كتّاب

عشرة نقاط حول المنتخب الألماني والمثلية:…


عشرة نقاط حول المنتخب الألماني والمثلية:

١. المثلية ظاهرة بشرية وليست ألمانية. تعايشت كل شعوب العالم معها على مر الأيام، وفي التاريخ العربي فترات عبرت فيها المثلية عن نفسها في السياسة والآداب والفنون، وما من دليل واحد على أن المثليين كانوا يلقى بهم من شاهق. بل إن كتب التاريخ تعج بالأخبار عن خلفاء مثليين، أحدهم (الأمين) كانت أمه تلبس له الجواري لباس الغلمان حتى يستثار ابنها جنسيا. وآخر كان حاجبه عشيقه، وكان كبار القوم يتوددون إليه لما له من سلطة على خليفتهم.

٢. حتى الآن أقيمت ٢٥% من احتفاليات كأس العالم في دول ديكتاتورية تجرم المثلية. ومن المثير أن أول دورة جرت في إيطاليا في عهد موسوليني، وكان نظاما يحتقر المثلية واليهود. وأن الدورة قبل الحالية كانت في روسيا، البلد الذي يناهض نظامه المثلية بشراسة. بوتين، عدو المثلية الأبرز، ذهب إليه نجوم المنتخب الألماني وقدموا له قميص منتخبهم والتقطوا معه الصور المبتسمة، وكانوا في غنى عن ذلك الفعل.

٣. يتمتع ١٣% من سكان العالم بحرية صحافة، بحسب دراسة أعدتها الإيكونوميست. ما يعني أن 87% من البشر يعيشون في ظلام دامس، لا تستطيع الصحافة في بلدانهم أن تمارس أي دور فاعل في حياتهم. وهناك شعوب تناضل في سبيل الحرية بشراسة ولا تحصل على ما تستحقه من التأييد الدولي. اختزال مسألة الحرية في المثلية تبدو كما لو أنها محاولة لعولمتها. على أن المثلية ظاهرة بشرية، ولا يمكن أن تعبر عن نفسها سوى في سياقات ديموقراطية.

4. إليكم ما قاله سيغمار غابرييل، وزير خارجية ألمانيا السابق، قبل أيام: كانت المثلية مجرمة في ألمانيا حتى ١٩٩٤. وكانت أمي تحتاج لإذن من زوجها لتتمكن من العمل. ناضلت ألمانيا عقودا حتى تصبح ليبرالية. التقدم يحدث رويدا وليس في ليلة. كم ننسى بسرعة.

٥. تعامل اتحاد كرة القدم الألماني بخفة لا تتناسب مع ما نتوقعه من (أرض الشعراء والفلاسفة)، خصوصا حين يتعلق الأمر بظاهرة تصاحب البشرية منذ القدم. وبدلا من التركيز على اللعبة فقد أقحموا اللاعبين في نزاع خارج الموضوع، وكانت النتيجة فضيحة كروية. استجابت انكلترا لتعليمات الفيفا، وتراجع نجومها عن عزمهم رفع شعار المثلية. بالمناسبة: بريطانيا هي الدولة الأكثر مثلية في أوروبا، حوالي ٩% من السكان يصنفون أنفسهم مثليين. كذلك استجابت كل الدول.

6. يصف اليمين الراديكالي الألماني السياسية الخارجية للبلاد بأنها سياسة فيمينست، أي نسوية تتخيل العالم على هيئة حديقة أو متنزه تنقصه فقط بعض الجماليات. وأن تلك السذاجة النسوية لا تعطي ألمانيا وزنا خارجيا يتناسب مع حقيقة كونها أكبر قوة تصديرية في العالم، ورابع أقوى اقتصادات الدنيا.

7. يوجد في ألمانيا 27 ألف ناد كرة قدم، تملك تسعة ملايين عضوا. قبل أشهر قال خبر على صحيفة بيلد: في الويك إند الماضي، السبت والأحد، أجريت حوالي أربعة آلاف مباراة في مختلف دوريات البلاد. لا يمكن أن تؤدي كل هذه الكثافة الكروية إلى ذلك الأداء الهزيل الذي يقدمه المنتخب الألماني منذ ثمان سنوات. هناك أسئلة صعبة جديرة بأن تتصدر الواجهة. كالعادة سيتخفى الفريق الفني، غير المحترف، وراء معركة الشعار لينجو من المساءلة. في العام ٢٠١٨ افتعل معركة مع أوزيل ليهرب من الفضيحة، وقد نجح. كانت معركة مهينة للعقل والحكمة والرزانة. الجهاز الفني الذي افتعل المعركة لا يزال هناك، وها هو أمس يصدر بيانه بخصوص مسألة شعار المثلية، ولا يقول كلمة واحدة حول إهانة “بطل العالم” في الميدان على ذلك النحو المذل.

٨. الخطاب السياسي الألماني يصدر موضوعي المثلية والمرأة بمعزل عن مسألتي الديموقراطية وحكم القانون. فهو صديق وفي لأنظمة فاشية لا تقيم وزنا للقانون، في الوقت نفسه يقدم نفسه حامل صليب المثلية. المثلية، بما أنها ظاهرة بشرية ولها حقوق، لا يمكنها أن تعبر عن نفسها إلا داخل حقل عديد الطبقات من الحريات: سياسية، اجتماعية، اقتصادية، قانونية، وسواها. الذين ليس بمقدورهم التعبير عن آرائهم السياسية سيكونون أقل قدرة عن خوص غمار المسائل الأخرى. سيكون مثيرا للسخرية أن تستدعي الخارجية الألمانية السفير الأميركي لإبلاغه استياء برلين من تحريم المحكمة العليا للإجهاض. وسيكون محرجا أكثر أن يعرف الديموقراطيون الأميركيون أن ألمانيا تبيح الإجهاض ولكنها تشترط موافقة مندوب من الكنيسة! وأن الكنيسة تملك ١١% من القطاع الطبي، ومثله في روضات الأطفال، وأن هناك درجات وظيفية بعينها داخل الاستثمارات (المدنية) التي تملكها الكنيسة محصورة على الكاثوليكيين. التصور الألماني النسوي للعالم مهين لكل ما نعرفه تحت اسم ألمانيا. وكم بدت وزيرة الداخلية الألمانية في المدرجات بالأمس صغيرة ومراهقة.

٩. قالت المذيعة على راديو ألمانيا لمسؤول رفيع في وزارة الطاقة في البلاد: تتحدثون عن اتفافات جيدة بخصوص الغاز مع قطر. ماذا عن حقوق الإنسان هناك، هل ستتجاهلون الملف مستقبلا؟
أجاب، بصراحة:
“,روسيا أيضا ليس فيها حقوق إنسان. سنواصل مستقبلا “تماريننا الخطابية الأخلاقية” بطريقة لا تسيء لعلاقتنا ومصالحنا كما كنا نفعل مع روسيا”
الألمان حديثو عهد بتلك التمارين الخطابية، وهم بحاجة ماسة للاستهداء بالتجارب الأميركية والفرنسية والانجليزية. قال مصطفى سعيد، بطل موسم الهجرة نحو الشمال: لقد فتحوا لنا المدارس ليعلمونا كيف نقول لهم نعم بالإنجليزية. وكان جون كينيدي يقول: سنذهب بشعلة الحرية إلى كل بيت في العالم، وهو يقصد كل بيت نفط! الأداء الألماني لا يزال في طفولته، والزمن لا ينتظر.

١٠. لا يزال أمام المنتخب الألماني متسع من الوقت والفرصة، ما لم يشتته الجهاز الفني في معارك خارج مهامه. قدم المنتخب الإنكليزي عرضا يتناسب مع قوة وإبهار دوري البلاد. وفي ألمانيا: يشكل لاعبو بايرن ميونيخ العمود الفقري للمنتخب، والبايرن يصول ويجول في دوري الأبطال ولا يوقفه أحد. ثمة عقدة ما بحاجة إلى حل، ولا يبدو أن المراهقين في الجهاز الفني يملكون الأهلية لفهم العقدة.

صباح الفل
م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫34 تعليقات

  1. بيني وبينك المبارة قوية جداً، وكرة القدم لا تقف كونها تدور وتتحور من منتخب إلى آخر وكثير من المنتخبات فهمت رتم وروتين ونقاط القوة والضعف في المنتخب الألماني، كما يفعل دائماً ريال مدريد بالبافاري

  2. لماذا تتراكم علينا التنقدات و تلك الأفكار المسمومة من الغرب إلينا
    وليس لدينا فيها نصيب
    علي المجتمعات المحافظة أن تحافظ علي نفسها و انا لا تنخرط في صراعة دخليه عليها ولديها اهمة من تلك الأفكار المسمومة

  3. يا رجاااااااال
    إذا قد افتهن الشعب والمنتخب في ألمانيا أحسن حاجه بدون ما تسرد أي نقطه واحنا مسامحين لك وعفا الله عنك

    المهم
    لا تنسى أنك مسلم وأنت في مجتمع يتبى شعارات المثليه ويريد أن يسوقها بإسم الديمقراظيه

    افتح مخك على الآخر

  4. كلام منطقي عن المثليه وعن وضع المانيا والنتيجه انه مع تطور اللعبه وكره القدم أصبح الواقع الذي يفرض نفسه وليس الفريق القوي فكم من فرق ضعيفه احرجت فرق كبيره وعظيمه وع سبيل المثال إيطاليا الان خارج كأس العالم وهي بطله أوربا في الدوره الاخيره

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى