداياتها الي حد كبير علي أنظمة الحكم القائمة.
كان ذلك مقدمة ضرورية لنبحث في حقيقة التركيبة السكانية لمصر قبيل دخول المسيحية الي مصر, فالحقيقة التاريخية هي أن أصل الأقباط يعود إلى الأصول البطلمية (المقدونية) التي تأسست بعد قدوم الاسكندر, وأن كلمة “قبط ” Gupt Gypt أطلقها اليونانيون (الإغريق) في البداية على الجالية المقدونية التي أرسلتها الدولة البطلمية لتحكم مصر والمشتقة من اسم الملك البطلمي الحاكم وقتها أقبتوس Agyptius والذي يعرف أيضا باسم بطليموس الثاني Potlomy II, بعد ذلك تم اطلاقها على جميع يونانيي الأصل وسلالاتهم تمييزا لهم عن المصريين الأصليين، ثم ما لبثت أن اطلقت علي عموم المصريين.
اختصارا للوقت سننتقل مباشرة الي عام 61 م وهو العام الذي قدم فيه القديس مرقس الرسول الي الاسكندرية, حينها كانت البلاد تحكم بواسطة الرومان وكانت التركيبة السكانية لمصر تتكون من المصريين أصحاب البلد, ومعهم يونان (قبط) واليهود الذين هاجروا الي مصر في العهد البطلمي ورومان وأحباش ونوبيين وعرب ومن شتى الأجناس, قدموا اليها لما كانت تزخر به الاسكندرية من شهرة بصفتها أعظم موانى ومدن العالم, فهى منارة الأرض الثقافية بمدرسة الأسكندرية المشهورة, وهى مركز العلم والفلسفة فى العالم أجمع, ومكتبتها أعظم مكتبات العالم تحوى مئات الآلوف من الكتب والمخطوطات النفيسة, وتزدحم بأعداد وافرة من العلماء والفلاسفة.
أما عن الديانات المنتشرة في مصر حينها فقد كانت:
الديانة المصرية القديمة بكل آلهتها المصرية المعروفة مثل إيزيس وأوزوريس وحورس وآمون وأبيس تحت زعامة كبير آلهتهم رع.
الديانة الرومانية التي أتت بها الإمبراطورية الرومانية الحاكمة فى مصر, فكانت هناك الآلهة العديدة الرومانية تحت زعامة كبير آلهتهم جوبتر الرومانى.
الديانة اليهودية وكانت موجودة بطبيعة الحال بأنبيائها وناموسها وشريعة موسى الالهية وكان اليهود يمثلون الجالية الأكبر عددا بعد المصريين.
كما كان هناك أيضا القليل من الذين آمنوا بالسيد المسيح من اليهود الذين حضروا من أورشليم مباشرة وقبل قدوم القديس مرقس الرسول.
تذكر كتب التاريخ (أن بطرس الرسول أتى مصر لتبشير اليهود المشتتين فيها فتقابل معه القديس مرقس في مدينة بابيليون التي فيها حرر رسالته الأولى) ولهذا فإن المسيحية انتشرت أولا بين اليهود ويذكر إجمالا أن المسيحية انتشرت بين الأعراق الغريبة عن المصريين في البداية وأن المصريون أصحاب البلد ظلّوا يعبدون آلهتهم الفرعونية بحرارة, ويكرمون آثار ماضيهم العريق, كما أنهم لم يقبلوا المسيحية إلا بتحفظ شديد, لأنها جاءتهم من الخارج.
في عام391م أعلن الإمبراطور الروماني “ثيوديوس” المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية وبداية من القرن الخامس تم الاستيلاء على المعابد المصرية القديمة وحولت إلى كنائس وأديرة, وحينها لم يستطع المصريون تلافي المسيحية.
لم يستغرق الأمر بعد ذلك أكثر من 150 عاما حتي قدم العرب الي مصر ثم توالت هجرة القبائل العربية التي انتشرت في كل ربوع مصر وتغيرت التركيبة السكانية من جديد.
اذن فالوقوف عند عصر معين لتحديد أصل المصريين لا يعبر عن الحقيقة بل أن البحث في أصل المصريين الذين نراهم يؤلفون جسد الأمة المصرية اليوم هم النسل المباشر لمصريين عام 3300 قبل الميلاد، وأن المصريين ليسوا فقط أمة، إنما هم أقدم أمة سياسية في التاريخ، وأنهم أيضا جنس بشري مستقل بكل معني الكلمة.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى