كتّابمفكرون

ويشاء القدر ألا يمضي أسبوع، دون أن يلحق وزير الأوقاف بشيخه…


ويشاء القدر ألا يمضي أسبوع، دون أن يلحق وزير الأوقاف بشيخه الأكبر، ليؤكد أننا رهينة لفكر قديم متسلف متطرف، يغالي في الدفاع عن تراث لا يخلو من شبهة، وتاريخ دموي يدلسون بتجميله والإفتخار به.

عاقبت وزارة الأوقاف شيخا أزهريا (نشأت عبد السميع زارع) لأنه إسترد وعيه، وطالب شيخ الأزهر بالإعتذار لدول العالم عن الغزوات الإسلامية، معتبرا أنها احتلال وانتهاك لحقوق الإنسان.

تاريخ طويل من الكذب المتناقل عبر مئات السنين، حمل الكثير من التدليس والكذب، فهو يصور الأحداث والحروب والحكام والصحابة، علي أنها مجموعة من المثاليات والأخلاقيات الحميدة والإنجازات الرائعة والمواقف الإنسانية.

فالجيوش لم تكن تعتدي ولا تظلم ولا تقتل بريئا ولا إمرأة ولا شيخا أو طفلا، ولا تقطع شجرة ولا تهلك زرعا ولا تحرق بيتا.

كان الحكام والخلفاء والولاة والملوك والسلاطين, رجال عدل يعمرون الأرض ويرعون الرعية ويوفرون أسباب الحياة الكريمة، لا يقتلون ولا يظلمون ولا يقهرون ولا ينهبون ولايثرون علي حساب الناس.

كما أن الصحابة والتابعين وآل البيت، ومن تبعهم بإحسان، هم أقرب للملائكة لا للبشر وهم أهل عصمة لا يعصون الله.

حتي المواقف التي كانت تنبئ عن نفسها، بما تحمله من الفتنة والعصيان والاقتتال والظلم، كان يتم اختلاق الأسباب التي تبدو منطقية لتشرعن مثل هذه الأحداث، فتبدو طبيعية لا تخرج عن إطار نصرة الدين والمثاليات المدّعاة، وكله نفاق.

كان هذا هو المتداول وما يتم تعليمه في المدارس، وما يتم تناقله علي ألسنة الخطباء في المساجد، في إخفاء متعمد للحقائق، هو أقرب الي المؤامرة من كونه كذبا بغرض التجمل.

ولهذا كانت الصدمة الكبري عندما بدأ (البعض) في التعرف علي الحقيقة المخفاة المغايرة تماما للتاريخ المتداول.

التاريخ المليء بالقتل والتدمير والظلم وسفك الدماء، التاريخ المليء بالفتن والاضطرابات والحروب الإستعمارية والطائفية والأهلية والمجازر البشعة.

حتي الصحابة وآل البيت دارت بينهم الحروب والفتن والظلم، فقتل معظم آل البيت ودمرت الكعبة، ولم يسلم أهل مكة والمدينة، حتي نسائهم تم اغتصابهن وسبيهن.

وحملت الحروب الاستعمارية الاستيطانية للأقطار المحيطة الكثير من الأهوال والقتل والنهب بمسمي تجميلي (الفتوحات الاسلامية)، وهي أبعد ما تكون عن الدين، الذي لم يكن سوي مطية لتبرير الاغارة والهجوم، بحثا عن اتساع الإمبراطورية الجديدة والوصول الي مصادر جديدة لثروات وخيرات الغير لنهبها.

المهم أن رجال الأزهر والأوقاف يعلمون الحقائق جيدا، ولكنهم لا ينشرونها خوفا من بوار تجارتهم، وعندما يخرج عليهم من هو مثل الشيخ نشأت، ويعترف بالحقيقة، يوصف بأنه يهاجم ثوابت السنة ويتهم باعتناق مذاهب وأفكار تخالف منهج الأزهر، ومن ثم يحارب ويهاجم ويحاكم.

الحقيقة هي أقصر الطرق للوعي الحقيقي، الذي يؤهل الناس الي قناعات حقيقية، وانكارها يجلب آثارا سيئة، الإلحاد واحدا منها، عندما يجد الانسان نفسه أمام حقائق مغايرة تماما لأسباب إيمانه واعتقاده.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى