كتّاب

يعلم الحوثيون أنهم محاصرون، وهم يستندون في الأساس إلى خارطة دينية من الضلالات ال…


يعلم الحوثيون أنهم محاصرون، وهم يستندون في الأساس إلى خارطة دينية من الضلالات القاتلة. إذا تخلت قوات التحالف، والمقاومة، عن مواجهة الحوثيين الآن فإنهم سيتكاثرون وينتشرون. لكن الاستمرار في تسلق الجبال بحثاً عنهم في عش النسر ليس فقط مكلف، لكنه أيضاً مخاطرة لا يمكن الجزم بنتائجها.

فيما لو أدركت قبائل الشمال، وهي ترى المقاتلات وتخسر الرجال وتشعر بالحصار، أن خسارتها ستتزايد مع الأيام فإنها ستتخلى عن الحوثي وستنصب له الكمائن وستشق الطريق للجيوش القادمة من الخارج. ثمة ثغرة في هذه المسألة: في النصف قرن الأخير اعتاد بارونات القبائل على المال والعطايا والحركة الحرة المريحة. الحرب، بصورتها الراهنة، وضعت حداً لكل ذلك. كما أن الوقوف إلى جوار الحوثي يعرض كل تلك المكاسب للخطر. سيكون على صالح والحوثي أن ينفقا من مالهما الخاص على حزام واسع من القبيلة المتعطشة دائماً للعطايا، للعسل والحليب. انتقال الحكومة اليمنية إلى عدن، بما يعني تحول المال والسياسة والحركة والأضواء إلى هناك، سيعجل بدخول صنعاء في طور جليدي، لا مال ولا أصدقاء في الجوار. تلك الثغرة في جانب البندقية الحوثية أكثر من سيعرضها للهلالك والنفوق، حتى وإن كانت بندقية على الجبل، حتى وإن كان حنا بعل قد ترك الجبل ونزل إلى السهل وحارب بالقرب من البحر.

في أفريقيا جنوب الصحراء تبدو راوندا، في الوقت الراهن، واحة من الأمان، ويتبادل فيها الناس التجارة والابتسامات كما يفعلوا من قبل. كانت التجربة قاسية وفظيعة. على إثرها أدرك الإنسان في راوندا أن المجتمع الذي يجري وراء الأناشيد والأعلام ويقسم نفسه أفقياً قد يجر على نفسه كارثة. وأن العالم الخارجي لن يساعد أولئك الذين لا يساعدون أنفسهم. في لحظات فارقة من التاريخ الراوندي اعتقد الناس أن تلك الحرب ستستمر إلى الأبد، وأن المجتمع الراوندي لن يخرج مرة أخرى ليرى الأمطار ولن يرعى أغناماً في أفريقيا جنوب الصحراء .. من جديد.

لكنه فعل.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫23 تعليقات

  1. صدقني ان الحوثه يزدادون قوة يوم بعد يوم .قوة يستميتونها من غباء الدنبوع والتحالف .وسيظل الحوثي قوي ان استمر الغباء من الحكومة والتحالف .والحوثي اصبح وقعا يجب ان نرضى به مهما كان حتى وان صلحت الامور وانتهت الازمه الى حل سياسي .لا يمكن ان يقصى الحوثي .وعفاش .من الحكومة القادمه .الحوثي كاااابوس نعيشه .ونستيقظ منه ونجده امامنا حقيقة لا خيال

  2. من يضمن بقاء الوضع الإقليمي على ما هو عليه اليوم. ..مع مرور الوقت ستزداد الضغوط الدولية ويستشعر الإيرانيون ومن يقف خلفهم أنها تحولت إلى حرب استنزاف وسيعملون على ذلك؟ !؟؟

  3. هذا يعني انه لا بد من تحرير مأرب والحديدة وتعز؛ وان تترك صنعاء تتجمد في جليدها.
    اعتادت القبائل على جلب الحبوب من المنطقة والوسطى والتقاتل عليها غالباً في حزيز.
    اما اليوم فلن يجدو عدواً ينبهونه وسيتقاتلون على ما بين أيديهم

  4. القبايل يحركها المال وعفاش
    سوف تتحرك في اللحظات الاخيره باسم الوطن وبدافع الوطنيه (الدفع المسبق) رغم ان هذه القبايل نفسها هي التى يتشكل منها قطعان مليشيات الهمجيه المنتشره في كل الارض اليمنيه …!!

  5. من خلال قراءتي لبعض التعليقات ادرك انه ﻻفرق في الهمجية والتخلف بين قبائل الجبل وقبائل الساحل كلهم سواء بل واﻻفضع عندما تكتشف ان من تظنهم اكثر وعيا اكثر همجية وتخلفا وهنا الصدمة …

  6. انا ارى ان لا تقدم المقاومة والتحالف على تحرير اقليم آزال ، لان الحرب لن تنتهي .. المطلوب تحرير كل المحافظات ما عدا محافظات اقليم ازال … لانهم وحدهم القادرين على التعايش والاندماج مع الحوثيين بسبب التقارب المعرفي والثقافي والمذهبي والتشابه في طرق التفكير وكذلك التشابه في نظرتهم للحياة ، مع وجود بعض الاستثناءات الطفيفة التي ستذوب مع مرور الزمن …
    فبهذه الخطوة سيتم الحصول على نتائج مرضية لجميع الاطراف وإن كانت قسرا .. ومن هذه الفوائد ان الحوثيين وصالح سيحافظون على ماء وجوههم بالابقاء على اقليم آزال تحت سيطرتهم ، لكي يشبعوا شهيتهم للحكم داخل هذا الاقليم .
    ومن الفوائد ايضا ترسيخ احد مخرجات مؤتمر الحوار والمعني بالاقلمة ، وهو البند الذي وافق عليه الحوثيون وصالح مبدئيا ، ثم تحول فجأة الى خيانة للوطن وتقويض للوحدة لانه لم يكن بالشكل المطلوب والذي اختاره الحوثيون ..
    والفائدة الثالثة هي اتاحة الفرصة لبقية المحافظات لكي تحكم نفسها بنفسها وتستفيد من كوادرها المرميين في سلة المهملات ، وعلى اروقة الخدمة المدنية بحثا عن الفتات الذي قد يسقط سهوا من بين انياب قوى النفوذ في اقليم آزال الذين استحوذوا على الحكم منذ ان عُرفت _ اليمن السعيد _ على كوكب الارض .

  7. محمد عايش يقول
    ان القبائل قد تتخلى عن الدفاع عن صنعاء
    ولن يقاتلو مع الحوثي ، لكن لن يتخلو عن ارضهم ، بالنسبة لدخول التحالف صنعاء
    فذلك يعد صيدا يوميا ثمينا ، في القلب او الرأس ، ذكر كيف قاتلت القبائل الجيش
    المصري الذي أعتبرته القبائل محتل
    وليس محررا وانجزت عليه، هل القبائل الأن تتدارس
    كيفية التعامل مع التحالف بطريقة الصيد ، أم العطايا ستلعب دورا أخر للتخلى عن هذا الصيد بالقلب أو الرأس .

  8. تفترضون أنكم أكثر علما بأنصار الله ونواياهم ومخططاتهم أكثر ممن يعيشون معه ويقاسمونه شظف العيش والمعاناة في ظل عدوان أيدتموه واستدعيتموه.
    سلمنا بجهلكم بأنصار الله بسبب الحجب التي وضعتموها انتم بينكم وبينهم، ولكنكم أيضا تجهلون شعبكم اليمني الحر الذي لا يمكن أن يقبل بالضيم وأن يناصر جماعة تستعبده.

    استمتعوا بجهلكم المركب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى