كتّاب

والآن لنرى كيف أدار يوسف الصديق أزمة السنين العجاف فى بر مصر…


والآن لنرى كيف أدار يوسف الصديق أزمة السنين العجاف فى بر مصر المحروسة، فى أول سنتين أخذ من المصريين نقودهم وفضتهم فى مقابل إعطائهم إحتياجاتهم من مخازن القمح الإمبراطورى، وفى السنة الثالثة:
” أتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين أعطنا خبزا فلماذا نموت قدامك؟ لأن ليس فضة أيضا، فقال يوسف هاتوا مواشيكم فأعطيكم بمواشيكم إن لم يكن فضة أيضا” (تك 47: 15-17).
عندما لم يجد الشعب المسكين ما يدفعه مقابل القمح بعد أن جردهم يوسف من أموالهم بدأ فى أخذ ما تبقى لديهم وهى مواشيهم، ولاندرى ماذا يفعل يوسف بالمواشى والأرض لاتنتج زرعا من الأساس….!
أما فى السنة الرابعة فلم يجد الشعب المسكين مايعطيه ليوسف فى مقابل الغلة الإمبراطورية فأتوا إليه قائلين:
” لانخفى عن سيدى أنه إذ قد فرغت الفضة ومواشى البهائم عند سيدى، لم يبق قدام سيدى إلا أجسادنا وأرضنا، لماذا نموت أمام عينيك نحن وأرضنا جميعا؟ إشترنا وأرضنا بالخبز فنصير نحن وأرضنا عبيدا لفرعون “(تك 47: 18-19)…..!
هذا هو النص التوراتى المقدس الذى يحدثنا عن حكمة يوسف الصديق فى إدارة أزمة المجاعة فى بر مصر، فقد جعل المصريون عبيدا للفرعون نظير القمح الذى أعطاه لهم حتى لايموتوا جوعا فى سابقة تاريخية لم يستطع أخبث الكهنة من قبله أن يفعلها، بل تورد التوراة نصا يعد مثالا للإذلال فتقول أن الشعب أتى ليوسف قائلا:
” ليتنا نجد نعمة فى عينى سيدى فنكون عبيدا لفرعون”(تك47: 25-26).
أى أن الشعب يتوسل للمقدس يوسف لكى يرفعه إلى مرتبة العبيد…….!
ولكن هاهو المقدس يوسف– والتوراة لاتعد يوسف نبيا من أنبيائها- إبن النبى حفيد النبى زوج إبنة الكاهن يقوم بعمل لانستطيع أن نعده فى غاية النبل، وهو نموذج لحكم الكهنة فى كل العصور وكل الأديان، ولأن يوسف فى التقييم الموضوعى واحدا من الكهنة ولأن الكهنة مهما إختلفت دياناتهم ومعتقداتهم إلا أنهم يكونون فيما بينهم حلفا– سواء أكان هذا الحلف مقدسا كما يرون أو مدنسا كما نرى ونعتقد- وهذا الحلف قائم على المصالح المشتركة التى يمكن إيجازها فى عمل واحد وهو إبتزاز جماهير المؤمنين، فبينما الشعب يموت جوعا ويبيع روحه لفرعون من أجل حفنة قمح إذا بنا نجد الكهنة يعيشون فى بلهنية ويمدهم يوسف بالميرة وتظل أرضهم ملكا لهم لايستطيع أحد الإقتراب منها، فتقول التوراة عن موقف يوسف منهم:
” إلا إن أرض الكهنة لم يشترها إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون فأكلوا فريضتهم التى أعطاهم فرعون لذلك لم يبيعو أرضهم”(تك 47: 22-23).
ألا يعنى ذلك أن دراكولا مصاص الدماء الشهير يمتلك قلبه من الرحمة مالايمتلكه قلب الكاهن سواء كان هذا الكاهن حاكما أو محكوما..؟ فالكاهن الحاكم يأخذ الناس عبيدا فى مقابل رغيف الخبز، فى حين يترك زميله الكاهن المحكوم يتمتع بأرضه وامتيازاته وأيضا بالقمح الإمبراطورى المجانى، طبعا فى مقابل أن يخرج الكاهن المحكوم على الشعب المحروم ويبشرهم بالجنة الموعودة المدخرة فى الآخرة للصابرين من الفقراء الذين باعوا أرواحهم فى سبيل لقمة عيش، ألا لعنة الله على الكهنة جميعا حاكمين ومحكومين


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫13 تعليقات

  1. هل فيه اي اثر من عصر مصر القديمة يدل على وجود يوسف ؟!
    لا شئ مجرد حكايات البدوي اليهودي و البدوي العربي
    مع احترامي لسرد معاليك
    و هل المصريين اللي جيوشهم كانت احتلت الشام و ليبيا و السودان و العراق و ارتريا و اليمن
    و اخترعوا التحنيط و العلوم و الرياضيات و بنوا الاهرامات و السفن الضخمه في حاجه لإدارة جربوع بدوي قادم من صحراء الشام ؟!

  2. مولانا رجاء
    بثقافتك العظيمة
    اشرح لنا بداية ظهور اليهود على المسرح السياسي و التاريخي بعيدا عن التوراه و حكايات اليهود
    ما اصلهم
    هل هم فعلا كنعانيين ؟ و ما صلة اليهود بالعرب و بالغجر ؟
    و متى ظهر أول اثر يهودي في التاريخ ؟
    و متى ظهرت اللغة العبرية ؟
    و التوراه هل اول كتابات لها كانت بالكنعانية ام العبرية ؟

  3. عاوزه رأى حضرتك ((هل ارض فلسطين لليهود بنى إسرائيل ام للعرب المسلمين..
    اتمنى اجابه لان بنتى سالتنى وانا فعلا مقتنعه براى معين لكن منتظره اجابه حضرتك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى