منظمات حقوقية

Superwomen stories | عن المقاومة والاستـ///ــلام ، لماذا يجب أن أموت دائمًا؟ منذ سنوات حينما ظهرت على

Superwomen stories


عن المقاومة والاستـ///ــلام ، لماذا يجب أن أموت دائمًا؟

منذ سنوات حينما ظهرت على التلفزيون فتاة صغيرة تحمل طفلها على يديها ، لتقول أن أحدهم اغتصبها وتتهمه وتريد ان يعود حقها اليها ، كان أمرًا خارقًا بالنسبة للجميع وسرعان ما اختفت الفتاة وسمعت همهمات من الكبار تفيد بأن تلك البنت كانت كاذبة ليس أكثر وانها ادعت ذلك من أجل ابتزاز أهل الفتى الأغنياء ، بعد ذلك بمدة ظهرت لأول مرة في التلفزيون والصحف فتاة تتحدي للتحقيق وسعت خلف حقها أيضًا ، ثم بعد قليل من الوقت تسرى الهمهمات نفسها بأن البنت كانت تسعى لتشويه سمعة مصر ليس أكثر ، ولكن أيضًا كنت أسمع لما تخرج تلك الفتيات الآن لم يملئن العالم بصخبهن ، لما لا يستمتع أنفسكم ويصمتن ، في المرة الأولى التي رفعت فيها صوتي لأنهر أحد المتحرشين ، وبعدما هرب من الأتوبيس وأخذت كرسي بجانب مسنة قالت لي بهدوء أن أصمت المرة القادمة من أجل سمعتي.

وهذا يومين استيقظت على رسالة صوتية محشوة بالعويل والبكاء من الصديقة التي لم تعرف ماذا تفعل حينها تحرش بها الأخ ، فخافت من الأهل الذين لم يتعاطفوا معاها طوال الحياة وأثرت الصمت ، جاء انهيارها بعد الردود الكثيرة والمنشورات التي ترد على د / غادة عبدالعال في الفكرة التي طرحتها وهي (ان المجتمع الغربي يثمن حياة الانسان اكثر فيدعم الفتاة لتخطي الاغتصاب دون فقدان الحياة ، اما نحن فندعم ان تقاتل المرأة حتى ولو قتلت) كانت مادية ترى نفسها مقصرة ، لقد اكتشفت من أجل أن تنجو ، من أجل أن لا تخرب المنزل ، من أن أنها ستكون المتهمة حتى ولو لم تكن مذنبة ، وكان من حظي أنا لعن المجتمع في الصباح.

حينما كنت أستمع لدروس العلم في المراهقة ، قال الداعية أن الله حينما قال والزانية قبل الزاني في الآية ، انما لأن المرأة هي التي تكون تغوي ، واستشهد في ذلك بقصة امرأة العزيز ، قال أن النساء فرع معوج ، وأنهن الناقصات ، وانهن حبائل الشيطان ، والكثير من الكلمات التي سكنت وجداني وشكلت وعيي ، لقد رأيتني شيطانة ، وحملت نفسي بما لم تتحمله ، فصرت أكوم الأثواب فوقي لا تقربًا انما خوفًا ، لقد رأيت أن أنوثتي لعنة يجب أن أدفنها ، بالطبع الدين لا تكون المرأة النظرة مطلقًا ، الدين أعلى وكذلك سماحة من هذا اللغط ، لكننا وكشعب متدين بطبعه ، دائمًا نأخذ من الدين ما يناسب مقاساتنا فحسب ، فن تركز على الأحاديث التي تخدم حقوقنا ، فتجد الرجل يقول مثنى وثلاث ورباع متجاهلًا الأية السابقة والتالية ، فحينما استشهدوا بحديث يزكي حتمية المقاومة ورفض ما عاداها استشهدوا بحديث (من مات دون ماله وعرضه فهو شهيد) فقط وتركوا الكثير من الآيات التي توصي بالحفاظ على روح الإنسان ، استنكروا الحفاظ على الكل وهو الروح في سبيل الجزء وهو العرض ، كما أننا هنا لسنا لاختيار الاختيار الفعل الطبيعي سيكون المقاومة ، انها عملية صد الاعتداء عن نفسك وعن ما تملكه ، ولكن ما الذي سيحدث إذا فشلت في حماية جسدك وعجزت عن ذلك ، هل سيستقبلون ضحية الاغتصاب بأكاليل الورد والدعم النفسي ، بالطبع لا ان تدخل تدخل إلي تجربة الاغتصاب خاسرة دائمًا ، تخسر أمانها ، وتخسر ​​جسدها ، واحيانًا تخسر حياتها علي يد ذويها ، لأنهم ببساطة لن يصدقوها.

حينما كتبت د / غادة هذا المنشور لم تكن تقول حسنًا يا فتيات استسلمن للمعتدي ، وقولوا له كما تشاء ، أنها تقول لما لا يغير المجتمع نظرته ، لما لا يقول سندعمك ، سنكون خلفك ، حتى إذا عدمت كل اساليب المقاومة نفعًا أن تتمسك بالحياة ، أن تبقى ، فبدلًا من أن تكون خسارتها هي جسدها فقط ، تخسر حياتها للأبد ، فمن تنجو ربما تقتل نفسها مما يوجه إليها ، ومن تكتم تصبح عرضة للإكتئاب والمرض النفسي ، فلما لا نقدم الدعم.

سيبزغ صوتًا يقول الأمر مثلما أن يهاجم أحد بيتك ، فاما تستسلم واما تدافع عنه ، وأنا سأسلك ماذا سيحدث حينما يسافر منزلك عنوة وتكف عن المقاومة ، سيقال يا للأسف سرق الرجل ، لقد كادوا أن يقتلوه ، لديك الأيدي تربت على كتفك لتخبرك لا بأس ستعوض المال ، المهم أنك بخير ، ولكن المغتصبة تجد هذا الدعم! أنا أعرف امرأة دخلت على والدها بعد طلاقها فقال لها ليتني استلمت جثمانك اليوم!

ان من يحارب من اجل بلده يسمى محاربًا إذا انهزم قلنا لا بأس العدو أقوي ، الذنب ليس ذنبك ، وحينما يُسرق رجلًا نقول لا بأس فعلت بما وسعك ، اما اذا تبادر للأذهان ، امرأة ، اغتصبت أو تحرشوا بها أو ما يقال (ايه اللي وداها هناك- ايه اللي لابساه- ما هو محدش يطلع كدا) حتى المرأة التي قتلت غدرًا منذ أيام قالوا (ما هي لو أنها يتجوز مكنش كل دا حصل).

وربما يبزغ صوتًا أخر قائلًا (انها الإرادة الحرة حيث لا يأخذ منك شيئًا لا تريد أن تعطيه له) سأخبرك أين الارادة الحرة التي تحدثني عنها ، في مجتمع يراها أصلًا عار عار حتى لو لم تكن مذنبة ، في مجتمع لا يرتاح حتى يبرر للمذنب فعلته ، لأن الأسهل أن يلقى بكل مساوئه على كاهل الطرف الأضعف ، الطرف الذي يرى في كثير من الأحيان أنه المذنب فعلًا ، لتختار اختيار يجب أن تكون في مجتمع يرحب بإختيارك ، أيا ما يكون ولو كان اختيار بين أمرين أحلاهما مر بل شديد المرارة ، اجعلها تستمع طوال اليوم لاتهامات بأنها المذنبة ، وأن كل شيء تفعله ثقيل ، وأن كل خطأ منها غير مغفور ، وانتظر منها اختيار حر!

حينما كنت في الجامعة سألت الصديقات مرة عن طريقة الأهل في توديعها ووصايتها حينما تهم بالسفر لسكن الجامعة ، فأخبرتني صديقة بأن والدها يقول:
– خدي بالك على نفسك عشان مش هرحمك. لقد كانت رسالة متضادة ، مخيفة أكثر منها مطمئنة ، أخبرتني تلك الصديقة أنها تستطيع التغلب على اغتصاب لفضلت ان يقتلوها ، وان لم يقتلوها لقتلت نفسها!
انني بكل ما قلته لم أطالب من الفتيات أن يستسلمن ، في الواقع نحن نقاتل لكي نحيا ، نقاتل لكي نحقق أبسط الأشياء ، فكيف لا ندافع عن أرواحنا وارادتنا وأجسادنا ، انما أردت فقط أن أقول أن يكون الخيار لك ، أن تريد الحياة فحاولي أن تدافعي عن الحياة عنك ، أنتِ لا تمثلي أحد سواك ، لن يتألم ولن يموت غيرك ، وإن كنت من الناجيات مثل صديقتي تلك ، فانتِ غير مذنبة.
وإن صودف وقرأ أب أو أم تلك الكلمات فأرجوكم ادعموا بناتكن بصدق ، دفعكم اليهن للكبت او الاكتئاب أو الانتحار ، سيبعدكم كثيرًا عن الجنة التي تخافون أن يحرمكم الله منها بسببهن.

كتابة: دينا محمد يوسف

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى