كتّاب

مروان الغفوري | التقيت الشيخ ربيش بن وهبان مرة واحدة في الحياة، في يوم من

التقيت الشيخ ربيش بن وهبان مرة واحدة في الحياة، في يوم من أيام سنة ٢٠٠٦، في الصيف.
جاء إلى وحدة "الشخصيات الهامة" التي كنت مسؤولا عنها في مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. عندما كان "المستر أنطون" مديرا.

على هامش الحديث عن فحوصاته الطبية ألقيت عليه بعض الأسئلة كما كنت أفعل مع غيره من "ضيوف المستشفى"، وفقا لتعبير الراحل طارق سنان أبو لحوم.

كان ذلك بعد أن انتهيت من الدراسة في جامعة عين شمس، وكنت أتحضر لرحلة أخرى ..
كان ربيش بن وهبان يتحدث بوضوح رهيب ولم يستخدم جملة سياسية واحدة، كان حديثه أخلاقيا ومبدئيا. كانت انتخابات الرئاسة على الأبواب وكان قد حشد كل طاقته النفسية خلف بن شملان.
اصطحبته إلى خارج العيادة وقلت له وأنا أودعه:
صراحتك يا شيخ ستجلب عليك المتاعب.
صافحني مبتسما وسعيدا وقال:
"أنا هكذا زنجبيل بغباره"
أو قال زنجبيل في غباره.

لم أكن قد سمعت هذا التعبير من قبل ولن أنساه.
ولم نلتق بعد ذلك قط.. إلى أن قرأت خبر استشهاده في الأيام الماضية.
قدم حياته دفاعا عن جمهورية بلا شعب.

قتله اليمنيون الذين احتشدوا كما لم يفعلوا من قبل، وراحوا يموتون بالآلاف، ماتوا وقتلوا، جاعوا وجوعوا، دمروا السهول والجبال، سحقوا كل ذات بين، وأخرجوا بلدهم من التاريخ .. قتلوا من وجدوه في طريقهم، حتى شيخهم الطيب بن وهبان -الذي حشد كل طيبته وغباره دفاعا عن حقهم في الحياة –
قدموه قربانا للرجل اللعين بن بدر الدين.

اللهم ارحم اليمني المسكين ربيش بن وهبان
مات دفاعا عن جمهورية بلا شعب

م.غ.

مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى