كتّاب

في ذكرى الكرامة جلست وبكيت…


في ذكرى الكرامة جلست وبكيت
——————

الثامنة صباحاً ودّعتُ صديقي أحمد زكي في مدينة ميونستر، غرب ألمانيا. لم أنم الليلة السابقة. في الصباح سلمتُ مفتاح غرفتي للمؤجر ولم أودع جارتي الصينية ولا جاري البلغاري. عندما قلت لهما أني سأترك المدينة غداً لم يخفيا فرحتهما. كنتُ أدرس اللغة الألمانية في النهار وأسهر على أناشيد وفيديوهات الثورة، مع كتابها وشبابها وأحلامها، حتى الصباح. حتى ذلك الحين كنتُ لا أزال صديقاً للجميع. وكنتُ أكتب للثورة: هيا أيتها الثورة، هيا يا غزالتي.

كانت الثورة تفكك، بسرعة، عقد المجرة الأسطورية التي خلقها نظام صالح. في رأسي كان تعبير عبقريٌ على صحيفة يديعوت أحرونوت، في معرض تعليقها على المشهد المصري قبل عام من الثورة المصرية، يئز:
القطار غادر المحطة، والسؤال أين سيقف.
كنتُ أقول لنفسي: لقد غادر المحطة، بالفعل، ولكن هل سيقف؟

بدا أن شباب الثورة قد أصيبوا بالتوتر. لقد مضى شهر على الثورة ولم يحدث شيء كبير بعد. المصريون حسموا أمرهم مع النظام في أقل من ثلاثة أسابيع، أما التوانسة فلم يتجاوزوا الأسبوع الثالث سوى بيوم واحد فقط. وكان صالح لا يزال قوياً، مدججاً بكل أولئك الذين أصبحوا فيما بعد يمجّدون الثورة وكأنهم اكتشفوها فجأة في بئر معطّلة. ولم يكن في مواجهته سوى أولئك الذين أصبحوا الآن خارج أسوار التسويات السياسية، الذين لا تراهم كاميرات الحوار الوطني عالية الزوم. الآن.

في ذلك الصباح كنتُ متّجهاً إلى أقصى الشرق، شرق ألمانيا، إلى البلدة التي خرج منها الإصلاحي الأشهر في التاريخ العالمي “مارتن لوثر”. رحلة القطار ستستمر حوالي ثمان ساعات حتى مدينة لايبتسيج. كانت سارة ياسين، رفيقتي، لا تزال في صنعاء. في الطريق وصلتني رسالة على موبايلي: ثورة غبية يا مروان! وبعدين؟ ظللكم نايمين في الخيام عشر سنين وهو نايم في القصر؟

الحق أني شعرتُ بتوتر بفعل رسالتها. لم أنم ليلة البارحة، وهذا التجديف بحق الثورة يصيبني بتوتر شديد. وهي نفس الحساسية التي دفعتني فيما بعد لخسارة غالبية أصدقائي من الكتاب والصحفيين، الذين تعاملوا مع موضوع الثورة كموضوع سياسي بطيء ذي بعد واحد. وكانت تلك الخسارات، بالنسبة لي، مثل عملية تطهير عظيمة “كاثرسيس”. كنتُ كأنني أتحول تدريجياً إلى شخصية روائية، وكنّا لأسباب نفسية دفينة نحول يوميات الثورة إلى فنتازيا مشرقة، عالية الفيوض، تمجد اللحظة الراهنة ولا تأبه لما سيأتي. في الواقع لم نكن نعرف ما هي الخطوة التالية. كنت قد كتبت في المصدر: بقي من الزمن الساعة. ولم أكن أتخيل ذلك الزمن الذي بقيت منه ساعة فقط. في السنين الأخيرة كنتُ قد فهمت، إلى حد كبير، كيف يفكر نظام صالح. استطعتُ أن أفهم المعادلات والقوانين التي تحكم دينامية وحيوية شبكة نظامه العملاقة. عندما كنتُ أسمح لنفسي بتخيل كيف يمكن أن يسقط هذا النظام كنت أصاب بالفزع الرهيب: لا بد أنه عندما سيسقط سيهوي بنا جميعاً إلى القيعان. فجأة أطرد هذا الهاجس الجبان وأدوّن في صحيفة المصدر: إني أرى الملك عارياً.

كان ارتباكي يبلغ مداه قبل منتصف الليل، فأدون في المصدر: لا توجد طريقة مشرفة للهرب ولا طريق سهل للحرية. كنتُ كمن يكتب للجماهير. في الواقع كنتُ أكتب لأعالج مخاوفي. عندما تأكدت أن أشقائي، كلهم، انخرطوا في الثورة بشكيمة وبسالة مذهلة ابتهجت، ثم داهمني رعب كبير. إذن فهو نهر اللاعودة. كان المصدر السبورة التي أجرب عليها معالجة مخاوفي. هكذا ذهبت أدوّن: على قلق كأن الريح تحتي. أسكن قليلاً، أشاهد ما الذي يجري، أهتف من بعيد. كنّا في ألمانيا نلتقي ونهتف. لا يزال صوت “نادية عبد الهادي” يهز ذكريات الثورة في ألمانيا. فأمام بوابة براندن بورغ في برلين أمسكت بالمايكرفون وصرخت بصوت حاد، شجاع، ومذهل في نقائه:

على جيشنا الأبي أن يختار، إما الشعب وإما النظام.

في غرفة صغيرة في مدينة ميونستر كانت تحاصرني الثورة. جاري البلغاري ليس مستعداً لأن يجلس معي، ليسمع قليلاً من الضوضاء التاريخية التي تتدفق في رأسي. أما الفتاة الصينية فهي بالكاد تتذكر وجود شعوب أخرى في العالم. صديقي أحمد زكي، شاب يمني يغرق في دوامات اليوم، يشحن نفسه بالثورة بصورة مجنونة. كان هو إنجيلي في تلك اللحظات الفريدة. كنت أذهب إلى ملتقى طلبة جامعة ميونستر. كان الشاب الأردني مأمون، طالب دكتوراه، يدعي أنه يعمل في بحث الدكتوراه بينما كان يقضي نهاره كله في الملتقى أمام قناة الجزيرة يتابع الثورة العربية. في الغالب كان يغفو على مقعده، وعندما يفيق يفرك عينيه، يتأمل شاشة كمبيوتره المحمول، يسأل: صار شيء جديد؟ مازن كنعان، المثقف الفلسطيني النبيل، كان يتجلى حماساً وتنظيراً مشرقاً للثورة. كنتُ أفضل الصمت. أعود إلى غرفتي وأدوّن: زواج عتريس من فؤاده باطل. كان فيلم “شيءٌ من الخوف” يتحكم في مزاجي تلك الليالي. عندما تحاصرني نفسي وبشريتي أدون: لقد انتظرنا هذه اللحظات طويلاً، لم يعد ممكناً الآن أن نشك في فعلنا.

القطار غادر المحطة، والرمال تتحرك من تحت أقدام صالح، والشارع لنا.

انطلق القطار في اتجاه الشرق. غفوت قليلاً في القطار. الأراضي الزراعية الألمانية على جانبي القطار فشلت في خطف انتباهي، وكان الربيع لا يزال يتحسس طريقه. ما الذي يجري في صنعاء الآن؟ تُرى ماذا يفعل شعب الله الأحرار في هذه الساعة؟ لماذا تقول سارة ياسين إن الثورة غبية. هناك عقدة صغيرة يكمن عندها السر. ستكون هي step limiting process “أو الخطوة المحددة لاتجاه التفاعل”، الخطوة التي ستنهار بفعلها القوى الكبيرة وتظهر القوى الجديدة الفاعلة، المهيمنة. كم مرّ من الوقت على غفوتي في القطار؟ رسالة جديدة من سارة. أفقت من غفوتي، فتحت موبايلي: “أنا آسفة، أنا جبانة، أنا حقيرة، شوف اللي بيحصل هلّا في صنعاء، شهداء يا مروان، شهدااااء”

قفزت الدموع من عيني مثل شلال استوائي. كأن بحيرة عظيمة انهارت في صدري فجأة. أصبت باختناق: هل هذه هي العقدة التي يكمن تحتها السر، أم المغول الجدد؟ المغول الذين سيجعلون من التحولات الكبيرة، تحت سيوفهم وخيولهم، أمراً بعيداً المنال. لقد اختمرت الثورة بتوافر كل عناصرها بالمعنى الماركسي التقليدي، كنت أقول لنفسي، لكن المغول سيقتلون ماركس في ثلاث دقائق. صحيح إن ماركس كان ينتظر خروج البروليتاريا من المشاغل والمصانع، وهي طبقة ثورية غير متوفرة في اليمن. لكن “المعذبون في الأرض” يصنعون أيضاً الثورة عندما تكون البروليتاريا الصناعية غير مرئية، أو غير موجودة. وكنا نحن المعذبين في الأرض الذين لم يعد لدينا ما نخسره “سوى الأغلال”.
هاتفت شقيقي عيدروس، وكان منذ الدقائق الأولى في الميدان. طمّني، أنت كويس؟

رد عليّ بثقة ونشوة: الحمد لله الشعب كله خرج معانا اليوم. في رصاص بس بعيد عن المكان اللي أنا فيه. بس الشباب سيطروا على الوضع.

ـ طيب في شهداء؟
ـ يقولوا في شهداء الآن، بس أنا بعيد جداً عن الجهة اللي فيها إطلاق نار والجمعة اليوم كبيرة جداً.

“الشعب كله خرج معانا اليوم”. كنتُ أحلم بهذه الجملة وأنا أكتب رواية “المتشرد” في 2005. شابان في مدرجات جامعة تعز ينتظران خروج الشعب كله، لكنه لم يخرج. ربما كنتُ واقعاً في تلك اللحظة تحت ضغط “الواقعية الاشتراكية في الأدب” وكان مكسيم غوركي يصوغ جملتي الروائية بطريقة ثورية. في المتشرد وقفت أمام عقدة صعبة: كيف يمكن أن يخرج الشعب كله في بلد ليس فيها أنهار ولا مدن. ثم اقترحتُ أن أنهي كل شيء بعودة الماضي. لكن عيدروس قال لي منذ دقائق إن ذلك ممكناً، وأن المعذبين في الأرض لا يلتقون فقط في مدن الأنهار، أو مدن القناة. يمكن أن يخرجوا جميعاً، دفعة واحدة، في كل مكان، وفي اللامكان. لقد سمعتها للتو من عيدروس، أما سارة فبكت قبل لحظات واعتذرت للثورة. الثورة التي تقدم الشهداء بشجاعة وبصورة مبكرة تكون قد حسمت أمرها مبكّراً. على أن هذه ليست حتمية. كنتُ أدون أسئلة أكثر من إجابات. كنتُ أبني هياكلَ وأهدمها في لحظات، وكنتُ غارقاً في دوامة لا ضفاف لها. هاتفني أحدهم، من شبكة صالح: حرام عليك، توقف عن بيع الوهم للناس. قلت له: خليني أبيع الوهم، يمكن يطلع حقيقة.

وقد خالجني شعور بأن كلامه ربما يكون صحيحاً..
عندما نزلت من القطار في مدينة لايبتسيج كان عدد الشهداء قد تجاوز الخمسين شهيداً. وكان كل شيء قد تغيّر إلى الأبد.

—————

م. غ.

18 مارس
2013

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫40 تعليقات

  1. كنت أحد أولئك الشباب الذين واجهوا كل تلك البشاعة والحقد والإجرام العفاش يوم جمعة الكرامة في ساحة التغيير..
    كنت أحد أولئك الشباب الذين قفزوا الجدار لإيقاف بنادق القناصة والبلاطجة…
    كنت أحد أولئك الشباب الذين أراد عفاش إبادتهم طوال شهر في ساحة التغيير من تاريخ ٢٠ فبراير وحتى ١٨ مارس وما بعدها…

  2. كاتب مبدع كتاباتك مدرسه ومخاوفك في هذا المنشور نفس ماكانت عليه مخاوفنا القطار انطلق والى الان مازال ينطلق لاندري متى سيتوفف ولكننا نؤمن انه سيفعل

  3. الآن أتذكر تلك المشاهد والأصوات وأشاهد الدماء وزملائي يسقطون جنبي شهداء وجرحى ونحن نواجه كل ذلك الموت بحماس ونردد الهتافات…
    ولكني أنهار الآن في هذه اللحظة وأبكي صارت لحظات الذكريات التي نتذكرها أقسى علينا من لحظات الواقع الذي كنا نواجهه..

  4. ذلك اليوم لايمكن نسيانه !

    كنت في أحد شوارع مدينة جدة أذهب للدوام المتعب حينها حيث لا تلفاز ولا نت ولا أخبار تصلنا عن مايدور في عاصمة اليمن
    أتت جمعة الكرامة تسمرت قدماي أمام القنوات سهيل الجزيرة وغيرهما ، أتى موعد الدوام المسائي لم أشعر أنني لم أذهب له !
    كانت الدموع قد سالت وغطت الأحزان يومي عشرات الشباب الذين خرجوا ولم يعودوا قطف أرواحهم من يقطف أرواح غيرهم اليوم في ربوع البلاد
    كنت مصر ان تلك الأرواح ستكون وقود الثورة التي تفكفك ماكينات إمبراطورية صالح وبالفعل تفكك صالح وتفككت إمبراطوريته وهاهو اليوم يعيش في زمن ليس زمنه
    يسمع زئير من قتلهم ويتمنى أن لو كان أصم
    لقد جلبوا له العار والنار واسكنوه الغار كالفار
    ولقد ارتقوا شهداء في عليين .

  5. غلطةالشعب اليمني كله انه عرف القاتل والمجرم من اول يوم بعدجمعةالكرامه ولم يقتلع النظام من جذوره ويرميه الى مزابل التاريخ.. حينهاكان النظام تتساقط اوراقه بسرعةمتناهيه، ولكن الشعب ترك المجال لتجارالسياسه اللاهثون وراءمناصب دفعناثمنهاتباعا.. سلمت يداك يادكتووور..

  6. ذاك اليوم سيظل محفور في ذاكرة و وجدان كل يمني. أتذكر تلك اللحظات بكل تفاصيلها.
    لقد عشنا بدأيات الثورة بنفس الحماس و الرهبة و الترقب و الخوف على الشباب في الساحات كما سطر الكاتب. أولئك الشباب الذين أبهروا العالم و صنعوا مجتمعا أفلاطونيا في تلك الساحات هم أيقونة الثورة . فالثورة أخرجت أجمل ما فينا و هم أولئك الأبطال و أقبح ما فيهم. شكرا للكاتب فقد جعلنا نعيش تلك اللحظات مجددا.

  7. إلى الرعيل اﻷول من شهداء الجمهورية الثانية :
    لن ننساكم ما حيينا وسنلقن سيرتكم العطرة ﻷبنائنا وأحفادنا وسيسجل التأريخ أسماءكم وتضحيتكم بأحرف من نور يا من سقيتم بدمائكم شجرة الحرية عندما كانت لا تزال نبتة غضة طرية ، وهاهي اليوم قدا أصبحت سامقة قوية لا تهزها الرياح ولم تعد أيادي اﻹستبداد والطغيان والتسلط تقوى على إقتلاعها ، ويكفيكم فخرا أن الله إختاركم في يوم كان قد أختير له إسم الكرامة …
    المجد لليمن
    النصر للثورة
    والخلود لكم ولكل الشهداء

  8. الحلم الذي اراده الشباب الاحرار لم يتحقق بسلميتهم التاريخية لكن الإيمان بالثورة و الكرامة حتمت عليهم تطهير هذا الوطن بدمائهم ..لن ننسى من قضوا نحبهم في سبيل الثورة و الكرامة …

  9. كنت هناك يومها لكن الثوره لم تعطني شرف الموت في سبيلها ذالك اليوم وسنظل نحمل شعلتها حتى تنتصر ونعيش في يمن متساوي المواطنه ودون( ما زد عرفنا )

  10. اقرأ وعيوني تذرف الدمع
    أرى مشاهد القتل والدماء واسمع البكاء وانين الجرحى وخوف الناس وشجاعة الشباب ومظاهرات هنا وهناك أشياء كثيرة نراها و’نسمعها في مقالك
    الرحمه للشهداء

  11. بعد هذه الفتره الطويلة أعتقد ان أنشقاق نصف عسكر علي صالح للثوره هو ماأفشلها وأن كنا حينها نعتقد غير ذلك . الثوره الكامله أصبحت فجأة منقوصه بانظمامهم . خرجنا في كل أنحاء العالم ضد نظام متكامل فاشي عسكري وفجأة وجدنا أنفسنا نناقض أنفسنا ونقف مع بعض القتله ضد بعض القتله .

  12. المقال طويل ولا يكاد يخرج منه القارئ سوئ بجمله واحده .شهدا يوم الجمعه في ثورة كانت حلم في روايتي ولم تكتمل وشعور بالاسئ لأنها لم تكتمل . ما كان فيه داعي للقطار وزميلي وزميلتي والهدره هذه كلها. اسهاب واطناب. في كل مقالاتك

  13. الثوره كانت حلم جميل
    انقلبت كابوس بانضمام علي محسن وتوقيع المبادره الخليجيه
    واصبحت كارثه بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم .

  14. ع ارووواح الشهداء السلام .
    جمعة الكرامة لن ننسى ذالك اليوم وستقراء عنها الاجيال القادمة وسيدونها التاريخ ك اعظم يوما في تأريخ اليمن لان من يوم جمعة الكرامة تحولت المجريات وانقلبت الموازين رحم الله الشهداء الذين ضحو بارواحهم ليضيئو سماء الوطن حرية وكرامة وعزه

  15. شعوب غبية ..
    في الوقت الذي كان علينا ان نتحد فيه لنسقط كل شوائب الماضي الحقير .. وجدناهم يسقطوا في فخ الانقسام طائفيا او مناطقيا او عقائديا او سياسياً … الخ من تلك المسميات. ولست مجافياً عندما احمل الاصلاح والقوى الاسلامية الرجعية بشقيها والمناطقية مسؤلية فشل الثورة .. واذا كان هناك من مخاض لتصحيح سكة قطار الثورة فعلينا العودة الى مرجعيات اخرى وحديثة تتلائم مع المتغيرات مثل دولة علمانية للجميع الى جانب الفيدرالية للمحافظات لتوسيع افق الحكم المحلي وارساء سياسة وثقافة لا اقصائية تشترك فيها كل فئات الشعب .. وهذا كان حلم وامل الجماهير في الثورة …

  16. وبدلاً من ان نجدهم يستغلوا التكنولوجيا (مثل الفيس) لتقريب وجهات النظر والخروج بحلول وسط وشافية للجميع , نراهم ينقسموا اكثر واكثر والكل يريد ان يعلق او يعمل لايك او ينتظر لايك .. او لا تهمهم وجهة النظر الاخرى او كلا يرى رايه هو الصواب .. وهلما جرا.

    هذا ليس تقليلا مني لارادة الشعوب وليس جديد علينا .. الم يقل الشاعر احمد شوقي و احد شعراء الثورة اليمنية (الثلايا) :::

    شعب أذا ضرب الحذاء برأسه .. صرخ الحذاء بأي ذنب أضرب
    لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت

    والله يقول : لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    بالمختصر الخلل موجود عند الشعوب …

  17. الثورة يا سادة
    تعني التغيير بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. ولا تكتفي بتغير روساء او انطمة.
    نعم التغيير الجوهري في كل شيء حتى في انفسنا وفي تنقية مورثنا كله من عفن وغبار الزمن المقيت .. والفئة التي تدعي انها متعلمة او مثقفة تفع عليها المسؤلية في قيادة مجمل هذه التغيرات كمن يقود Lokomotive القطار ليرسي به مثلاً في Leipzig .. وليس الشطح او تدع حالها للاستقطاب …

  18. اسألوا جمعة الكرامة عنـّـا .
    كيف ثـُرنا على النِظامِ كِبارا .

    كيف كان السلامُ فينا خيارٌ
    فتبنـّـوا مِنَ الدماءِ خيارا

    كيفَ عُدنا بحلمِنا ودِمانا
    وأتينا إذِ الزمانُ استدارا .

    قتلوا بذرةَ السلامِ فصارت
    نبتةُ اليوم في النفوس شرارا

    هيثم.الرصاص.tt
    18/3/2016 م.

  19. لا زلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم…رائحة الدخان الأسود …صراخ الشباب…بكاء الأرامل والثكالى في المستشفى الميداني…صور الشهداء معلقة بذاكرتي…شعرت بأن الحزن ينطق من كل مكان…كنا هناك مشدوهين من هول الصدمة…فكان ذلك أول ثمن ندفعه للحرية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى