منظمات حقوقية

الحراك النسوي | أن أحب نفسي؟ كاسيت تسجيل طويل …

<

div dir=”rtl” class=”_5wj-“>

أقرأ هذا العنوان..أتأمله..أشرع في كتابة مقالة حول تجربتي بهذا الموضوع..أفشل
أضغط السهم على لوحة المفاتيح لأعود مجدداً إلى نقطة الصفر..الفراغ. أتأمله..أسخط على نفسي وعلى جني الإبداع بداخلي..لطالما ساورتني الشكوك بأنه غير موجود .. “لست مبدعة”
هذا أول صوت بداخلي..صرخ بداخلي
لعله صوت أصدقائي وأخوتي..يسخرون من محاولاتي الأولى الغضة لكتابة قصص عن معاناة النساء وأنا في عمر التاسع..أذكر المواقف جيداً..حملت قصاصات الأوراق كأنها جزء مني..بل هي كانت كذلك فعلاً..تلك الحقيقة الأولى التي أدركتها عن نفسي: أريد أن أصبح مدافعة عن حقوق النساء..هذا كل ما عرفته ورغبت به..كنت أفخر بقصصي وأبيات الشعر الرديئة التي كنت أصفها لأتحدث عن تفضيل الصبي على البنت..خيانة الرجل لزوجته وهجرها..تعرض المرأة للعنف والضرب.
خبا بريق عيني عندما لاقت كتاباتي السخرية والضحك..لعل ذلك كان أول ما تسجل في رأسي عن ماهية الإبداع بداخلي..وها هو هذا الصوت يقفز أمامي هذه المرة..وفي كل مرة يمكنك فيها فيها لأدون بضع كلمات على لوحة المفاتيح ..
عدم قدرتنا على حب نفسكنا ليس وليد شياطيننا الشخصية القابعة في مناطق مظلمة في عقولنا..لا ، بل كاسيت بذاكرة طويلة..كاسيت يسجل كل الأصوات التي نسمعها منذ تشكل الوعي لدينا وحتى هذه اللحظة ..سيسجل الأصوات التي نعتتك بالقبح..والفشل .. والغباء..والسخافة والسذاجة والضعف..سيسجل تلك الأصوات..الانتقادات..السخرية..وسيرميها أمامك كل يوم..في كل ساعة..وكل دقيقة
لا..لم أعتقد بأنه أن حوارنا الداخلي هو حوار أصيل شكلناه بأنفسنا..بل هو تكرار لعشرات الحوارات السابقة التي دارت عنا أو معنا ..
كم مرة للوصول للنقد على شكلك؟ هل بإمكانك إحصائها؟
تبدين مقرفة بهذا الفستان..شفاهك رفيعة للغاية..أنفك يشبه البطاطس..لا يليق بك اللون الأحمر ولا يلائم بشرتك..لا يناسبك الشعر الأحمر..معالم جسدك خالية من الأنوثة ..
كم مرة قوبلت محاولاتك في مجال إبداعي أو مهني بالسخرية؟
كم مرة اشترتت عليك والدتك أو والدك أو عمك أو جدك أو شريكك أو صديقتك أو صديقك الحب والمشاعر والتعاطف..كم مرة شعرت بأنه يضمن ثمن ما عليك دفعه لتتسحقي حبهم..ولتستحق حب نفسك لنفسك فيما بعد فيما يتعلق.
فشلنا في حب ذواتنا لم يأت بمحض الصدفة..بل هو نتاج كره..تشريط..تجريح من حولنا وعلى مدى سنوات لنا ..
بعد إدراكي هذه الحقيقة..حقيقة أني لم أكره تلك الدهون التي تحيط بخصري إلا بعد أن سخرت منها صديقتي وهي تحزم ببنطالي الجينز الضيق ..
لم أكره شكل أنفي إلا بعد أن قالت لي ذات مرة إحدى الصديقات في الإعدادية بأنه يشبه البطاطس..كنت بالكاد أهتم بشكله..وكنت أعتقد أنه أنف جميل متناسق ..
أنظر لكل إنش من جسدي ووجهي في المرآة..أحدق بي جيداً ..
أذكر أني كرهت لون عيوني الأسود عندما قال لي أحد الشبان: لو كنتِ شقراء بعيون زرقاء لبدوت أجمل وأكثر جاذبية ..
أنظر لجسدي الصغير..يتردد في مسامعي أصوات خالتي وجدتي وأمي وأخوتي: لو كنتِ طويلة لكنتِ أجمل ..
أكره تلك الشامات المتبعثرة بغير تناسق في وجهي..أو ربما كرهتها بعد أن قالت لي فتاة التقيت بها مرة واحدة في إحدى الحفلات بأن الشامات تضفي إلي مظهر يجعلني أبدو أكبر بالسن ..
أحدق بي من جديد..هذه أنا..هذه عيوني وجسدي وأنفي وشاماتي..أحتضنها جميعاً..تتردد الأصوات مجدداً في رأسي..تتالى عليّ العبارات حول قبح أنفي وقصر قامتي وترهلات بطني..أحاول أن أحتضنني بقوة أكبر من جديد ..
أضغط زر المسح في آلة التسجيل الصغيرة في دماغي ، تقاوم..أحاول الضغط بقوة أكبر وهي تقاوم..أضغط وتقاوم..أضغط وتقاوم بقوة اكبر..أنجح بعد العديد من المحاولات بضغط زر التسجيل..أرسل رسالة لنفسي رسالة مفادها:
أتقبل نفسي وأحبها..ليس عليّ أن أكون كاملة..عليّ أن أكون أنا فقط.
# ريم_محمود
# نسويات_سوريات


على تويتر
[elementor-template id=”127″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى